18/09/2017 12:39:00
أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية :الرباط
خلقت ظاهرة البنوك الإسلامية، انقساما في الشارع المغربي بين مؤيد لها باعتبارها تحسم الجدل الديني القائم منذ زمن بعيد حول شرعية التعامل مع الأبناك، وبين معارض لها على أساس أنها التفاف فقط ومحاولة شرعنة معاملات مالية من الناحية الدينية.
أما فريق ثالث بالشارع المغربي، فاعتبر أن المعاملات المالية كما هي مفروضة الآن في النظام الدولي حرام دينيا، سواء تعلق الأمر بالبنوك المتعارف عليها أو ما اصطلح على تسميته بالبنوك الإسلامية.
وبين هؤلاء وأولئك، ينزل موقع "أخبارنا" للميدان في محاولة لاستقصاء آراء الشارع المغربي، وموقف عينة من المغاربة من البنوك الإسلامية، التي حققت رقم أعمال ضخم بعد طرح خدماتها بالأسواق المالية المغربية، وأضحت تشكل خطرا حقيقيا على الأبناك "العادية"، في مجتمع مغربي لا زال يعيش مفارقة الحداثة والدين.
"محمد" رجل أعمال شاب، اعتبر أن البنوك الإسلامية فرصة لكل مسلم يسعى لتكون جميع معاملاته المالية والتجارية تتماشى مع أحكام الشريعة الإسلامية السمحة، التي بدأت تضمحل داخل المجتمع المغربي المسلم أصلا...وفي معرض سؤالنا له عن طريقة تعامله قبل إطلاق خدمات البنوك الإسلامية، أجابنا محمد أنه كان يتعامل مع البنوك العادية لأنه لا بديل عن ذلك...؟
بدورها "فاطمة" وهي أستاذة أربعينية للغة الفرنسية (لا ترتدي حجابا)، فشددت على أن البنوك الإسلامية فتحت الباب أمام مصراعيه لمن لا يريدون التعامل بالطريقة الربوية للأبناك الأخرى، التي تتعب كاهل المغاربة، مؤكدة على أن ما تقوله وما تؤمن به لا علاقة له بعدم ارتدائها للحجاب، الذي لا يعني التمسك بتعاليم الدين الإسلامي من وجهة نظرها...
"عبد الله" إمام مسجد، رفض في البداية الحديث إلينا بخصوص هذا الموضوع، وبعد إلحاحنا قال أن البنوك الإسلامية، مؤسسات مالية شرعية تبعد شياطين النظام التجاري الربوي الذين يسعون جاهدين لتقويض مبادئ الشريعة الإسلامية، التي ما إن ابتعد عنها أمة محمد (ص) حتى ضاعت وتفرقت بين الأمم.
أما "خالد" وهو مدير وكالة بنكية، فعلق ضاحكا:"واش زعما هاد البنوك الإسلامية جابت شي حاجة جديدة..راه نفس المعاملات كيما تانتعاملو بها حنا...وأصلا المتحكم فيها هوا نفس المتحكم في البنوك الأخرى...".
"مراد"، أستاذ جامعي في مادة الإقتصاد اتفق مع ما قاله الإطار البنكي، واعتبر البنوك الإسلامية كذبة أو "تساهلا" وهي محاولة شرعنة معاملات ترسخ في المعتقد الجمعي لجل المغاربة أنها حرام دينيا، وبالتالي فهذه البنوك هي تنفيس فقط على من يحرمون المعاملات البنكية بالطريقة المتعارف عليها...
وعلق "عبد القادر" وهو تاجر قارب الستين من عمره، شخصيا أرى أنه لا فرق بين الأبناك والأبناك الإسلامية، الأمر يتعلق فقط بتغيير طريقة التعامل والتسميات، فالمرابحة التي هي أساس وجوهر البنوك الإسلامية لا تعدو أن تكون فوائد بطريقة أخرى، علما أن تحريم التعامل مع الأبناك بني على أساس الربا التي هي أصلا فوائد...
في حين كان "محمد" الطالب بشعبة الحقوق، حازما معتبرا أن كلا النوعين من الأبناك حرام شرعا، معتبرا أن البنوك الإسلامية هي مجرد خدعة لن تنطلي على أي مسلم متمسك بشريعته، وبأحكام الله عز وجل الذي حرم الربا بنص قرآني قطعي.
"هند" شابة ترتدي حجابا على الطريقة التركية، وصفت جميع المعاملات البنكية هي ربوية في الأصل، وبالتالي فهي سحت في سحت...والأبناك الإسلامية خطة مدروسة للقضاء على ما بقي من مسلمين ملتزمين بأحكام الشريعة الإسلامية ومحاولة احتوائهم من طرف الماسونية العالمية، المسيرة الحقيقية لجميع الأبناك بما في ذلك الأبناك الإسلامية...
عرفانا بجهودهم.. إدارة السجن المحلي بـ"تامسنا" تكرم عددا من موظفيها بمناسبة الذكرى الـ16 لتأسيس المندوبية العامة(فيديو)
زيادة في الأجور وتخفيض ضريبي..رئيس الحكومة يشرف على توقيع اتفاق جولة أبريل 2024 من الحوار الاجتماعي(صور)
عدد التعليقات (9 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟