ارتفاع الكوليسترول: 3 تغييرات بسيطة قد تنقذ حياتك

يتصدر ارتفاع الكوليسترول قائمة المخاطر الصحية الشائعة، إذ يسبب تضييق الأوعية الدموية ويزيد من احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية، السكتات الدماغية، بل وحتى الخرف، إذا تُرك دون علاج. لكن الخبر الجيد، وفق ما أكدته طبيبة القلب كريستين نورمان، أن خطوات بسيطة في نمط الحياة قد تُحدث فرقاً ملموساً في التحكم بمستوياته.

ويُعد الكوليسترول مادة أساسية تدخل في إنتاج الهرمونات وفيتامين د وبناء أغشية الخلايا، إلا أن المشكلة تكمن في تراكم النوع "الضار" منه بمستويات مرتفعة، غالباً نتيجة عادات يومية غير صحية مثل سوء التغذية، قلة الحركة، التدخين، والإفراط في الكحول.

1. الغذاء المتوازن بداية التحوّل

أولى التوصيات التي شددت عليها نورمان هي تعديل النظام الغذائي، لا من خلال حرمان مفرط، بل عبر بناء أطباق صحية ومتنوعة: نصف الطبق فواكه وخضار، ربع منه كربوهيدرات كاملة (كالأرز البني أو البطاطا بقشرها)، والربع الأخير للبروتين قليل الدسم مثل السمك أو البقوليات. وأضافت ضرورة إدخال الدهون الصحية بكميات معتدلة مثل زيت الزيتون أو الأفوكادو والمكسرات.

2. النوم... عامل خفي لا يقل أهمية

أظهرت دراسات حديثة أن قلة النوم ترتبط بانخفاض الكوليسترول الجيد (HDL) في الجسم. بل إن من ينامون لساعات أقل يستهلكون يومياً ما معدله 385 سعرة حرارية إضافية، معظمها من الدهون، ويقل لديهم تناول البروتين، ما يؤدي إلى اختلال التوازن في نسب الكوليسترول مع مرور الوقت.

بمعنى آخر، النوم الجيد لا يؤثر فقط على النشاط الذهني، بل ينعكس أيضاً على الشهية، الخيارات الغذائية، وصحة الجسم الأيضية.

3. الحركة اليومية... القليل يصنع الفارق

أكدت نورمان أن ممارسة النشاط البدني تساعد الجسم على استهلاك الدهون المشبعة كمصدر للطاقة، ما يخفض مستويات الكوليسترول السيئ في الدم. ولا يتطلب الأمر التزاماً صارماً ببرنامج رياضي، بل يكفي البدء بزيادة بسيطة في النشاط اليومي، كالمشي أو صعود الدرج، ثم التدرج نحو فترات أطول أو أكثر كثافة. فحتى الجهد القصير المنتظم قد يُحدث تحسناً ملحوظاً.


تشير التوصيات الحديثة إلى أن نمط الحياة الصحي لا يكتفي بالوقاية من ارتفاع الكوليسترول، بل قد يُغني بعض المرضى عن الأدوية أو يدعم فعاليتها. والرسالة الأهم التي وجهها الأطباء: التغيير لا يتطلب ثورة، بل يبدأ بخطوة صغيرة نحو نمط غذائي متوازن، نوم مريح، وحركة مستمرة.