الذكاء الاصطناعي يتحوّل إلى طبيب رقمي وسط تحذيرات من مخاطره
أخبارنا المغربية - وكالات
بات "شات جي بي تي" خياراً شائعاً لدى العديد من البريطانيين للحصول على نصائح طبية، حيث أظهر استطلاع حديث أن واحداً من كل عشرة أشخاص في المملكة المتحدة يستخدمه لهذا الغرض، وترتفع النسبة إلى الضعف لدى الفئة العمرية تحت 35 عاماً، في ظل صعوبة الحصول على مواعيد طبية وسرعة استجابة الأدوات الرقمية.
ويأتي هذا التوجه مدفوعاً بقدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، إذ أظهر "شات جي بي تي" قدرة على اجتياز اختبارات طبية معقدة وحلّ حالات سريرية بدقة عالية. لكن في المقابل، يحذر الأطباء من مخاطره، بسبب ميله أحياناً إلى تقديم معلومات غير دقيقة أو "الهلوسة". وقد سُجلت بالفعل حوادث خطيرة، مثل تسمم أحد المستخدمين إثر استبداله للملح بمادة بروميد البوتاسيوم، وقصص مقلقة لمراهقين تلقوا نصائح شجعتهم على إيذاء أنفسهم.
ويقدّم الخبراء عدداً من التوصيات لاستخدام ChatGPT بشكل آمن:
أولاً، تجنّب استخدامه لتشخيص نفسك، بل من الأفضل استخدامه كأداة مساعدة في تقديم خيارات علاجية عندما يكون التشخيص معروفاً. على سبيل المثال، إذا تأكد الشخص أنه مصاب بالإنفلونزا، يمكن للروبوت أن يقترح الراحة أو استخدام الباراسيتامول.
ثانياً، كلما زادت المعلومات التي تقدمها، زادت دقة الإجابة. فذكر تفاصيل مثل الأعراض، مدتها، والعوامل الوراثية يساعد في تحسين جودة الرد.
ثالثاً، يُمكن استخدام الأداة لتعزيز الحوار مع الطبيب، عبر تجهيز أسئلة دقيقة قبل الموعد الطبي أو فهم الحالة بشكل أفضل، خاصة للمرضى القلقين.
رابعاً، ينصح المختصون بطلب مصادر موثوقة عند استخدام ChatGPT، مثل موقع NHS أو قواعد بيانات طبية عالمية كـPubMed، ويمكن دائماً سؤال الأداة عن مصدر معلوماتها قبل اعتمادها.
أما في الحالات الطارئة، فينبغي الرجوع إلى الطبيب فوراً، خاصة عند ظهور أعراض مثل الإرهاق الشديد، النزيف غير المبرر، الحمى الطويلة، فقدان الوزن غير المفسر، أو الاضطرابات القلبية.
وتؤكد الصيدلانية ديبورا غرايسون أن الصيادلة متاحون بسهولة ويمكنهم تقديم توجيه أولي دقيق، ما قد يُجنّب المستخدمين مخاطر التشخيص الذاتي القائم على أدوات الذكاء الاصطناعي، داعية إلى دمج هذه التقنيات ضمن منظومة الرعاية وليس الاعتماد عليها كبديل.
