الرئيسية | أقلام حرة | "حــنــــا كــولـــّـــنـــا أمــّـي فــتـــيـــحــة"

"حــنــــا كــولـــّـــنـــا أمــّـي فــتـــيـــحــة"

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
"حــنــــا كــولـــّـــنـــا أمــّـي فــتـــيـــحــة"
 

 

باش تجي شي مـراة أو تـحرق راسها، ضروري نقولوا باللي هادي "شهيدة"، "شهيدة لقمة العـيش والكـرامة"، ماشي مختلة كيف بغاوْا بعض المسؤولين غير المسؤولين إوهموا الرأي العام، أو اللي دفع فتيحة تقـتـل راسها هي فى الأساس "الحـﮔــرة" اللي حســّـات بيها لمــّـا جاوْا المخازنية أو أدّاوْا ليها سلعتها أو فلوسها كيف ما جا على يد شاهدة عيان في فيديو، أو الطامة الكبيرة هي لمـّـا قال ليها مسؤول "دابا ندوز فوق منك بالطموبيلة"، يعني ما هي غير نملة، حشرة، دودة، ماشي كائن، كون كان شي مول الهيبة أو الصــّـولاجان، ما كاين غير "آمـر نعاماس"، "شنو حـبّ الخاطر؟" بحال بهلان المتملق الكبير بن كيران: "قولت ألـْـســيدنا، والله أو أدّخـلني ألــّـحبس، أنا ديما معاك". 

واش جا هاد أستاذ السلك اللول، مول التكـوين الـهشيش أو الهضرة "بــوكــو"، باش يخدم أو إحل مشاكل المغاربة أو المغربيات ولا ّ باش يـلسح صبـّـاط الملك؟ ولاكن الله إنـجـّـيك من المشتاق إيلا فاق، من عوينة السلطة إيلا داق، باع أمـّـو، الله الرزّاق، أو حكومة هاد خـيـيــّـنا اللي يـدّيها كولــّـها دم هاد المراة الفقيرة اللي ما كاتمتاهن لا الدعارة، لا الشفرة ولا ّ الفساد السياسي المؤسساتي، هي المسؤولة اللولة، ولاكن إيلا ماتت بنت الشعب؟ فينا هو المشكل؟ هاكدا كاتخـمـّـم هاد الطبقة السياسية الإنتهازية اللي كاتفكــّـر غير كيفاش أطــّـرطـق حساباتها البنكية بالدرهم، أو اللي شاط  كاتهرّبو ألــّـخارج. 

هاد الحكومة ما حرقاتش غير "أمـّـي فتيحة"، ولاكن "حرقاتنا حتى حنا معاها"، شنو قـدّمات لينا لحدّ الآن هاد الحكومة؟ والو! غير اللي هضر ولا ّ شوّش على نعاسـهـا كاتـصــيفـط ليه الهرمكة أدّاعـبـو، أو لمــّـا قال "بن جـيـعان"، "عـيــيــّـطو على الدولة"، ما كان كاينوي فى خاطرو غير صيفطوا ليهم عصاة "سيدنا سوليمان"، ثلاثة ميترو ديال الطــّـول، كوّلـها مسامر أو قـيـح، أو اللي ما شــلــّـلاتوش، هرّسات ليه علّ الأقل الكتف ولا ّ الســّـاق.

هاد ممثلين السلطة أو الشطط ما عندهم حتى شي غيرة على الشعب، هاجس البعض منهم، كاينين الشرفاء، "الحق يقال"، هو تعنيف، ترهيب المستضعفين، لأنهم عندهم مشكل مع نفوسهم "ديـجـا" أو عندهم مركب نقص مزمن، أو ما كايحـسـّـوا بالراحة أو الإطمئنان غير إيلا هانوا ناس خيرين ضعف منهم، زايدون عايشين براسهم محـﮕورين من طرف اللي فوق منهم، أو داك الشعور السلبي كايبغيوْا إتــّـخـلـــّـصوا منو لمـّـا كايفـرّغـوه فى واحد آخور فى وضع هش منهم، كما كاين كذلك عدم الإحساس، لأن جميع الحواس ماتت أو ما بقات الذات غير "ديكور" كاتـأتـــّـت الـجلد اللي ضاير بيها، زيد عليها فقدان حس التعاطف أو الذكاء العاطفي، على داك الشي كايكـوبّ هادا أوْ لاخور جميع المشاعر السلبية فى اللي حداه، أنا تعيس، مكروه، معـدّب مع الزمان أو البشر، خــلـــّـيني أنطرطق بعدا هاد الكبت فى "أمـّـي فتيحة" أو "أخـّـوتـها". 

ضروري نحلـلــّوا علاش أتــّـاخدات "أمـّي فتيحة" هاد النوع بالضبط من الإنتحار اللي يمكن لينا نعتابروه أخطر نتحار على وجه الأرض، عن طريق هاد الإنتحار كاتبغي تقول لينا المرحومة، الله إوسـّـع عليها أو على كول ّ واحد ستشهد من أجل طرف ديال الخبز النظيف، "حشومة" عليهم يدّيوْا ليـّـا سلعتي أو فلوسي، حشومة ما إخـلــّـيونيش نوكـّـل، نعوّل بنتي، حشومة يستغلـّـوا وضعي الإجتماعي، حشومة عليهم إحرموني من الحياة، حشومة إسدّوا عليّا جميع البيبان، أمي فتيحة كاتجسـد التقاطب اللي كانعيشوه اليوما: بين الكرامة، الشرف أو العار، الفضيحة، بين الجاه أو الإحتقار، الإحترام، الهيبة أو الإستهتار أو السخرية. 

أو هاد الشي اللي عاشتو أمي فتيحة عـُـملة عادية فى مغربنا السعيد، حنا ما كانقدّروا غير اللي كايمكن ليه إعفص علينا، أمـّـا اللي ضعف منـا كاندوزوا فوق منو بالطموبيلة ولا ّ بالـدكــّـاكة، هادي أخلاق متخلقة أو ديال مجتمع متخلف، كولـّـو خبث، شماتة، كبت، لأنه ما كاتبقاش فى المنصب ولا ّ فى المظاهر، ولا ّ شحال عندك فى الكونط، ولاكن كيفاش كاتــّـعامل مع كولّ واحد، عندو ولا ّ ما عندوش، كبير ولا ّ صغير، مختل ولا ّ بعقلو، سكران ولا ّ ساحي. 

أمـّـي فتيحة حرقات راسها أو معاها الـحـﮕرة اللي حسـّـات بيها، الحريـﮓ ألأروبة، الموت فى البحر، البطالة المزمنة، العنف الجسدي أو اللفظي اللي كانعيشوه، المستقبل المسدود، سباب هاد الصـّـداع كـولــّـو ديال الراس هي السياسات التعليمية ديال جميع هاد الحكومات اللي تعاقبات، أو كـولــّـهم مرتابطين بلغة التعليم، سياسة تعريب التعليم هي المشكلة اللولة فى هاد البلاد، لأن هاد المشروع ما عندو حتى شي رتباط، لا بالأرض لا باللي كايعيش فوقها.

جميع الشعوب المتقدمة كيف كاتهضر كاتكتب، حتى الصين اللي عايشين فيها كثر من مليار أو تلت ميات مليون نسمة، كيف كايهضروا كايكتبوا، الفلاح التــّـالي كايعرف يستعمل التــّـراكتور ولا ّ "الآيفون"، حنا كانقهروا أولاد الشعب بالعربية أو كانلوحوهم من بعـد للشارع، فى الدار البيضا، الرباط، سلا، بني ملال، وجدة، أكادير، طنجة، الحاجب، إفران، عين شكاك، صفرو، فاس، مكانس، الكويرة، الداخلة، الحسيمة، الناضور، مراكش، أوريكة، الصويرة ولا ّ فى سطوكهلم، أو هادوا اللي كايدافعوا على التعريب باغيينــّـا أنــّـتاحروا بحال "أمـّـي فتيحـة"، اللغة العربية أو التدريس بيها ما كاينتج غير الفقر، "إزهاق الأرواح" أو كايخدم مشروع التيارات الإسلامية اللي كاترفض فى العمق حقوق الإنسان، حقوق المرأة، بكل ختصار الدولة الحديثة أو باغية لينا الكلاخ "حتى يرث الله الأرض".

 
مجموع المشاهدات: 1665 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة