22/09/2020 15:21:00
عبد اللطيف مجدوب
في سياق تعاظم داء " البيد وفيليا " أو ( الغلمانية /الاعتداء أو الولع الجنسي بالأطفال أو التحرش بالأطفال/الميل الجنسي للأطفال ..) ، واجتياحه مختلف الشرائح الاجتماعية ، انضاف إلى هموم الأسر المغربية قلق مضني حول مصير فلذات أكبادهم ؛ متمدرسين كانوا أو غير متمدرسين ، وإن كان تلاميذ المدارس يحتلون النسب المائوية الكبيرة ممن يتعرضون للاغتصاب . ولعل سفاح طنجة أو بالأحرى "تراجيديا الطفل عدنان" ، والدوي الذي أحدثتها في نفوس المغاربة قاطبة أصبحت تشكل تحديا داخل المؤسسات التعليمية وتسائلها عما إن كانت تتعاطى مع مكافحة هذه الظاهرة أم لا ، وكذا الوسائل "التربوية" ، وتحسيس التلاميذ بالإجراءات الاحترازية القمينة بالنأي عن هذه الآفة ؟
الاضطرابات النفسية والمجتمع المغربي
هناك دراسات ميدانية ومؤشرات .. كلها تشي بوجود معاناة نفسية متخفية بين معظم شرائح المجتمع المغربي ، أحيانا تصل إلى أرقام مخيفة ، إلا أن المفارقة ؛ أمام هذه الاضطرابات النفسية والمصابين بها هي "لامبالاة " أصحابها بما يعانونه ، فيرونه ضربا من ضغوطات أعباء الحياة اليومية التي لا سبيل إلى مقاومتها سوى بالخلود للراحة أو تناول قرص من الأسبيرين . ومن هذه
الاضطرابات النفسية الميل إلى مجانسة ومضاجعة الأطفال ، إما بمغريات مادية أو تحت الضغط والتهديد ؛ يستوي في هذه الإصابة الأطفال والمراهقون والشباب والشيوخ ، وضحاياهم التي تعد بعشرات الآلاف ، بالرغم من أنها تقبع بعيدا عن أضواء الإعلام , ومنها الميديا الشعبية خاصة (وسائل التواصل الاجتماعي) .
الهواتف الذكية في أيدي الأطفال !
في الظروف الراهنة وفي ظل اكتساح تكنولوجيا التواصل لحياتنا الاجتماعية ، صارت "موضة" أن يمتلك الأطفال وفي وقت مبكر الهواتف الذكية والتي جاءت لتحرمهم من تنمية قدراتهم الحركية وتفجير طاقاتهم في اللعب والمرح ، إلا أن "خزانات" هذه الهواتف وبرامجها كثيرا ما تكون مقدمة أو بالأحرى الخلية الأولى لاجتذاب اهتمام الأطفال بخصوص ظاهرة حيوانية أو بشرية ، ومن ثم ينمو لديه إحساس خاص وميولات إلى الجنس المماثل ، وتزداد هذه النزوة لمعانا في ذاكرته كلما صادف الحديث عنها مفتوحا دون حواجز اجتماعية أو أسرية ، فتترسخ لديه "كعادة مرضية" .
المؤسسات التعليمية والوقاية من البيدوفيليا
أصبح من الضرورة بمكان دخول ظاهرة البيدوفيليا إلى البرامج والأنشطة المدرسية لتشمل مراحل تمدرس التلاميذ بدءا من الأولي فالأساسي إلى الثانوي ، في اتجاه توعية وحمل هؤلاء الأطفال على اتقاء شرورها أو التعرض إلى مصائدها . ونعرض فيما يلي إلى أهم المداخل التربوية التي يجمل بالأساتذة سلوكها :
تقديم أشرطة قصيرة بالتداعيات الصحية لهؤلاء المرضى وضحاياهم من الأطفال ؛*
مناقشة لمضامينها وحمل التلاميذ على البحث عن صورها ومخاطرها ؛*
التحسيس الدائم بمخاطر الظاهرة وسبل تحاشي مصائدها ، حتى من أقرب الأقرباء كالجيران أو سواق النقل المدرسي* والأصدقاء والأتراب من الأطفال ؛
تجسير التعاون وتوثيقه بين المؤسسات التعليمية وأولياء التلاميذ ؛*
مراقبة أنشطة الأطفال في تواصلهم مع الآخرين وكذا مواد هواتفهم .*
على أن هناك برامج إلكترونية مساعدة ؛ تقوي مراقبة الأطفال في تواصلهم الرقمي مع الآخرين ، تعلق الأمر بـــ .
whatsApp,faceboork ,twitter
Snoopza ; Luna launcher ; Self Browser وتعد برامج
الأكثر فاعلية في تتبع ومراقبة هواتف الأطفال باتصال مباشر من قبل أولياء أمرهم .
عدد التعليقات (0 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟