أزمة "مالي" تُبرز صعود المغرب كلاعب إقليمي قوي على أنقاض نفوذ "دولارات" الجزائر
أخبارنا المغربية- علاء المصطفاوي
اندلعت أزمة دبلوماسية حادة بين مالي والجزائر خلال الأيام الأخيرة، بعد إعلان السلطات الجزائرية إسقاط طائرة مسيّرة تابعة للجيش المالي، يدعي نظام العسكر أنها اخترقت المجال الجوي الجزائري بعمق 1.6 كيلومتر، بالقرب من مدينة تين زواتين الحدودية.
هذا الحادث، الذي وقع تزامناً مع تحركات مشبوهة لعناصر إرهابية شمال مالي، فجّر خلافاً محتدماً بين الجارتين، وأعاد إلى الواجهة صراعات النفوذ الإقليمي، وسط تصاعد حدة الخطاب الذي تتبناه الأنظمة العسكرية في الساحل، خاصة في مالي، النيجر، وبوركينا فاسو.
لكن الخقيقة التي كشفت عنها تداعيات الأزمة، لم تكن فقط في انقسام الصف الإفريقي، بل في الدور المتصاعد للمغرب كطرف إقليمي استفاد بشكل واضح من هذا الصراع.
ففي الوقت الذي تبادلت فيه الجزائر ومالي سحب السفراء وإغلاق المجال الجوي، دخل المغرب على الخط بشكل غير مباشر، مستفيداً من فتور العلاقات بين الجزائر وتحالف دول الساحل، لتُعزز الرباط روابطها مع هذه الدول، مؤكدة بذلك حضورها الوازن في معادلة النفوذ الإفريقي.
العديد من الحسابات الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، والمُقرّبة من أنظمة الساحل، بدأت تُوجّه أصابع الاتهام للجزائر، متهمةً إياها بخدمة أجندات أجنبية لضرب استقرار مالي، وهو ما دفع نشطاء مغاربة بدورهم للدخول على الخط، متهمين النظام الجزائري بارتكاب تجاوزات خطيرة، خصوصاً بعد تقارير تؤكد طرد مهاجرين ماليين من الجزائر نحو الصحراء، ما أثار استياءً عارماً في الأوساط الإفريقية.
وفي خضم هذا التوتر، برز ملف الغاز الإفريقي كورقة استراتيجية قد تعيد رسم خارطة التحالفات، فالمشروع الضخم لنقل الغاز النيجيري نحو أوروبا كان منقسماً بين مسارين: أحدهما يمر عبر الجزائر، والآخر عبر المغرب. واليوم، ومع تصدع العلاقة بين الجزائر ودول الساحل، يبدو أن الرباط باتت في موقع أقوى لفرض نفسها كشريك استراتيجي موثوق.
فالمغرب، بحضوره الهادئ ومبادراته الاقتصادية والدبلوماسية الذكية، يستثمر بذكاء في ضعف خصومه، ويُعزز مكانته كقوة إقليمية لا يمكن تجاوزها في إفريقيا.
وبينما تغرق الجزائر في خصوماتها المتعددة، وتواجه اتهامات بدعم جماعات انفصالية وعرقلة استقرار الساحل، يواصل المغرب نسج علاقاته بصمت مع جيرانه، حاصلاً على مكاسب استراتيجية، لا فقط على صعيد الغاز، بل أيضاً في ما يتعلق بملفاته الإقليمية الكبرى، وعلى رأسها الصحراء المغربية.

حفيض
كلميم
يجب التاكد من خبر إسقاط الطائرة ،ااجزاءر تقول اخترقت المجال الجوي ومالي تنفي،يعني ان كم توءكدون رواية الجزاءىر