وكالات
يحيي المغرب الثلاثاء الذكرى 37 لـ"المسيرة الخضراء" التي دعا إليها العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني عام 1975 لـ"استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية" للملكة.
وكانت تلك المسيرة السلمية قد انطلقت من سائر ربوع المغرب الأقصى وبمشاركة كل فئات وشرائح المجتمع المغربي، في اتجاه الأقاليم الصحراوية لتحريرها من الاحتلال الإسباني.
وفي بيان لها بهذه المناسبة، قالت المندوبية المغربية السامية لقدماء المقاومين إن "المسيرة الخضراء حققت أهدافها وحطمت الحدود المصطنعة بين أبناء الوطن الواحد٬ سلاحها العلم الوطني والقرآن الكريم والتمسك بالفضيلة وبقيم السلم والسلام في استرجاع الحق والدفاع عنه".
وأضافت أن المسيرة الخضراء استطاعت "أن تظهر للعالم٬ بالحجة والبرهان٬ مدى التلاحم الذي جسدته عبقرية ملك مجاهد وشهامة شعب أبي وتصميم كافة المغاربة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب٬ على استكمال استقلالهم الوطني وتحقيق وحدتهم الترابية (...)".
وذكّرت المندوبية أن المغرب قدم جسيم التضحيات في مواجهة الاستعمار الذي جثم بثقله على التراب وقسم البلاد إلى مناطق نفوذ موزعة بين الحماية الفرنسية بوسط المغرب والحماية الإسبانية بشماله وجنوبه٬ فيما خضعت منطقة طنجة لنظام حكم دول
وكان المغرب قد توفّق بعد هذه المسيرة السلمية في استرجاع الأقاليم الجنوبية من الاستعمار الأجنبي الذي امتد إلى قرابة نصف قرن إلى حكمه وسيادته الوطنية.
وارتفعت الراية المغربية خفاقة في سماء العيون في 28 فبراير/شباط 1976 مؤذنة بنهاية الوجود الاستعماري في الصحراء المغربية. وفي 14 آب/اغسطس 1979 استرجع المغرب إقليم وادي الذهب.
وكانت قافلة أطلق عليها اسم "قافلة الوحدة الترابية" قد انطلقت الاحد من مدينة الصخيرات٬ نحو مدينة العيون٬ للاحتفاء بذكرى "المسيرة الخضراء".
وستعبر القافلة مدن مراكش واكادير والعيون ما بين 4 و7 نوفمبر/تشرين الثاني٬ في مسعى لتأكيد الوحدة الترابية للمملكة المغربية ودعم خيار الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية.
وقال محمد الصادقي رئيس الجامعة الجمعوية للصخيرات والتي تضم 66 جمعية "إن المغاربة لن يفرطوا في حبة رمل من الأقاليم الجنوبية" مؤكدا تشبثهم بخيار الحكم الذاتي٬ تحت قيادة الملك محمد السادس.
ومن جهتها، ذكّرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين المغاربة بسياسة العاهل المغربي الملك محمد السادس ومواقفه الحكيمة من قضية الصحراء.
وقالت إن الملك محمد السادس ما فتئ يؤكد للعالم أجمع "إرادته القوية وتجنده التام دفاعا عن مغربية الصحراء وعمله الجاد لإنهاء كل أسباب النزاعات المفتعلة وسعيه إلى تقوية أواصر الإخاء بالمنطقة المغاربية وخدمة شعوبها وتعزيز اتحادها استشرافا لآفاق مستقبلها المنشود".
وكان المغرب قد قدم مبادرة تدعمها الأمم المتحدة، تقضي بمنح حكم ذاتي موسع لأقاليمه الصحراوية في ظل سيادته الوطنية.
ويعتبر عدد من المراقبين المبادرة "آلية ديمقراطية لإنهاء النزاع المفتعل بالمنطقة المغاربية"، لكن خصوم الوحدة الترابية المغربية ما يزالون يعملون على تأبيد النزاع داخل الإقليم، كما يقول متابعون للملف الصحراوي، وذلك رغم كل الحقائق التاريخية التي تشهد على مغربية الصحراء.
ميدل ايست أونلاين
