بين السطور..

أقلام حرة

26/01/2024 17:57:00

أخبارنا المغربية

بين السطور..

نعيش اليوم أزمة وعي وأخلاق على مستوى السلوك وهي أخطر من أزمة الغلاء والمعاناة المعيشية وكل الإكراهات التي يتخبط فيها المواطن اليوم لانه لا يمكن المطالبة بتحسين الوضعية والنضال من أجل كل ذلك ونحن نفتقد للأهم على مستوى الوعي وهي أمور ليست بمحض الصدفة بل هي سياسة ممنهجة أصابت اهم قطاع او محيط على المستوى التربوي بحكم ان هذا الركن وصلاحيته بناءا على خصوصية اي مجتمع يبقى ركنا أساسيات لرقى الأمم وبه تدرك الشعوب مكامن الخلل ومن تم إصلاحها والمساهمة بالشكل الإيجابي نحو التقدم والنماء فإن كانت اليوم القوانين المستوردة من الغرب خلقت فجوة كبيرة فيما هو تربوي سواء داخل الأسرة او منظومة التعليم كمفاهيم حقوق الطفل وحقوق المرأة والمساوات والعديد من القوانين الاستلابية المتناقضة مع خصوصية مجتمعنا بموروثه الثقافي ومرجعيتة العقائدية كل هذا خلق نوع من الاصطدام والانحراف عن بعض الضوابط الأخلاقية التي تشكل العمود الفقري لخصوصية مجتمعنا مما زاد من معاناة الأسرة بحكم انها هي المركز او المحيط التربوي الأول الذي قد يتلق فيه الفرد تلك الضوابط فالأسرة اليوم تغيرت بشكل كبير لم تعد تلك الأسرة التقليدية المحافظة المتكونة من الاب والام وقد نجد كذلك الجد والجدة كل هذه العناصر كانت الحاضنة المربية المكافحة والمتعاونة اليوم الأسرة تقلص دورها بل تم تقزيمها بحكم المتغيرات المقصودة

فأصبحت تتخبط بين المعاصرة وبين كيفية التعايش مع واقع تلك المتغيرات في ظل المعاناة المعيشية والاكراهات التي بموجبها ومن خلال القوانين المستوردة قيدت عدة صلاحيات داخل منظومتها التربوية

لتكون النتيجة اليوم حالة التهور والانحراف والانحلال الخلقي التي نواجهها ومرغمين التعايش معها وهذا نتاج لسياسة حكومات فاشلة لم تاخد بعين الاعتبار تلك الخصوصيات او الأسس الأخلاقية والانضباطية التي يقوم عليها المجتمع منذ قرون والإشتغال عليها كمنطلق لتنمية جادة وهادفة لهذا المواطن اليوم هو في حاجة إلى نظافة العقول قبل نظافة الاماكن العمومية والحفاظ عليها فمن العيب ان نرى اكوام النفايات في الازقة واستغلال الأماكن العمومية من بعض أصحاب المحلات التجارية علما ان الضوابط الأخلاقية تؤمن بأن النظافة من الإمان وان مالك لك وما لغيرك فهو له بغض النظر عن الضوابط القانونية اما الحكومة فهي في حاجة لإعادة هيكلة ادمغتها لما يتمشى مع مصلحة المواطن وخصوصياته وهذا قبل التفكير في هيكلة بعض المرافق والقطاعات خاصة التربية والصحة في ظل التخبط والتناقض على مستوى السلوك والوعي وهذا ناتج عن المتناقضات والاكراهات التي أصبح يعيشها المواطن اليوم من خلال السياسة العشوائية وسوء تدبير المال العام لانه لا يمكن زرع المال وحصد الوهم والسراب....

 

مجموع المشاهدات: 7245 |  مشاركة في:
        

عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟