رغم تفوقه في الامتحانات… الذكاء الاصطناعي يتعثر في تشخيص المرضى بدقة
أخبارنا المغربية - وكالات
اختبر باحثون من جامعة هارفارد قدرة نماذج الذكاء الاصطناعي على القيام بمهام طبية حاسمة مثل تحليل الأعراض، واختيار الفحوصات، ومعالجة المعلومات السريرية المتغيرة، وتقديم التشخيص المناسب. وبيّنت النتائج أن هذه النماذج، رغم براعتها في بعض الجوانب، لا تزال تواجه صعوبات كبيرة عندما يتعلق الأمر بالتفكير السريري الديناميكي.
وبيّنت الدراسة أن الذكاء الاصطناعي غالباً ما يُخفق في تحديث قراراته عند ورود معلومات جديدة أو غير مؤكدة، بل يفشل أحياناً في التمييز بين ما هو مهم وما هو غير ذي صلة طبياً. ويشير الباحثون إلى أن هذه الثغرات قد تُحد من قدرة الذكاء الاصطناعي على تقديم رعاية صحية فعالة دون إشراف بشري مباشر.
وعلى نحوٍ لافت، أشار الفريق إلى أن بعض طلاب الطب، الذين يبرعون في اختبارات الاختيار من متعدد، لا يُظهرون الكفاءة نفسها عندما يُطلب منهم تحليل حالات واقعية مبنية على نصوص ومعلومات متغيرة، مما يدل على أن "التفكير السريري" مهارة مختلفة ومعقّدة، يصعب محاكاتها برمجياً.
وقال الدكتور ليام ماكوي، المشارك في الدراسة: "الأداء في مثل هذه المهام يتطلب فهماً عميقاً وسياقاً واسعاً، وهذه الجوانب لا يزال الذكاء الاصطناعي يفتقر إليها". ورغم ذلك، لم يُنكر ماكوي أهمية التكنولوجيا، بل أكد ضرورة تطويرها بما يخدم مصلحة المرضى، لا مصالح الشركات أو الجهات الخارجية.
ورأى أن على الأطباء والباحثين مواصلة العمل على تحسين خوارزميات الذكاء الاصطناعي، لتكون فعالة وعادلة وآمنة. واختتم بالقول: "قد تكون هذه النماذج مذهلة في حل الاختبارات، لكنها لا تزال بعيدة عن اليوم الذي يمكن فيه الاعتماد عليها لإتمام فحص طبي حقيقي بدون طبيب بشري".
