لأول علماء يُدمرون ورما سرطانيا بالموجات فوق الصوتية فقط

أعلن باحثو جامعة موسكو الحكومية (МГУ) بالتعاون مع أطباء من المعهد الطبي العلمي التعليمي وكلية الطب الأساسية عن إنجاز طبي مهم، حيث نجحوا للمرة الأولى في روسيا في تدمير ورم سرطاني خبيث دون أي تلامس أو جراحة باستخدام الموجات فوق الصوتية المركزة . وقد نقلت وكالة تاس العلمية تفاصيل هذا الاختراق.

التجربة تعد خطوة واعدة نحو تطوير طرق علاجية فعالة وطفيفة التوغل تُحسن فرص المرضى الذين يعانون من سرطانات معقدة.

تفاصيل التجربة: تدمير الورم دون حرارة أو شقوق

أوضح فريق جامعة موسكو أن التقنية تعتمد على استخدام نبضات موجات فوق صوتية عالية الكثافة تُركز على الورم من خارج جسم المريض، دون الحاجة إلى جراحة أو إدخال أدوات.

ما الذي يجعل هذا الإنجاز فريدا؟

القدرة على تفتيت ورم ليوميُوساركوما (نوع شديد العدوانية من سرطانات الأنسجة الرخوة).

التدمير يتم ميكانيكيا، وليس عبر الحرارة كما في الطرق التقليدية.

الموجات فوق الصوتية تُولّد ضغطا عاليا وتأثيرات ميكانيكية تفكك نسيج الورم.

العملية تمت ex vivo (خارج الجسم)، وتم تحويل النسيج الورمي إلى مادة سائلة عديمة البنية.

هذا التقدم قد يمثل بديلا مستقبليا للجراحة والعلاج الإشعاعي والكيميائي.

ما هي ليوميُوساركوما؟

ورم خبيث شديد العدوانية

ينشأ من العضلات الملساء

يُكتشف غالبا في:

الرحم

الأطراف

الأوعية الدموية

منطقة البطن خلف الصفاق

العلاج التقليدي يعتمد أساسا على الجراحة، وأحيانا تُضاف لها العلاج الإشعاعي أو الكيميائي، بينما يُقدَّم العلاج التلطيفي في الحالات غير القابلة للجراحة. لذا فإن اكتشاف طريقة بديلة يمثل أملاً حقيقياً للمرضى.

نتائج تحليل العينات بعد التفتيت

أكد التحليل النسيجي (الهستولوجي) أن:

خلايا الورم دُمِّرت بالكامل

الحدود بين النسيج السليم والمُعالج بقيت واضحة ودقيقة.

وهذا يشير إلى أن التقنية يمكنها استهداف الورم بدقة عالية دون الإضرار بالأنسجة الصحية.

كيف تعمل التقنية الجديدة؟

شرحت فيرا خوخلوفا، رئيسة المشروع في جامعة موسكو، أن الفكرة تعتمد على:

آلية العمل:

إرسال سلسلة من النبضات الصوتية عالية السعة.

عبورها من الجلد والأنسجة السليمة دون إحداث ضرر.

تركيزها على الورم فقط.

التأثير الحاصل ناتج عن أمواج صوتية غير خطية ذات تغيرات حادة في الضغط.

هذا الضغط يحطم الورم ميكانيكيا دون توليد حرارة.

ميزة هذه الطريقة أنها غير جراحية بالكامل ويمكن تطبيقها بدقة على المناطق العميقة.

أهمية الاختراق العلمي

تأتي هذه الدراسة ضمن برنامج جامعة موسكو متعدد التخصصات في مجال الفوتونيات، التقنيات الكمية، والطب الرقمي، وقد نُشرت نتائجها في مجلة Ultrasonics المصنفة ضمن الفئة Q1.

الفوائد المحتملة تشمل:

تقليل مخاطر الجراحة الكبرى

توفير خيار علاجي في الحالات غير القابلة للجراحة

تجنب الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي والكيميائي

استهداف الأورام بدقة متناهية دون الإضرار بالأنسجة السليمة.

يمثل هذا الإنجاز خطوة أولى نحو تطوير علاج ثوري للسرطانات العدوانية، وقد يشهد المستقبل القريب تجارب سريرية على البشر إذا أثبتت التقنية فعاليتها وأمانها. استخدام الموجات فوق الصوتية لتفتيت الأورام يفتح فصلا جديدا في الطب غير الجراحي.