مخرجات اجتماع المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار بمدينة طنجة

الدار البيضاء في أجواء الكان: استعدادات لاحتضان الحدث القاري قبل يومين من الانطلاق

"دار ثقافة الزرابي".. فضاء ثقافي يغني العرض السياحي بمراكش

وصول بعثة المنتخب الجزائري إلى مقر إقامتها بالرباط استعدادًا للمشاركة في كأس الأمم الإفريقية

قبل الكان بيومين… كاميرات مراقبة متطورة تُؤمّن أزقة المدينة القديمة بالدار البيضاء

السلطات تتحرك لفك العزلة وضمان الخدمات الأساسية في إقليم ميدلت

قطة جميلة..ذكّرتني أنّني في عالم افتراضيّ !!‏

قطة جميلة..ذكّرتني أنّني في عالم افتراضيّ !!‏

عمر لوريكي

 

 

أمامي في المقهى قطة جميلة، بأهداب ممشوقة و قد نحيف، و لا أدري هل شعرها مجفف أصلي أم اصطناعي لفيف..كلّما رفعت رأسي لأرى المحيطين بي ترمقني بعين الغضب، لأنني لم أبادلها النظرة بنظرة حنان و عطف..لا أدري ماذا تريد حقّا؟

ها هي قادمة نحوي ربما تستشعر فيّ الدفء و ترى في هامتي الممتعضة من كل شيء ذرة إحسان.!

عاهدتُ نفسي على اللامبالاة، و أن لا أكترث إلاّ لنفسي..فلماذا أحنو عليها و هؤلاء المحيطون بي أموات.. مُذْ وصلت هنا و هم غارقون في عالم اخر، لا يرغبون في وجوده إلاّ افتراضيا..إنها حقيقة مرة حقا..لقد أصبح الجميع يميل للافتراضي، و لم يعد في الحقيقة ما يغري بالمتابعة، و لا بالحب..القطة أسفل الطاولة الان..إنّها جميلة جدا..ماذا لو كانت فتاة و مُسِخَتْ ذات زمن قطّة؟؟

أكيد أمزح..هذا لا يوجد إلاّ في كتابي: "حجايات أميّ..

المسخ هنا مسخ القيم و الإنسانية و الشعور بالوجود، مادام الكل لم يكترث لهذه القطة المسكينة و لم يقدم لها و لو شريحة خبز صغيرة..لأنهم و لأنهن منشغلون و منشغلات بعالم اخر..

يرون فيه عالم أحلام و طيف سعادة، و أن المشاكل التي تقضّ مضجعهم بالوسط العائلي أو بين الأقارب يمكن حلحلتها في ذاك العالم..و ماذا عن الإنسانية؟ ألم ينسوا النقد الذاتي لأنفسهم؟ ماذا قدموا و ماذا أخروا؟ فليبدأوا بعلاقتهم مع الحيوانات قبل الإنسان ثم يقارنوا ذلك بالعلاقات الإنسانية..

أصبحت لا أكترث لشنان أصدقائي و لا خصاماتهم الواهية سواء عن أنفسهم أو عنّي..لأنني مجرد شعاع مرّ على قلوبهم فألقى على شراشفها التحية و السلام، فأنا أبني القيم و الأخوة و لا أهدمها و لست أيضا مصلحة فانية أوهيئة معنوية يلتذ بها كل من هب و دب ثم ينسى المعروف..

كل هذا الحديث تمخض عن رؤية هذه القطة الجميلة ..لازالت تنظر إلي بعين العطف و أنا لم أقدم لها شيئا يذكر..الظاهر أنني الاخر أحتاج نقدا لنفسي فأنا أعير الناس على غياب القيم و أراها قد غابت عني أولا..فلماذا تركت القطة بدون أكل و تمتعت به أنا؟

ألقيت لها كسرة خبز و قطعة دجاج و أنا نادم على ما فعلت..لقد استرسلت في الحديث مع نفسي و أنساني همسي الإحسان إليها..لكنها قطة جميلة..


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات