26/01/2021 16:06:00
عمر بوفوس
قرأت في خبر ورد على إحدى الجرائد الإلكترونية خبرا مفاده أن هناك معركة طاحنة داخل حزب الإتحاد الدستوري و الذي يتخذ من رمز الحصان رمزا له و ذلك إثر بلاغ أصدره أمينه العام الحالي السيد محمد ساجد ليجد ردا أخر من قيادة معارضة له في المجلس الوطني و تنطلق معركة حامية الوطيس بين الأمين من جهة و مجلس حزبه الوطني من جهة ...لنستذكر بذلك نموذجا من نفس المشاهد مرت علينا من خلال كل الأحزاب المغربية إبتداءا بموقعة بنكيران و العثماني التي مزقت الحزب الذي يشهد تراجعات و انقسامات حادة كان أخرها على إثر توقيع أمينها العام و رئيس الحكومة لاتفاق عودة العلاقات مع دولة إسرائيل و من وراء حزب العدالة التنمية...وصولا لمعركة جلت للناس في حزب الأصالة و المعاصرة الليبرالي الذي قيل عنه يوم تأسيسه بأنه حزب الدولة أو القصر ليتم إلصاق الصفة بعدها بحزب الأحرار بقيادة عزيز أخنوش...
في حزب الأصالة و المعاصرة و بعد استقالة أو إقالة إلياس العماري الذي أختار إسبانيا كمنفى له رأينا جميعا نفس المعركة بين المحامي عبد اللطيف وهبي من جهة و حكيم بنشماس من جهة أخرى.. ليتكرر المشهد ذاته قبل بضع سنوات بين نزار البركة الوزير السابق و صهر عباس الفاسي الأمين العام الأسبق لحزب الاستقلال و أخر وزير أول في المغرب و الذي كانت ولايته من أضعف الولايات الحكومية و بين حميد شباط و الذي كان يلقبه رشيد نيني بالسكليس و هو صاحب تصريحات شهيرة و لطالما خلقت الحدث و هو نفسه من أختار بعد ذلك تركيا كمنفى اختياري له آنذاك قبل أن يعود مجددا هاته الأيام بعد أن كان أتهم جهات سيادية آنذاك بتعمد إقصاءه من المشهد السياسي... و قبل كل هذا المعركة التي أجهزت على حزب الإتحاد الاشتراكي العتيد ما بين أمينها العام الحالي إدريس لشكر من جهة و ما بين محمد اليازغي و المرحوم أحمد الزايدي و التي كانت هي الأخرى مشت بنفس الطريقة.. فيما مشت معظم الأحزاب الصغرى على نفس المنوال و بل طال الأمر أحزابا تحسب على معارضي القصر كالحزب الاشتراكي الموحد..
مثل هاته الصراعات سواء كانت ناتجة عن إحساس وهمي بالزعامة و لربما تضخم الأنا لدى بعض قادة الأحزاب أو لربما عن قصد كما يروج له أصحاب نظرية المؤامرة من خلال جهة رسمية و غير رسمية تتعمد إبقاء الأحزاب بمنظر متشردم و بشكل لا يستهوي عموم الناخبين و الشباب منهم خاصة مخافة تكوين أحزاب قوية قد تراى فيها جهة ما تهديدا لكيانها و صورتها فإن الأمر يفي بالغرض.. فالشباب و أغلب كفاءات المغرب تبتعد عن ممارسة السياسة ابتعادا و تفضل عوضا عن ذلك الدخول في مناطق أخرى من الحياة العامة أو حتى الاكتفاء بالنضال الفيسبوكي بعيدا عن النضال الحزبي الواقعي و هاته إحدى أكبر نقط ضعف ممارسة العمل السياسي و الذي في النهاية أقتحمه انتهازيون و أميون و أصحاب مصالح شخصية و ضيقة فيما فضلت الكفاءات التواري عن الأنظار..
و من العجيب أيضا أننا لا نرى مثل هاته الصراعات في الدول المتقدمة حيث تحضر الشفافية بشكل كبير داخل الأحزاب السياسية و بمجرد انتهاء معركة التنافس السياسي بين المتقدمين لرئاسة الحزب.. تجد أن المهزوم يهنئ المنتصر بشجاعة فيما هو يتراجع للخلف مقرا بهزيمته السياسية دون مؤامرات و لا دسائس و لا فضائح و لا تجريح... و من شدة استعداد هؤلاء الزعماء الخلود في كراسيهم رغما عن أنف الجميع و رغبتهم في تصدر المشهد و نيل المناصب الحزبية و الوزارية فإنه يقدم تنازلات عن أي مبدأ اعتقده ذات يوم و بل هو مستعد للتحالف مع الشيطان من أجل البقاء في الكرسي... فكيف بعد كل ما سبق الحديث عن حياة حزبية تنافسية حقيقية؟ إنه مجرد سؤال.
عرفانا بجهودهم.. إدارة السجن المحلي بـ"تامسنا" تكرم عددا من موظفيها بمناسبة الذكرى الـ16 لتأسيس المندوبية العامة(فيديو)
زيادة في الأجور وتخفيض ضريبي..رئيس الحكومة يشرف على توقيع اتفاق جولة أبريل 2024 من الحوار الاجتماعي(صور)
عدد التعليقات (0 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟