خاص: حقول زراعية تستعمل مياه للصرف الصحي تهدد صحة وحياة المراكشيين
أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية - محمد اسليم
يبدو أن شح مياه السقي والتكلفة العالية لحفر الآبار وما باتت تفرضه الادارات المعنية من إجراءات إدارية معقدة ان لم تكن مستحيلة أحيانا لإنجاز الثقب والآبار، دفعت جميعها بمزارعين كثيرين في محيط مراكش وأحيانا داخلها إلى اللجوء لشبكات الصرف الصحي، لضخ المياه العادمة انطلاقا منها باتجاه أراضيهم الزراعية، مستعينين في ذلك بمحركات تختلف قوتها من محرك لآخر. وهي الأراضي التي يتم توجيه منتجاتها الفلاحية بكل أسف لأسواق مراكش والضواحي.
دوار اخليفة ابريك التابع ترابيا للملحقة الإدارية رياض السلام بمقاطعة جليز مراكش، مسرح من مسارح هذا النوع من الممارسات، بحيث يلجأ بعض "الفلاحين" لفتح فوهات شبكات الصرف الصحي، التي تعبر الدوار، و باستعمال محركات ومضخات يستخرجون المياه العادمة ويستعملونها في سقى حقولهم، وهو ما وقفت عليه لجنة تقنية مختلطة زارت الدوار في 24 ماي الماضي وحسب محضر اللجنة، فقد تم ضبط كسر فوهتين لقناة الصرف الصحي لاستغلالها في ضخ المياه العادمة بسقي الضيعات الفلاحية بالمنطقة، مؤكدة أن ممثلي السلطة المحلية نبهوا مستغلي الفوهات لخطورة أفعالهم وألزموهم بإزالة المحركات.
استعمال مياه الصرف الصحي في السقي له العديد من الآثار السلبية تصل درجة الخطورة أحيانا، بدءا بانتشار الروائح الكريهة في محيط الحقول المسقية بها، إلى جانب المخاطر والأضرار العديدة بعد أن تبين أنها سبب مباشر في تفاقم المشاكل الصحية وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة كاالأمراض الجلدية والبكتيرية المنقولة عبر الخضار أو المحاصيل البقولية أو ذات الأوراق التي تلامس التربة مباشرة أو تلامس مياه الصرف الصحي أثناء السقي، الى جانب المخاطر البيئية الكبيرة والتي قد تصل الى احداث كوارث بيئية سيما وان المياه العادمة تحتوي على عناصر ومواد كميائية مختلفة نتيجة الاستعمال المتكرر وغير المدروس الذي قد يؤدي الى تراكم بعض عناصر المواد الكيماوية في التربة والتي قد تصل مع مرور الزمن الى مستويات تعمل على تقليل انتاجية الاراضي الزراعية اضافة الى انه سيكون لها اثار سامة على الانسان والحيوان كما تؤكد ذلك دراسة علمية أجراها ياحثون يكلية الموارد الطبيعية والبيئة في الجامعة الهاشمية يالأردن... ما يشير إلى أن المنتجات الفلاحية المسقية بهذا النوع من المياه تشكل خطورة على مستهلكيها َوقد تكون سببا في العديد من الأوبئة والأمراض...
للإشارة فخطورة ما يقع يستلزم من السلطات المحلية بمراكش والسلطات الأمنية تكثيف جهودها للحد منه ولم لا القضاء عليه، خصوصا وأن شكاية تم تقديمها في الموضوع للسيد وكيل الملك بمراكش مؤخرا... فهل ستعمل سلطات مراكش على الضرب من حديد على مهددي صحة وحياة المراكشيين؟
