معكم الحق، فقد أكثر الشيخ النهاري
أخبارنا المغربية
إبراهيم البوزنداكي
بعد القيام بوقف عبد الله النهاري و سحب رخصة الخطابة منه لقوله الحق و لدفاعه عن الوطن و شرف المغاربة و لقوله إن المغرب لن يرتفع أبدا بالاهتمام بسفاسف الأمور و أسافلها مثل الغناء و الرقص و لكن بإعطاء القيمة للأشياء التي لها قيمة في ذاتها كالتطور العلمي و الاختراع و الإبداع. الشيخ علا صوته مستنكرا مهرجان الرقص الذي تعتزم مدينة مراكش تنظيمه و سيشارك فيه أساتذة رقص إسرائيليين أتوا ليعلموا بناتنا كيف يرقصن و كيف يحركن أحواضهن و أردافهن في مدينة يوسف بن تاشفين الأمير الزاهد الذي صال و جال في جهاد الكفار و المشركين و إبعادهم عن حوزة البلاد، هذا في الوقت الذي يرقد الآن في مكان منسي بين صرخات كرتية التاكسيات دون ماء أو كهرباء. وزارة الأوقاف و منذ أن عين التوفيق وزيرا قائما بها و هي في تراجع مثير، لا أدري إن كنت أنا الوحيد الذي لاحظ ذلك، فمعظم الأمور التي تولتها هذه الوزارة تتخبط في فوضى و أضرب مثال محاربة الأمية في المساجد. الكل يعرف أن دور المسجد الحقيقي و هو التربية على الدين و على محاسن الأخلاق و على التماسك في لحمة واحدة في أوجه الأعداء، هذا الدور و غيره من أدوار أخرى كتعليم كتاب الله مثلا تراجعت إن لم نقل انقرضت.
السيد الوزير قال حسبما نشرته النهار المغربية إنه ذهب إلى بلدان الخارج يتسول من أجل ترميم مساجد المملكة الآيلة للسقوط. هذه المساجد العتيقة تتبرأ من مبادرة السيد الوزير الذي يقول إنه جمع حتى الآن مبلغ 160 مليون درهم و أضاف إنه سيجول من جديد ليجمع بعض التبرعات التي يحار في إقناع الأثرياء في التبرع بها و قال إن مليارات وزارته محدودة. الكل يعرف أن المساجد التي يبنيها المحسنون أكثر من المساجد التي تبنيها الوزارة و أن وزارة الأوقاف من بين أغنى الوزارات المتواجدة و تأتي هذه التصريحات لتبين شيئا آخر.
في سابقة أخرى عممت وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية دليلا يمكن اعتباره قانونا يقضي بلجم الخطباء و الأئمة و بعدم إعطاء آراء شخصية في قضايا سياسية أو دينية، هذا مع عدم التحيز و مع عدم الدعاء لأصحاب الأديان الأخرى. كما يحث الدليل الأئمة على زرع النظرة الإيجابية في نفوس الناس و عدم الظهور بمظهر العدمية و اجتناب خطاب التيئيس.
الدليل الجديد و الذي يعد إنجازا آخر من انجازات الحرية و الحداثة و الديمقراطية تدخل حتى في لباس الأئمة و أمرهم بالالتزام باللباس المغربي، الشيء الذي يثير الكثير من التساؤلات. الدليل لم يغفل عن التوقيت الذي يجب فيه فتح المسجد و إغلاقه و كذلك وقت دخول الإمام و مغادرته، نصف ساعة قبل الصلاة يفتح المسجد و يغلق بعد الصلاة بربع ساعة الوقت الذي يجب أن يغادر فيه الإمام. الإمام الذي لم يعد له دور إلا الصلاة بالناس بعدما حل التلفاز محله في محراب المسجد لا يجب أن يسجل درسا أو يصوره هو أو غيره إلا بترخيص من الوزارة.
كما نص الدليل على أن أئمة المساجد التي يبنيها المحسنون يعينهم وزير الأوقاف بعد استشارة عامل الإقليم و المجلس العلمي الإقليمي. ينضاف إلى كل هذه التقييدات شيء آخر أكثر رمزية و تعبيرا و هو الأمر بتخفيض مكبرات الصوت إلى أدنى المستويات و خصوصا في أذان الفجر لكي ينزعج الناس ليهبوا إلى الصلاة و الفلاح.
الآن و بعدما استغلت الوزارة خطب الجمعة لتمرير رسائلهم إلى الشعب و بعد موسم الإظلام الذي مازال جاثما يريدون من الأئمة و من الدعاة و الخطباء التنحي عن القول و عن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و عن التكلم في هموم الشعب و في أمور دينهم و يجعلون تعقيدات حول تسجيل و تصوير الدروس التي ما عاد أحد يلقيها لأن الناس الذين هم أهل لذلك مقصيون و منفيون و منبوذون و مسحوبة منهم الرخص.
سؤال: عندما نتحدث عن الحداثة و عن الحرية الفردية نجد أشخاصا لطفاء كثيرين جدا يدافعون عنها و يناضلون من أجلها و لكن في منحاها السلبي أما في منحاها الإيجابي و الذي يفرضه ديننا الإسلامي في قضايا تهم الأمة فهناك أشخاص ألطف كثيرون جدا أيضا يدافعون ضدها و يستميتون و يقولون لابد للدين من مكان يختص به و هو المسجد، خارج المسجد هناك حداثة و علمانية و حرية فردية، فهل حقا تناقض الحداثة و الحرية الفردية و الديمقراطية ،التي هي من إنشاء المصنوع، الدين الإسلامي الذي هو من إنشاء الصانع و فرضه ؟
