بمن فيهم الجزائر.. قيادي سابق في البوليساريو يؤكد تخلي الجميع عن الحركة الانفصالية

أكد القيادي السابق في جبهة البوليساريو، مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، أن الحركة الانفصالية فقدت جميع داعميها الإقليميين والدوليين، بما فيهم الجزائر التي كانت تعتبر الحليف الرئيسي لها منذ تأسيسها.

وقال ولد سيدي مولود في تدوينة نشرها على حسابه بموقع فيسبوك: "لم يكن للبوليساريو من الأمر شيئا، والنتيجة كانت واضحة لأولي الأبصار..."، مضيفا أن الجبهة اعتمدت طيلة خمسة عقود على الجزائر في التمويل والتسليح، غير أن الرئيس الجزائري أعلن في فبراير 2025 وقف تزويدها بالسلاح، في قرار وصفه المتحدث بأنه مؤشر على تخلي الجزائر عن مشروع كانت تعتبره قضية مركزية.

وأشار سلمى إلى أن موريتانيا، التي كانت تسهل مرور عناصر البوليساريو عبر أراضيها لتنفيذ عمليات ضد المغرب، أنهت بدورها هذا الدور في ماي 2025، بعدما أعلنت أنها لن تسمح بعد ذلك اليوم بعبور أي تحركات عسكرية تابعة للجبهة داخل حدودها.

وأضاف القيادي المنشق أن قيادة البوليساريو تراهن حاليا على روسيا للتدخل لصالحها في مجلس الأمن، من خلال استخدام حق الفيتو ضد أي قرار يهدف إلى إنهاء النزاع، إلا أن هذا الرهان، حسب قوله، يفتقد للواقعية، لأن المواقف الروسية السابقة لم تكن يوما في صالح الجبهة، ولم تمنحها أي مكسب سياسي ملموس.

وختم ولد سيدي مولود بالقول إن الوقائع الميدانية والسياسية خلال الأشهر الأخيرة تؤكد أن البوليساريو أصبحت معزولة تماما، بعد أن تخلت عنها الدول التي كانت تعتمد عليها في الدعم والمساندة، مشددا على أن المرحلة المقبلة ستكشف مزيدا من التراجع في حضورها الإقليمي والدولي.

وتأتي تصريحات القيادي السابق في سياق تزايد المؤشرات على تراجع الدعم الخارجي للحركة الانفصالية، مقابل اتساع التأييد الدولي للمقترح المغربي القاضي بمنح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية، باعتباره الحل الوحيد المقبول والواقعي للنزاع.