المشكل ليس السابع من أكتوبر، لكن الإستعمار

المشكل ليس السابع من أكتوبر، لكن الإستعمار

مراد علمي

مع الأسف كم من مرة سمعنا هذه الحقيقة المزيفة في القنوات الغربية التي

،تردد صباحا مساءً أن السابع من أكتوبر هو من فتح أبواب جهنم على غزة

ولكن المشكل الحقيقي هو الاستعمار والاستيلاء على الأراضي

الفلسطينية وتجويع، طرد وقتل المواطنين لا في غزة أو في الضفة الغربية، والمعضلة الكبرى هي أن المستعمِـر والمستعمَر غرباء ثقافيا عن بعضهم البعض، ولا زال المستعمِر يؤمن بأن تفوقه الثقافي المزعوم هو ما يخول له أن يستعمر شعبا آخر، وهذه الفكرة لا زالت تغذي جميع الايديولوجيات الأوروبية العنصرية والإسرائيلية التي توظف في السياسات العمومية.

وقد خدم الاختلاف الأنثروبولوجي المفترض تبرير الوصاية التي

اتخذ منها الأوروبيون في السابق والإسرائيليون اليوم ذريعة قصد فرض

سيطرتهم ونفوذهم على الفلسطينيين باعتبارأنفسهم ذوو الحضارة والعرق

الأفضل في هرم البشرية، لذلك استعمل وزير الدفاع الإسرائيلي لفظ

غير أخلاقي لما سمى الفلسطينيين ب “حيوانات”، وهذه النظرية ليست

وليدة البارحة ولكن كانت شائعة منذ القرون الوسطى، مفادها أن الغرب

متقدم وليس له الحق فقط، بل من واجبه أن يقوم بتثقيف هذه الأوغاد حسب

غطرسته وغروره، وبأن السكان المحليين غير قادرين على القيام بأي

قفزة نوعية أو تطورات مهمة، إذًا فإن من واجب الأوروبيين، الأمريكيين

والاسرائيليين أو يقدمون هذه الخدمة ليس لأنفسهم فقط، بل للبشرية جمعاء.

ولكن ما نلاحظ اليوم هو إمطار غزة بصواريخ وأسلحة أمريكية فتاكة قصد الإجهاز على جميع مناحي الياة وتحويل غزة إلى صحراء من حطام أين

الجثت تنهش من طرف القطط والكلاب الضالة، وهذا هو تمجيد الحكم

الإستعماري العنصري الذي لا طاما يطبل له الغرب باعتباره هدية ثمينة ونعمة خرجت من رحم أمة الحضارات.

ولقد خدمت العنصرية أجندة إسرائيل في تأمين السلطة الإستعمارية من الناحية الأيديولوجية والعملية، حيث تم عن طريقها تخصيص قيم وامتيازات مختلفة لمجموعة من الناس، وهذا بناء على خصائص ثقافية ودينية، حيث يضع الإسرائيليون أنفسهم في أعلى مرتبة في هذا التسلسل الهرمي، والعنصرية ما هي إلا شريك مخلص في إضفاء الشرعية على الإرهاب، العنف، النهب، الإستغلال والقتل العمد، حتى لم يرحم الإسرائيليون حتى من ذويهم، لما أطلق جيش الإحتلال الرصاص على رهائن إسرائيليين ولو كانوا يلوحون بعلم أبيض و يخاطبون الجيش بالعبرية، وإن دلت هذه المأساة على شيء، المدنيون لا يقتلون كانوا إسرائيليين أو فلسطينيين، فهي تدل على أوامر صارمة لقيادة الجيش أنه من الواجب قتل ما أمكن من الفلسطينيين، بالأخص قتل الصحفيين، يعني الحقيقة.

 

 

 

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات