25/08/2014 11:36:00
أخبارنا المغربية
إعداد : عبد الفتاح المنطري
وقد دعتني ظروف العمل هنا الى استطلاع آراء بعض المشاركين في هذه العملية بثانوية الفارابي التقنية بسلا حول مجموعة من التساؤلات المتعلقة بالتكوين وعملية انجازالاحصاء ;
منها: أهمية هذه العملية الوطنية ، أجواء التكوين ، الصعوبات الملموسة على مستوى التكوين والمحتملة على صعيد العملية،الحلول أو المقترحات لتجاوز هذه الصعوبات،مدى الاقتناع بالتعويض المادي الممنوح للمشاركين، والنظرة المستقبلية للمغرب في أفق الاحصائين العامين لسنتي2014 و2024 .
أول من صادفناه في المؤسسة المراقب المكلف بالتكوين محمد نبيل البوعناني ،46سنة، اعلامي مختص، مشارك لأول مرة في الاحصاء العام ،حيث أبرز من جانبه أهمية العملية في وضع السياسات والبرامج الاقتصادية والاجتماعية على المستويين الوطني والمحلي . وبخصوص أجواء التكوين ،يرى أن لا صعوبات تذكر هنا بعدما اتخذت جميع التدابير اللازمة كي تمر العملية في أحسن الظروف وذلك بتقديم مختلف الوثائق الاحصائية للمتلقين من أجل الاطلاع عليها والاستئناس بها وشرح كيفية استغلالها. وعن التعويض الممنوح للمشاركين, يعتقد البوعناني ،أن المشاركة في حد ذاتها واجب وطني، وكيفما كان المبلغ المخصص للتعويض فهو يبقى رمزيا ليس الا. وحول النظرة المستقبلية للمغرب في أفق احصائي 2014 و2024 ،يؤكد على أنهما سيوفران أرقاما ومؤشرات ديموغرافية ، واقتصادية واجتماعية على المستويات الوطنية والجهوية والاقليمية لكافة فئات المجتمع حيث تعتبر معطيات الاحصاء ذات أهمية كبيرة لتحقيق التنمية.
التعويض غير مرض!
فاطمة الزهراء دينية ، 23 سنة ، اجازة مهنية تأهيلية في الاعلاميات ، مشاركة لأول مرة- وطبعا بحكم سنها لم يكن لها لتشارك فيما قبل هذا الاحصاء- ترى أن أهمية العملية تتجلى في المساهمة ولو بشكل بسيط في معرفة متطلبات بلادنا لتحقيق التنمية المستدامة ولتحسين ظروف عيش السكان .
وتعتقد أن أجواء التكوين لا بأس بها غير أن سوء اختيار توقيته - في نظرها- يحول دون التدقيق الجيد في المعلومات والتركيزالمطلوب ، وبالمقابل ،تشيد بجهد المكونين الساهرين على توفير الظروف الملائمة لذلك ، وبالتنوع في المستويات والوظائف بين المشاركين مما يخلق نقاشا مثمرا ونقدا بناءا بغية ضبط المعلومات والتعليمات.
أما عن التعويض المادي ،فهو في رأيها، غير مرض بثاثا مقابل الجهد الكبير الصحي والنفسي المبذول من طرف المشاركين خاصة وأن مصاريف التنقل والتغذية تبقى على حسابهم مما يذهب بنصف المبلغ.
وأخيرا، تتمنى أن تنجح العملية من خلال جمع معلومات دقيقة وصحيحة عن حالة السكان والسكنى خلال احصائي 2014 و2024 مما يشكل للمغرب -ان شاء الله- قفزة نوعية في الاقتصاد والتعليم والصحة والتقليص من آفة البطالة ونسبة الفقر .
احصاء2024 : حواسيب عوض القلم الجاف!
وكانت المفاجأة غيرالمتوقعة أن ألتقي بشاب مشارك أيضا ،( فضل عدم ذكر اسمه) ، وهو طالب باحث في سلك الدكتوراه ،سنه 27 سنة ،ومتخصص في الاحصاء ،حيث أكد لي أن لا مشكل لديه ولدى المشاركين في الاستيعاب بفضل ما يتلقونه من دروس تطبيقية من لدن المشرف ، ويقترح هنا احالة الحالة الفريدة أو الشاذة أثناء ملء الاستمارة على المراقب الذي يحيلها بدوره على المشرف الجماعي وهكذا...
وبالنسبة للتعويض المادي ،يعتقد هذا الطالب أنه يخوض التجربة في مجال تخصصه حتى ولو لم يكن هناك تعويض عنها ،لأنه سيطلع على المعطيات الاقتصادية والاجتماعية لمدينته عن كثب.
وعن نظرته المستقبلية ،يتوقع أن يشهد المغرب تطورا كبيرا في أفق2024 من حيث وسائل وطرق التكوين في مجال الاحصاء ، اذ سيعتمد على الحواسيب اللوحية عوض الأقلام الجافة المستعملة حاليا.
مراقب أو باحث : لست أدري!
وتحدث لي يوسف تيشوة، 30سنة، أستاذ التعليم الابتدائي درجة2 ،عن مشاركته الأولى كمراقب أو باحث في هذه العملية غير أنه لم يتوصل بعد كغيره بالمهمة التي سيضطلع بها ، ويعتبر أن بناء المخططات التنموية يقوم على أساس معرفة مضبوطة بالبنية السكانية وما يرتبط بها .
وفيما يتعلق بأجواء التكوين ، يراها جيدة غير أنه لم يقتنع بمقدار التعويض المادي مقابل الجهد المبذول.
وعن الصعوبات المطروحة ، يعتقد ، يوسف ، أن الاعتماد على تصريح المبحوث مع بعض القرائن قد لا يشمل بعض الحالات التي لم يتم التطرق اليها في فترة التكوين ومحتملة الوقوع مثل حالة المثليين وحالة المتزوجين سريا.
وحول رؤيته المستقبلية للمغرب ، يرجو أن يكون لاحصائي 2014 و2024 انعكاسات ايجابية على المسار التنموي لبلادنا.
وتبقى السمة الأساسية التي تميز جموع المشاركين في التكوين في هذه المؤسسة التعليمية ، من باحثين ومراقبين ومكونين ومشرفين ومسؤولين عن العملية ككل ، هي ذلك الجو الأخوي والروح الايجابية السائدين بينهم صباح مساء ، حيث تجدهم جميعا في منتهى الحماس والجدية وحب المعرفة بحيثيات التكوين وتفاصيله الدقيقة قبل الخروج الى ساحة الميدان،بل انهم قد اشتغلوا أيضا خلال عطلتي عيد وطني (ذكرى ثورة الملك والشعب وعيد الشباب المجيد) ، وقد يعملون أيام الأحد أثناء انجاز الاحصاء، وهو ما يرجى من صانعي القرار- مشكورين على التفاتتهم الطيبة- أن تتم بكل سخاء مكافأة من تجندوا لهذه المهمة الوطنية الكبرى بما يقوي عزائمهم ويدخل البهجة على أطفالهم وذويهم رغم ايمانهم العميق بالواجب الوطني الذي يحملونه على عاتقهم .
عدد التعليقات (3 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟