بعد تزويد روسيا الجزائر بمقاتلتيْن.. هل تستطيع منظومة "باراك إم إكس" الدفاعية المغربية مواجهة الـ“سو-57” الشبحية

في خطوة عسكرية لافتة تحمل أكثر من رسالة، أقدم المغرب، خلال الأيام القليلة الماضية، على نشر منظومة الدفاع الجوي الصاروخي الإسرائيلية المتطورة “باراك إم إكس” لأول مرة، بقاعدة سيدي يحيى الغرب شمال شرق الرباط، في إجراء وُصف بالاستراتيجي والوقائي، يعكس تحوّلاً نوعياً في عقيدة الدفاع الجوي للمملكة.

ويأتي هذا التطور بعد إبرام صفقة تسليح كبرى سنة 2022، قُدّرت قيمتها بحوالي 500 مليون دولار، شملت اقتناء هذا النظام المتقدم، إلى جانب تنظيم تدريبات عسكرية مشتركة مع إسرائيل، ما يؤشر على دخول القوات المسلحة الملكية مرحلة جديدة من التحديث التقني عالي الدقة.

ويرى متابعون للشأن العسكري أن نشر “باراك إم إكس” ليس خطوة معزولة، بل ردّ مباشر على تعاظم التهديدات الجوية في المنطقة، خاصة بعد تداول معطيات عن حصول الجزائر على مقاتلتين شبحيتين روسيتين من طراز “سو-57”، في سابقة من نوعها شمال إفريقيا.

وبحسب خبراء، فإن منظومة “باراك إم إكس” تتميز بقدرتها على تغطية مجال جوي يصل إلى 150 كيلومتراً، ما يمنح المغرب هامشاً واسعاً للرصد المبكر والرد السريع على أي اختراق جوي محتمل، ويعزز بشكل كبير ميزان الردع والدفاع.

غير أن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة هو: هل يستطيع “باراك” إسقاط الشبح الروسي؟

الإجابة، وفق تقديرات عسكرية، ليست بسيطة، إذ تعتمد على عدة عوامل تقنية وميدانية، فمقاتلة “سو-57” تستفيد من تصميم شبحي متطور وأنظمة حرب إلكترونية تقلل من بصمتها الرادارية، ما يجعل اكتشافها في مراحل الاقتراب الأولى أمراً معقداً، خصوصاً إذا اعتمدت الطيران المنخفض أو المناورات السريعة.

في المقابل، تمتلك منظومة “باراك إم إكس” رادارات نشطة متكاملة متعددة الترددات، قادرة على رصد الأهداف الشبحية في مدى قد يصل إلى 150 كيلومتراً، مع نسبة كشف مبكر تتجاوز 50 في المائة وفق تحليلات استخباراتية متداولة، وبمجرد تأكيد الرصد، تصبح عملية الاعتراض الصاروخي ممكنة في زمن قياسي.