طارق البخاري ينتقد غياب "المؤثرين المغاربة" في كان المغرب بقصيدة اعتذار للسودان

طارق البخاري ينتقد غياب "المؤثرين المغاربة" في كان المغرب بقصيدة اعتذار للسودان

أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي

أثار الممثل المغربي طارق البخاري نقاشا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، عقب نشره شريط فيديو وجه فيه انتقادات حادة لغياب عدد من صناع المحتوى والمؤثرين المغاربة عن التفاعل مع فعاليات كأس أمم إفريقيا المقامة بالمغرب، مقابل الحضور المكثف والحماسي الذي طبع مشاركاتهم خلال نسخ سابقة احتضنتها بلدان أخرى، حيث تحول بعضهم آنذاك إلى “تراند” بفضل الترويج المكثف والمواكبة اليومية.

واختار البخاري أسلوبا غير مباشر، حمل في طياته سخرية لاذعة ورسائل أخلاقية واضحة، إذ أرفق موقفه بقصيدة اعتذار مؤثرة موجهة إلى الشعب السوداني، عبر من خلالها عن أسفه لما اعتبره انتقائية في التعاطي مع القضايا الإنسانية والرياضية، وربط الحضور الإعلامي لبعض المؤثرين بمنطق “الريتش” والمشاهدات أكثر من ارتباطه بالضمير أو القيم.

وقال البخاري في الفيديو: “عذرا يا شعب السودان، عذرا، إذا تأخر صوتكم فالضجيج كان أعلى في مكان آخر”، مضيفا أن بعض المؤثرين “كانوا منشغلين بتشجيع من يكبس أكثر، باسم العروبة أحيانا، وباسم الدين حينا، وباسم التراند دائما وأبدا”، في إشارة إلى ما اعتبره توظيفا انتهازيا للشعارات حسب ما تفرضه خوارزميات المنصات الرقمية.

واسترسل الممثل المغربي في كلماته المؤثرة قائلا إن مأساة السودان لم تكن “مناسبة للنشر”، لأن الحرب قطعت الإنترنت، مضيفا بنبرة نقدية: “وأنتم تعلمون جيدا أنه لا تفاعل بلا إنترنت، لا ريتش بلا مشاهدات، ولا أدسنس بلا قطيع وجوقة”، في توصيف مباشر لواقع صناعة المحتوى حين تختزل القضايا في أرقام ونسب مشاهدة.

ولم يخف البخاري استياءه مما سماه تغييب القضايا العادلة التي لا تحظى بالتفاعل الرقمي الكافي، معتبرا أن “القضية التي لا تكبس أكثر تؤجل، والألم الذي لا يصفق ينسى”، قبل أن يشبه بعض المؤثرين، مع التأكيد على أنه لا يعمم، بـ“شيخات المواسم” اللواتي “يرقصن مع إيقاع "الريتش" لا مع العاطفة ولا مع الحقيقة”.

وختم طارق البخاري رسالته بتعبير مؤثر قائلا: “لسنا في زمن الضمير ولا في زمن الكرامة، نحن في زمن بسيط جدا، من يكبس أكثر يسمع أكثر ويُشاهد أكثر”، موجها تحية مباشرة للشعب السوداني من المملكة المغربية، ومؤكدا محبته وتضامنه معه.

ولاقت مداخلة البخاري تفاعلا واسعا بين من اعتبرها صرخة ضمير في وجه التفاهة الرقمية، ومن رأى فيها دعوة صريحة لمراجعة أدوار المؤثرين ومسؤوليتهم الأخلاقية، خاصة حين يتعلق الأمر بقضايا إنسانية ورياضية كبرى، في زمن باتت فيه خوارزميات “التراند” تتحكم في بوصلة الاهتمام العام.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة