16/01/2020 19:05:00
أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية - محمد اسليم
قد لا يتبادر لذهن مغربي أن وزارة الداخلية قد تتخلص يوما من جيش المقدمين والشيوخ التابعين لها، وتخلص بذلك مواطنيها من عذاب ومشقة “سير وجي”، و”انتظر" المقدم حتى “يسالي مع القائد”، والقطع مع بعض السلوكات والعراقيل البسيطة، والتي طبعت هؤلاء بصورة نمطية، شعارها الأبرز عرقلة استفادة المواطن من الشهادات الإدارية التي يخولها له القانون، كتلك الخاصة بالسكنى وجواز السفر وبطاقة المساعدة الطبية، وطلب رخصة حمل السلاح وغيرها... إلا أن الأمر ليس بمستبعد أو مستحيل في ظل عمل وزارة لفتيت الدؤوب لإدماج أنظمة المعلومات والاتصال ووسائل التكنولوجيا الحديثة، لتحسين ظروف تقديم الخدمات للمواطنين وتبسيط المساطر الإدارية. بحيث أضحت الحلول التكنولوجية، ركيزة يُعتمد عليها لإحداث إدارة حديثة وفعالة، تستجيب لتطلعات وانتظارات المرتفقين، إلى جانب تكليف مصالح الوزارة في إطار مشروع حكومي مشترك، بمهمة إحداث السجل الاجتماعي الوحيد، والذي سيمكن من إنشاء نظام معلوماتي يمكن اعتباره مدخلا لتسجيل كافة الطلبات المقدمة للاستفادة من المساعدات والبرامج الاجتماعية، وسيوفر أرضية أولى لضبط المعطيات السكانية والإجتماعية.
احتمال يبدو ممكنا طبعا ما دمنا لم نتطرق للدور الأمني والإستخباراتي الذي تلعبه شبكات أعوان السلطة، تحت إشراف رجال السلطة طبعا، وبتنسيق مع مختلف الأجهزة الأمنية والإستعلاماتية، والتي تظهر منذ أول وهلة حجم الخصاص الذي سيخلفه تغييب هذه الفئة عن ساحة عمل وزارة الداخلية، وهنا لا بد من الإشارة إلى تشديد مسؤولها الأول بالبرلمان على الدور الذي وصفه بالهام والذي يقوم به "المقدمون والشيوخ" في البلاد، مشيرا إلى وجود عمل متواصل من أجل تحسين وتجويد دورهم وإعطائهم كل ما يمكن أن يساعدهم في عملهم، ما يوحي بأن التخلص من هاته الفئة مازال بعيدا في الوقت الراهن على الأقل.
وللإشارة فأعوان السلطة ينقسمون إلى قسمين: قسم يعمل في المجال الحضري، ويستفيد من الامتيازات نفسها الممنوحة لموظفي الدولة من قبيل الأقدمية والتعويضات والتأمين الإجباري والتكميلي والتعويضات عن حوادث الشغل، وقسم آخر يشتغل في البوادي ولهم الامتيازات نفسها أيضا لكن دون توفرهم على تقاعد، والذي يرجعه مسؤولو الداخلية لكون أعوان السلطة في البوادي "لا يتوفرون على اختصاص حصري لممارسة مهامهم، ويمكن أن تجد فئة منهم يشتغلون في مجال التجارة أو الفلاحة، مع تشديدهم على أن "المقدمين والشيوخ" ليسوا بموظفين عموميين رغم أنه لهم الحقوق والواجبات نفسها الممنوحة لهؤلاء...
عدد التعليقات (15 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟