هل من تفسير لهذا النهب.. النفط ينهار عالميا وأسعار المحروقات تواصل استنزاف جيوب المغاربة

هل من تفسير لهذا النهب.. النفط ينهار عالميا وأسعار المحروقات تواصل استنزاف جيوب المغاربة

أخبارنا المغربية- حنان سلامة

في وقتٍ تتهاوى فيه أسعار النفط عالمياً إلى مستويات غير مسبوقة منذ سنوات، يجد المغاربة أنفسهم أمام مفارقة محيّرة: البرميل ينهار ومحطات الوقود لا ترحم.

فقد سجلت أسعار النفط، نهاية الأسبوع الجاري، انخفاضاً حاداً تجاوز 2 في المائة عند التسوية، وسط مؤشرات قوية على تخمة مرتقبة في المعروض العالمي، وتراجع علاوة المخاطر المرتبطة بالحرب، إضافة إلى ترقب المستثمرين لاحتمال التوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا خلال الأيام المقبلة.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.60 دولار، ليستقر سعر البرميل عند 60.64 دولار، فيما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بـ1.61 دولار إلى حدود 56.74 دولار للبرميل.

الأرقام لا تقف عند هذا الحد، إذ تتجه أسعار النفط لتسجيل أكبر انخفاض سنوي منذ عام 2020، بعدما فقد خام برنت حوالي 19 في المائة من قيمته منذ بداية السنة، بينما خسر الخام الأميركي ما يقارب 21 في المائة، في ظل ارتفاع الإنتاج العالمي ومخاوف متزايدة من فائض ضخم في المعروض خلال السنة المقبلة.

وكالة الطاقة الدولية، ومقرها باريس، أكدت بدورها أن المعروض العالمي من النفط سيتجاوز الطلب خلال العام القادم بنحو 3.84 ملايين برميل يومياً، وهو رقم كفيل – نظرياً – بدفع الأسعار إلى مزيد من التراجع.

غير أن هذا “الانهيار السعيد” في الأسواق الدولية لا ينعكس، بشكل يثير الاستغراب، على جيوب المغاربة. فبرغم تراجع البرميل إلى ما دون 61 دولاراً، لا يزال سعر الغازوال مستقراً قرب 11 درهماً للتر، فيما يتجاوز سعر البنزين 12.5 درهماً في عدد من محطات التوزيع، وكأن السوق الوطنية تعيش في كوكب آخر.

هذا الوضع يعيد إلى الواجهة أسئلة قديمة متجددة حول آليات تسقيف الأسعار، وهوامش أرباح شركات التوزيع، ومدى نجاعة تحرير سوق المحروقات، الذي كان يُفترض أن يجعل الأسعار أكثر ارتباطاً بالتقلبات الدولية، صعوداً وهبوطاً. لكن الواقع يُظهر أن الارتفاعات العالمية تُترجم فوراً إلى زيادات محلية، بينما يُقابل الانخفاض بصمت طويل لا يجد له المستهلك تفسيراً مقنعاً.

وفي ظل تآكل القدرة الشرائية، وارتفاع كلفة النقل والمواد الأساسية، يبدو المواطن المغربي الحلقة الأضعف في معادلة لا يفهم منطقها، حيث يهبط النفط في العالم وتظل الفاتورة في المغرب مرتفعة بلا مبرر واضح.

فإلى متى سيبقى هذا التناقض قائماً؟ ومن يشرح للمغاربة لماذا لا تصل “بشرى” انخفاض النفط إلى عدادات محطات الوقود؟ أسئلة مشروعة تنتظر أجوبة أكثر جرأة وشفافية.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة