بعد الاعتراف الأممي بسيادة المغرب على صحرائه.. البوليساريو تحاول إخافة مدريد ب"جزر الكناري" تزامنا مع القمة المغربية-الإسبانية

بعد الاعتراف الأممي بسيادة المغرب على صحرائه.. البوليساريو تحاول إخافة مدريد ب"جزر الكناري" تزامنا مع القمة المغربية-الإسبانية

أخبارنا المغربية- حنان سلامة

في الوقت الذي يعيش فيه المغرب واحدة من أقوى لحظات ترسيخ سيادته على أقاليمه الجنوبية، سواء عبر الاعترافات الدولية المتوالية أو عبر قرار الأمم المتحدة الأخير الذي تبنّى الرؤية المغربية للحل، اختارت جبهة البوليساريو اللجوء لما يشبه “رقصة الديك المذبوح” قبل القمة المرتقبة بين المغرب وإسبانيا. فمع كل خطوة دبلوماسية ناجحة لصالح الرباط، ترتفع حرارة الهجومات اليائسة من الجبهة ومن يقف خلفها.

التصريحات الأخيرة لممثل البوليساريو في مدريد، عبد الله العربي، لم تحمل جديدًا بقدر ما كشفت حجم الارتباك واليأس داخل الجبهة، بعد أن باتت تدرك أن الرياح الدولية تسير كلها في الاتجاه المغربي. 

العربي حاول — في خرجته غير الموفقة — تهديد إسبانيا بـ"خطر قادم على جزر الكناري" في حال استمرار مدريد في “مجاملة الرباط”، وهي محاولة بائسة لخلق حالة هلع سياسي في الجارة الشمالية بعدما قطعت شوطًا كبيرًا في تثبيت شراكتها الاستراتيجية مع المغرب.

العربي استعاد خطابًا يعود لخمسين سنة، متحدثًا عن “الانسحاب الإسباني” و“مسؤولية مدريد التاريخية”، في تجاهل واضح للتحولات الجذرية التي يعرفها الملف: المغرب يبني في الصحراء، يُطوّر، يُعمّر، يستثمر، يعترف به العالم، وينخرط مع الأمم المتحدة في مسار سياسي يحظى بدعم غير مسبوق، فيما تعيش الجبهة على هامش الزمن، لا تملك سوى بيانات غاضبة وتحذيرات في الهواء.

محاولة التشويش على القمة المغربية الإسبانية ليست جديدة؛ فكلما اقترب البلدان من خطوة متقدمة في تعاونهما الأمني والاقتصادي والسياسي، ترتفع أصوات الجبهة التي تخشى فقدان آخر أوراق الضغط على مدريد، خصوصًا بعد اعتراف الحكومة الإسبانية في 2022 بخيار الحكم الذاتي باعتباره الحل الأكثر واقعية ونجاعة.

أما حديث العربي عن “أحكام محكمة أوروبية” أو “التمييز بين الصحراء وباقي التراب المغربي”، فهو مجرّد إعادة تدوير لمرافعات قانونية فقدت وزنها أمام الموقف السياسي الواضح للاتحاد الأوروبي، الذي بات يتعامل مع المغرب باعتباره شريكًا استراتيجيًا لا يمكن تجاوزه، فأوروبا تبحث عن الطاقة، عن الأمن، عن الاستقرار، وعن نموذج مغربي أثبت صلابة وواقعية في محيط مضطرب.

وإذا كان ممثل البوليساريو يحاول الإيحاء بأن إسبانيا ستدخل رهن “الإملاءات المغربية”، فإن الواقع على الأرض يردّ وحده: تعاون استخباراتي غير مسبوق، تراجع حاد في الهجرة غير النظامية، مشاريع اقتصادية مشتركة، واستعدادات لاحتضان مونديال 2030… كلها مؤشرات على علاقة ندية مبنية على المصالح العليا، لا على “التهويلات الدعائية” التي يطلقها العربي.

أما في جزر الكناري، حيث حاولت الجبهة خلق حالة قلق مصطنعة، فقد أكدت الحكومة المحلية نفسها أن العلاقة مع المغرب تمر عبر الدولة الإسبانية، وأن القرارات السيادية بشأن الحدود البحرية والفضاء الجوي تُتخذ في مدريد، لا في مخيمات تندوف.

في النهاية، يظهر بوضوح أن البوليساريو تحاول في الأيام الأخيرة افتعال معركة إعلامية موازية، علّها تخفف من وطأة الهزائم السياسية والدبلوماسية التي تراكمت عليها منذ سنوات، والتي بلغت ذروتها مع الاعتراف الأممي المتجدد بسيادة المغرب على صحرائه. ومع كل خطوة جديدة تعلنها الرباط في استكمال هذا المسار، تتشنج الجبهة أكثر، وتجد نفسها مضطرة للرقص… رقصة الديك المذبوح.


عدد التعليقات (1 تعليق)

1

عادل

لا يعقل

لا تقولوا رقصة الديك المذبوح ... بل قولوا رقصة الدجاجة لي تهرسات فيها البيضة

2025/12/04 - 07:29
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات