أخبارنا المغربية - مراكش

لا حديث في الأوساط النقابية والحقوقية بمراكش إلا عن ثانوية تأهيلية "تاريخية" طالها النسيان لتلج الموسم الدراسي في وضع وصفه بيان نقابي للجامعة الوطنية للتعليم (FNE) فرع سيدي يوسف بن علي بـ"الكارثي". 

المؤسسة َوالتي تعد من أعرق المؤسسات الثانوية بمراكش وأقدمها، تعرف حسب المكتب النقابي المذكورخصاصا مهولا في بنية أطرها الإدارية، في موسم دراسي اختارت له وزارة بنموسى شعار ”من أجل مدرسة ذات جودة للجميع”، بحيث تفاجأت أطر هيئة التدريس يوم الجمعة الماضي، خلال توقيعها لمحضر الدخول أن المؤسسة لا تتوفر على مدير، كما أن المؤسسة بدون ناظر للموسم الثاني على التوالي، ولا رئيس أشغال، وبها حارس عام واحد علما أن عدد تلاميذها يناهز الألفين (2000)، ما يعني أن الخصاص في هذه الفئة هو ثلاثة حراس عامين، وبدون حارس عام للداخلية كذلك كونها تضم قسما داخليا. 

هذا الخصاص المهول في الأطر الإدارية - يؤكد البيان النقابي - كان له انعكاس سلبي ومأساوي على المتعلمين والمتعلمات، بحيث أن أكثر من نصف التلاميذ لم يقم بإعادة التسجيل سواء في القسم الداخلي أو القسم الخارجي، لأن المؤسسة تم إغلاقها طيلة شهر غشت دون تكليف إطار إداري للقيام بمهمة المداومة.

المكتب النقابي دعا وزارة التعليم إلى التدخل العاجل والفوري من أجل إيجاد حل للوضع الذي تعرفه ثانوية يوسف بن تاشفين التأهيلية، محملا مسؤولية هذا الوضع الكارثي َالذي تعيشه العديد من المؤسسات العمومية بمقاطعة سيدي يوسف بن علي للمديرية الإقليمية بمراكش باعتبارها الجهة الوصية والمسؤولة عن تدبير المؤسسات.

من جهته أكد فرع المنارة مراكش للجمعية المغربية لحقوق الانسان في بيان توصلت أخبارنا بنسخة منه، أنه يتابع بانشغال كبير عملية الدخول المدرسي الحالي بالمديرية الإقليمية بمراكش، محذرا من أن التهييء الارتجالي والاصرار على تهميش وضرب مصداقية المدرسة العمومية سيدفع في اتجاه النفور منها.

البيان أشار كذلك الى كون ثانوية يوسف بن تاشفين التأهيلية تعد من أعرق الثانويات بمدينة مراكش والتي أنجبت نخبة من الأطر والخريجين طيلة مسارها التاريخي، إلا أنها اليوم تعيش على وقع الإهمال و التبخيس والخراب عبر قرارات  من طرف المديرية الإقليمية يقول البيان، نظرا لغياب مسؤول لتدبير وإدارة شؤون ثانوية بحجمها وبشعبها العلمية والأدبية ناهيك عن التعليم المهني بتخصصاته إضافة لشعبة التعليم التقني علوم الإقتصاد والتدبير التي تتطلب رئيس اشغال غير متوفر.

فالثانوية، يضيف البيان، يصل عدد تلامذتها  لحوالي 2000 تلميذة وتلميذ، وسبعة وخمسين قسما وخمسة واربعين حجرة دراسية وثمانية وثمانين استاذة وأستاذا وقسما داخليا يقارب المئة مستفيد. كل هذا والثانوية لا تتوفر لا على مدير ولا على ناظر دروس، فهناك فقط حارس عام واحد ومساعدين تقنيين وحارس امن واحد على مؤسسة بثلاثة بوابات يؤكد البيان. 

أصحاب البيان طالبوا في الختام وزارة التربية الوطنية وجميع المؤسسات المعنية بالتدخل الفوري لحماية حق أبناء وبنات سيدي يوسف بن علي في التعليم وبشروط تضمن الجودة، مع الاهتمام بالثانوية المذكورة والارتقاء بخدماتها وجعلها مؤهلة للقيام بأدوارها وفق المعايير المتعارف عليها، ووضع حد للتهميش والاقصاء والتدمير الذي تعيشه، مع الإسراع بتمكينها من طاقم إداري كافٍ ومتكامل يدير المؤسسة بمختلف مرافقها، ويكون متطابقا ومنسجما وحجمها وعدد تلاميذها وتلميذاتها في مختلف التخصصات وأنواع التعليم والتكوين الذي تعرفه المؤسسة وايضا بقسمها الداخلي، مع تعيين العدد الكافي واللازم من عمال الحراسة وعاملات النظافة في احترام تام لكافة حقوقهم القانونية في الأجر وساعات العمل، مع العمل على فتح جميع مرافق المؤسسة في آجالها بشروط لا تعيد الارتجالية وسياسة الترقيع والبريكولاج يقول بيان الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش.