تحديات قاتلة على المنصات الرقمية: موجة محتوى خطير تحصد أرواح المراهقين في 2025
أخبارنا المغربية - وكالات
سجّلت منصات التواصل الاجتماعي خلال عام 2025 تصاعدًا مقلقًا في انتشار تحديات خطيرة استهدفت بشكل أساسي فئة المراهقين، وأسفرت عن إصابات ووفيات غير مسبوقة. وأظهرت دراسات حديثة ارتفاعًا بنسبة 30% في حالات الطوارئ المرتبطة بهذه التحديات منذ عام 2023، ما دفع خبراء الصحة إلى التحذير من تحوّل الظاهرة إلى أزمة صحية واجتماعية حقيقية.
وتُظهر البيانات أن الفئات العمرية بين 13 و24 عامًا تشكل النسبة الأكبر من مستخدمي منصات مثل إنستغرام وتيك توك، بنسبة 39% و32% على التوالي، وهو ما يضع هذه الشريحة في دائرة الخطر المباشر. ويرى مختصون أن خوارزميات المنصات، التي تروّج للمحتوى الصادم عالي التفاعل، تسهم في تسريع انتشار هذه التحديات دون مراعاة عواقبها.
ويتصدّر ما يُعرف بتحدي “الاختناق المؤقت” قائمة التحديات الأكثر فتكًا، بعدما تسبب في وفاة أكثر من 100 شخص حول العالم، معظمهم من الأطفال بين 10 و14 عامًا. ويقوم التحدي على حرمان الجسم من الأكسجين بهدف الشعور بنشوة مؤقتة، ما يؤدي إلى أضرار دماغية خطيرة أو الوفاة، كما حدث في حالات موثقة خلال الأشهر الماضية.
وفي السياق نفسه، عادت تحديات أخرى إلى الواجهة، من بينها ابتلاع كبسولات المنظفات، واستنشاق بخاخات الهواء المضغوط، وتناول جرعات مفرطة من أدوية الحساسية، إضافة إلى تحديات جديدة تتعلق بتخريب أجهزة إلكترونية أو ألعاب أطفال معدّلة، تسببت بحروق خطيرة وإصابات استدعت دخول العناية المركزة. وأفادت تقارير طبية بأن واحدة من كل أربع حالات طوارئ تتطلب المبيت في المستشفى، مع تسجيل مضاعفات طويلة الأمد لدى عدد من المصابين.
ويحذّر مختصون في علم النفس من أن هذه الظواهر تستغل عدم اكتمال نمو مراكز اتخاذ القرار في أدمغة المراهقين، ما يجعلهم أكثر عرضة لضغط الأقران والسعي وراء القبول الاجتماعي. كما أشاروا إلى أهمية الانتباه لعلامات تحذيرية مثل الحروق غير المبررة، التغيرات السلوكية المفاجئة، والسرية المفرطة في استخدام الهواتف.
وفي ظل هذا الواقع، يدعو خبراء الصحة والتربية إلى تكثيف حملات التوعية، وتعزيز الحوار المفتوح داخل الأسر، إلى جانب مطالبة شركات التواصل الاجتماعي بتحمل مسؤولية أكبر في ضبط المحتوى الخطير، مؤكدين أن التعامل مع الظاهرة لم يعد خيارًا، بل ضرورة لحماية جيل كامل من مخاطر رقمية متنامية.
