"بقات فتخراج العينين".. "شنقريحة" يعيش لحظات رعب حقيقي على متن سيارته الفاخرة "مايباخ" والسبب صادم

"بقات فتخراج العينين".. "شنقريحة" يعيش لحظات رعب حقيقي على متن سيارته الفاخرة "مايباخ" والسبب صادم

أخبارنا المغربية ـــ عبدالإله بوسحابة

في الجزائر، لطالما حاول نظام الكابرانات تقديم نفسه للعالم على أنه "قوة ضاربة" لا تقهر، حامل للشعارات الكبرى، ومهيمن على كل مفاصل السلطة. لكن ما حدث مؤخراً مع الجنرال "شنقريحة"، الحاكم الفعلي للبلاد، كشف مرة أخرى هشاشة هذا القناع، وأظهر للجميع أن كل تلك الشعارات المنفوخة ليست سوى غلاف مزيف يخفي وراءه خوفاً دائمًا ورعباً داخلياً.

الشاهد على ما قيل، واقعة مثيرة سرد تفاصيلها أحد أكثر المهتمين بشؤون الجزائر الداخلية والعارف بخباياها وأسرارها، ابن الدار "محمد العربي زيتوت"، المحلل السياسي والناشط الجزائري المقيم في الخارج، والذي نشر بالمناسبة تدوينة مطولة عبر صفحته الفيسبوكية، جاء فيها: "‏قبل أربعة أيّام، قرّر الجنرال شنقريحة أن يتكرّم بزيارة جرحى عسكريين أصيبوا في حادث خطير بمنطقة بني عبّاس في بشار". وتابع قائلا: "‏تحرّك الموكب كعادته: ما بين عشر واثنتا عشرة سيارة مصفّحة، جزء منها للحراس الخاصّين، وجزء آخر للتمويه، وسيارة واحدة فقط يركبها سيادته".

وأشار ذات المتحدث إلى أن: "‏تلك السيارة كانت مرسيدس (مايباخ S680) مصفّحة من آخر طراز، تم اقتناؤها قبل أيّام، ويُعتقد أن ثمنها يتجاوز المليون أورو، في بلد يعجز فيه كثير من الناس عن دفع ثمن دواء". وأضاف: "‏بعد بضع كيلومترات من تحرك الموكب في اتجاه مستشفى عين نعجة، توقّفت المرسيدس مايباخ فجأة بسبب إشكال في البنزين ونظامها التقني المعقّد.. ‏السائق لم يفهم ما جرى، وارتبك تمامًا، ولم يعرف كيف يتعامل مع العطب، و‏في تلك الثواني القصيرة، ظهر وجه النظام الحقيقي: العجوز المتهالك في المقعد الخلفي شعر برعب شديد، واعتقد فورًا أنّها محاولة اغتيال، لا مجرّد عطب ميكانيكي، قفز عقله مباشرة من توقّف سيارة إلى سيناريو (التصفية)، لأنه يعيش أصلًا في بحر من الشك والعداوات".

في السياق ذاته، تساءل "زيتوت" قائلا: "‏كيف لا يخاف وهو يعلم في أعماقه أن الأغلبية الساحقة من الشعب تكرهه كرهًا شديدًا؟ شباب يغامرون بالحرقة (الهجرة السرية)، ونساء حوامل بعضهن لا يجدن سرير في المستشفيات، يرون على الشاشات موكبًا فخمًا وسيارة واحدة ثمنها يكفي لتجهيز مصلحة توليد كاملة".. وتابع متسائلا: "كيف يطمئنّ، وهو يرى أن كثيرًا من كبار الضبّاط الذين كانوا بالأمس أقوى منه وأخطر، يقبعون اليوم في السجون العسكرية بعد انهيار دائرة القايد صالح، وأن آخرين من أجيال لاحقة يُزَجّ بهم تباعًا، وبعضهم يختفي أو يُقتل تحت التعذيب؟ إنّه نظام يأكل أبناءه، وكل واحد فيه ينتظر دوره"، وفق تعبيره.

‏في تلك اللحظة - يضيف المتحدث- اتصل شنقريحة بالجنرال المسؤول عن مديرية الإدارة والخدمات المشتركة، DASC؛ وهي الجهة المكلّفة بتوفير السيارات والخدمات الخاصة له، ‏صبّ عليه سيلًا من السباب والشتائم، واتّهمه بالتقصير والتواطؤ، وطالبه بفتح تحقيق عاجل جدًّا لمعرفة من لعب في السيارة. وتابع قائلا: "لم يكن الأمر عنده خللًا تقنيًا بل تهديدًا أمنيًا، وكل شيء يُقرأ عنده بعين الشك والريبة"، مشيرا إلى أن "الصورة التي ترسمها هذه الواقعة هي ذاتها التي لمسناها في المراسلات السابقة: عجوز مريض خائف، يعيش في حالة استنفار دائم".

عقب ذلك -يضيف زيتوت- ‏دخل "شنقريحة" إلى مستشفى عين نعجة، لكن ملامحه لم تعد ملامح "قائد" جاء لرفع معنويات الجرحى، بل وجه رجل خرج تواً من نوبة هلع: بين القلق والغضب والرعب الذي تملّكه قبل قليل، مؤكدا أن "دولة كاملة تُختزل في هذا المشهد: حاكم يركب أفخم سيارة في البلاد ويرتعد عندما تتوقّف لبضع ثوانٍ، بينما لا يرتجف قلب أحد في نظامه عندما تتوقّف حياة آلاف الجزائريين في قوارب الهجرة وفي طوابير المستشفيات وفي زنزانات السجون العسكرية…".

هذا المشهد يكشف بالملموس مدى هشاشة وهم ما يسمى بنظام "القوة الضاربة": موكب فاخر، سيارات مصفحة، وشعارات براقة عن الأمن والسيادة، كلها تنهار أمام أول اختبار حقيقي. الرجل الذي يحاول أن يظهر بمظهر القوي والمسيطر، انهار أمام رهبة مفاجئة، وأثبت أن كل ما يعرضه إعلام الكابرانات عن صلابة النظام لم يكن سوى قناع هش لا يغطي الحقيقة.

والأدهى من ذلك، أن الحدث كشف أيضا حقيقة أعمق، وهي أن هذا النظام الذي يمارس القمع والخوف على الشعب، يعيش داخله حالة من التوتر الدائم وعدم الثقة بين أفراده، وكل شخص فيه رهين شكه في الآخر، وأن شعارات الحماية والقدرة والقوة ليست سوى قشرة رقيقة، تتفكك عند أول مواجهة مع الواقع، لتظهر الوجه الحقيقي لهشاشة نظام الكابرانات.


عدد التعليقات (1 تعليق)

1

رشيد

الطززز

اووووو من بعد حنا ماااالنا مع هاد حجايات جدتي. يتخلع او لا يبول في سروالو او لا كاع يخرى اشنو يهمنا فيه. لماذا تصرون على ان تفرعوا لنا رؤوسنا ياخبار هؤلاء. يعاودوا لقبهوم ونحن نعاودو لقبنا. كل واحد يديها فشوق ك..

2025/12/12 - 01:12
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة