مدرب منتخب جزر القمر يكشف أسباب إنهيار فريقه أمام المنتخب المغربي بعد صمود طويل

وليد الركراكي يرد على انتقادات وتساؤلات الجمهور المغربي بعد الأداء غير المقنع أمام جزر القمر

براهيم دياز.. رجل مباراة المنتخب المغربي ضد جزر القمر (تصريح)

تصريحات مزراوي/ أنس صلاح الدين/ لاعبي جزر القمر بعد المباراة الافتتاحية للكان

رغم الانتصار.. جماهير مغربية تنتقد أداء المنتخب أمام جزر القمر في افتتاح الكان

دموع العميد سايس ومواساة زملائه بعد خروجه مصابًا بشكل مبكر أمام جزر القمر في افتتاح الكان.

بنكيران و مسيرات الشموع المجيدة

بنكيران و مسيرات الشموع المجيدة

ياسين كمالي

 

        من جديد يبرهن السيد بنكيران على أنه ساحر ضليع في خفة اليد و اللسان ، إذ استعان بموهبته السحرية  لتحويل  « الاحتجاجات السلمية » على شركة « أمانديس » إلى « فتنة » و العياذ بالله ، و منْ غيره يملك مثل هذه الموهبة السحرية التي تقلب الحق إلى باطل ، و تجعل من المحتجين مجرد دمى بلاستيكية تحركها أصابع العفاريت !

 

        حسب رئيس الحكومة - أطال الله في عمره - ليس من حق سكان طنجة أن يستمروا في إظهار الألم و الامتعاض رغم أن شركة أمانديس داست فوق أصابعهم ، و استعانت بأقراص « دردك » لتسمين فواتيرهم و تجفيف جيوبهم بطريقة تخلو من الشفافية . فماذا يفعل المواطن المقهور أمام هذا الظلم العظيم ؟ أليس من حقه أن يشعل الشموع و يطوف الشوارع شاكيا مما يعانيه ؟ أم أن رئيس الحكومة يظن أن الشموع نوع من أنواع السيوف ؟

 

        في الحقيقة ، لقد شعر بنكيران بالفزع و الهلع بعد رواج تجارة الشموع ، لأن المسألة تشكل تهديدا لتجارته الرابحة في بيع الوعود الفارغة للمواطنين . و لعله يخشى أن تكون هذه الاحتجاجات مجرد بداية لمسلسل هندي طويل ، أول حلقاته الدرامية كانت بعنوان : « أمانديس ارحل » و الأخيرة قد يكون عنوانها : « بنكيران مع السلامة » . و حتى يتفادى هذا السيناريو المرعب قرر رئيس الحكومة أن يستعين بمواهبه السحرية لمسخ كلمة « احتجاج » و تحويلها بقدرة إبليس إلى « فتنة » ، و لم يبق له سوى أن يصرخ في أهل طنجة : إني أرى رؤوسا قد أينعت و حان قطافها !

 

        بدل أن تكون الاحتجاجات تعبيرا جماعيا عن مأساة مشتركة لساكنة طنجة ، يريد بنكيران بنوع من المكر أن يحولها إلى قضية شخصية تخص كل مواطن على انفراد .  فشركة أمانديس بريئة بحمد الله ، و ما قضية ارتفاع أرقام الفواتير إلا سوء تفاهم بسيط ، و بالتالي ما على المتضررين إلا أن يتركوا شموعهم ، و يذهبوا إلى وكالات الشركة فرادى من أجل تقديم الشكايات. وهكذا بدل أن يحاول رئيس الحكومة تجفيف القضية من منبعها الفرنسي هاهو يقترح مهدئا رخيصا لامتصاص السخط الجماهيري  ، وكل هذا كي لا تغضب علينا ماما فرنسا ، و لا مانع أن يغضب سكان طنجة لأنهم أهل فتنة و العياذ بالله !  .

 

        بما أن مسيرات الشموع تحولت عند بنكيران إلى فيلم من أفلام الفتنة ، كان لابد له أن يسند أدوار البطولة كالعادة إلى العفاريت و الجرذان . لقد تعودنا على هذه التصريحات الفكاهية ، كلما أخفق في تدبير ملف من الملفات الشائكة سارع إلى إلصاق التهمة في العفاريت الحمراء و الجرذان السوداء . يحاول دائما أن يرتدي جلباب الضحية ليستجدي تعاطف المغاربة  ، لكن هيهات ، فالحيلة أصبحت مكشوفة و غير قابلة للهضم حتى لو شربنا معها برميلا من الكوكاكولا.

 

        و الأدهى من كل ما سبق ، أنه لم يجد حرجا في الدفاع عن بقاء الشركة الفرنسية ، ربما لأن الفرنسيين دائما على حق ، و المغاربة مجرد قطيع من القبائل البدائية التي لم تشرق عليها شمس الحضارة بعد. لا مانع لدينا في أن يقيم الفرنسيون  على أرضنا شركات لصناعة السيارات و الصواريخ و حتى الملابس الداخلية لو شاءوا  ، لكن ليس معقولا أن نضع في أيديهم قطاعا حيويا كقطاع الماء و الكهرباء ، فالشركات الأجنبية لا تفكر إلا في الربح الفاحش  حتى لو كان ذلك على حساب الفقراء و « المزاليط » .

 

        إن بقاء الشركة لا يعدو أن يكون تحديا لإرادة المواطنين و استفزازا لمشاعرهم و جيوبهم ، فالمواطن البسيط صار يشعر بالتهاب في القولون كلما سمع كلمة « أماناديس » . لذلك على رئيس الحكومة أن يدرك جيدا أنه لم يعد هناك مجال للحلول الوسطى ، فإما أن تقف الحكومة في صف المواطن المقهور ، و إما أن تصطف وراء الشركة الفرنسية و تخسر بالتالي ما بقي في رصيدها من مصداقية .

 

 

        في النهاية أقول للمواطنين الذين يحتجون على غلاء الفواتير : الحكومة نائمة لعن الله من أيقظها !


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة