الأمازون الكولومبي يتحول إلى ساحة للجريمة المنظمة: الذهب والكوكايين واللحوم على حساب الغابات

الأمازون الكولومبي يتحول إلى ساحة للجريمة المنظمة: الذهب والكوكايين واللحوم على حساب الغابات

أخبارنا المغربية - وكالات

تشهد غابات الأمازون في كولومبيا كارثة بيئية وأمنية متصاعدة، مع تحوّلها إلى مركز حيوي لشبكات الجريمة المنظمة، حيث أصبحت تجارة الكوكايين والذهب واللحوم المحرك الرئيسي لنشاط الجماعات المسلحة، وسط إزالة متسارعة للغابات وغياب فعلي لسيطرة الدولة، وفقاً لتقارير الغارديان ومؤسسة الحفاظ على التنمية المستدامة (FCDS).

ورصد رودريغو بوتيرو، مدير المؤسسة، خلال أكثر من 150 طلعة جوية غطّت نحو 50 ألف كيلومتر، توسعاً مقلقاً في الطرق غير الشرعية والمحاصيل الممنوعة، مع اختفاء مساحات خضراء شاسعة لصالح بقع بنية قاحلة ناجمة عن إزالة الغابات. وقدّر أن الأمازون الكولومبي بات يسجل أعلى كثافة طرق غير قانونية في كامل المنطقة، بامتداد يتجاوز 8 آلاف كيلومتر أنشأتها جماعات مسلحة منذ عام 2018 لتسهيل التهريب وتوسيع النفوذ.

وأكد بوتيرو أن هناك طلباً دولياً متزايداً على الكوكايين والذهب ولحوم الماشية، مما يدفع هذه الشبكات إلى استنزاف الأمازون، محذراً من أن ما يحدث "ليس مجرد قضية محلية، بل مسؤولية دولية مشتركة في تدهور البيئة".

ووفق تقرير "الأمازون محل نزاع" الصادر عن FCDS، تنشط حالياً نحو 17 جماعة مسلحة في شمال غرب الأمازون، ضمن نحو 70% من بلديات المنطقة، ما يجعلها واحدة من أكثر بؤر النزاع البيئي والاجتماعي في العالم، وسط تشابك معقد بين جماعات مسلحة وكارتلات المخدرات وشبكات تجارية وسياسية، حيث بات الحد الفاصل بين التمرد والجريمة المنظمة غير واضح.

وقد تفاقم الوضع منذ توقيع اتفاق السلام عام 2016 بين الحكومة الكولومبية وحركة "فارك"، إذ أدى انسحاب الأخيرة من مناطق شاسعة إلى ظهور جماعات جديدة أكثر عنفاً، بالتوازي مع بقاء منشقّين رفضوا تسليم السلاح. وسجّل العام 2018 تدمير نحو 150 ألف هكتار من الغابات، لترتفع المساحة المتدهورة اليوم إلى نحو 700 ألف هكتار، بحسب بوتيرو.

وبحسب Global Forest Watch، خسرت كولومبيا بين عامي 2001 و2024 أكثر من 56 ألف كيلومتر مربع من الغطاء الشجري، بينها 21 ألف كيلومتر من الغابات الأولية، فيما تضاعف عدد رؤوس الماشية خلال السنوات الثماني الماضية، مع تحويل مناطق شاسعة إلى مراعٍ.

ويؤكد الخبراء أن الحلول العسكرية غير كافية لمعالجة هذه الأزمة المعقدة، داعين إلى تحول اقتصادي محلي قائم على نماذج تنموية تراعي حماية البيئة وتعزيز تنفيذ اتفاق السلام. وفي ختام حديثه، شدد بوتيرو على أن الصراع في جوهره يدور حول ملكية الأرض، محذّراً من أن استمرار الوضع على ما هو عليه قد يحوّل الأمازون من رئة خضراء للعالم إلى مرتع مزدهر لاقتصاد الجريمة.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة