الرئيسية | أقلام حرة | ضَوَابِطُ مَنْهَجِيَّةٍ مِنْ أَجْلِ خُطْبَةِ جُمُعَةٍ نَاجِحَةٍ.

ضَوَابِطُ مَنْهَجِيَّةٍ مِنْ أَجْلِ خُطْبَةِ جُمُعَةٍ نَاجِحَةٍ.

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
ضَوَابِطُ مَنْهَجِيَّةٍ مِنْ أَجْلِ خُطْبَةِ جُمُعَةٍ نَاجِحَةٍ.
 

تكتسي خُطبة الجمعة طابعاً دينياً خاصّاً ، فهي مُميّزةٌ بكونها موعظةٌ دينيةٌ أسبوعيةٌ تتخلّلها توجيهات دينية، تُرغّب الإنسان في بذل الخير وفعل الطاعات،وجزاء الله للإنسان على ذلك بالمثوبة والمغفرة، كما تتضمّن التّرهيب والتّحذير من سوء المصير، ولخطبة الجمعة دور هامٌّ في إصلاح الفرد وتقويم سلوكه مع الله والإنسان، خاصّة الخُطبة التي تحتوي على مواعظَ تَوْجَلُ منها القلوب،وتخترق الأفئدة والصدور، فيخرج المؤمن من المسجد وقد وقع في قلبه شيءٌ يحسّ بالحسرة والنّدامة على ما اقترفه من آثام، ويؤنبه الضمير فيصبح توّاقاً إلى بذل الخير وفعل القُربات؛ ولهذا الأمر،وضَعتُ بعض الضّوابط الكفيلة بتحقيق ذلك، يمكن تصنيفها على الشكل التالي:
الضّوابط الموضوعية:
وهي راجعة الى الاشتغال بالمعلوم من الدين بالضرورة، الذي اجتمعت فيه كل أصول الإسلام العقَدية والعملية، وكذا ما ينبني عليه من أصول الأخلاق في الإسلام، أو ما يسمى بأمهات الفضائل وأمهات الرذائل، كلُّ ذلك وما في معناه يعتبر هو المجال الحيوي للخطاب الديني الراشد، الذي يفقه حال الزمان وأهله في هذا العصر.
ومن الضّوابط الموضوعية الذي ينبغي لخطيب الجمعة السّير عليها ،  هو حمل الناس على التوسط والاعتدال، فلا يسلك بهم مسلك الشّدة، ولا يميل بهم إلى طرف الانحلال ، الذي هو مظنةٌ للمشي مع الهوى والشدة.


الضوابط المنهجية:
   وهي قائمة على اعتماد الأمور المنهجية التالية:
    توظيف أساليب التقريب والتحبيب في الخطاب.
 ويكون ذلك بمراعاة مقاصد التيسير ومجانبة التنفير والتعسير، وعدم الإغراق في أسلوب التخويف، بل الأفضل دائما_ كما هو منهج القرآن_ أن يكون إيراد آيات العذاب في سياق آيات الرحمة والغفران، وفتح باب الأمل للناس في رحمة الله ومغفرته الواسعة.
    تَجْنيبُ المنبر المعارك الشخصية والمواضع السياسية.
    تَجنّب إعلان الفتوى من فوق المنابر.
    مراعاة المستويات الثقافية والتخصُّصات المختلفة.
    الإيجابية بدل العدمية، بفتح باب الأمل للناس وعدم اعتماد خطاب التيئيس.
    إخلاص القصْدُ لله والإسهام في نشر الخير،فالصّدق والإخلاص لله، علامة على عُمق إيمان الخطيب وتعلقه بالله.


الضوابط الصناعية:
    الاختصار والتركيز.
إن الاختصار في خطبة الجمعة، يعتبر من العلامات البارزة على نجاح الخطيب في خطبته، فعن عماّر رضي الله عنه قال:" إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «إِنَّ طُولَ صَلاَةِ الرَّجُلِ وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ فَأَطِيلُوا الصَّلاَةَ وَاقْصُرُوا الْخُطْبَةَ وَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا ».

صحيح مسلم، الجزء: 3 ص:12
 وحدة الموضوع والفكرة.
من أركان الخطبة وضروراتها الصناعية، أن يكون لها موضوعٌ محدّد، فبعض الخطباء لايهتم بهذه القضية، فيتكلّمُ في أي شيء وتكون النتيجة انعدام الاستيعاب وتَيهَان المستمع؛نظرا لتبعثر أفكار ما ألقي من كلام، كذلك أيضا على الخطيب أن يجعل الفكرة الرئيسية للموضوع هي محطّ الاهتمام وأساس الكلام.
    حسن الإلقاء الخطابي صوتا وأسلوبا.
فتوظيف طبقات الصّوت عند الإلقاء هو من التّقنيات الصّناعية الأساسية لإنجاز العَمل الخطابي، فمن سوء أداء الخطيب أن يرفع صوته أكثر من اللازم فيما ينبغي أن يخفض فيه، أو أن يخفض صوته فيما ينبغي أن يرفع فيه.
    جمالية الهندام.
جمالية الهندام، وخصوصية اللباس ليوم الجمعة، أمر مهمٌّ جداً بالنسبة للخطيب لإنجاح خطبته؛ وعليه، فالخطيب مدعو للتزيّي باللباس المغربي الأصيل؛ حيث يكون الخطيب يوم الجمعة محطَّ أنظار المستمعين والمتتبعين له.

مجموع المشاهدات: 3097 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (1 تعليق)

1 | ......
هراء
أهم ضابط لم يأتي النص على ذكره هو رفع (أيادي و أقدام) القائد و المقدم و الشيخ و السلطة بصفة عامة و أي ضابط عدا هذا هو مجرد شعر نثري ، الخطبة لا يريدون لا أن تكون ناجحة ، يريدون لها أن تكون هراء.
مقبول مرفوض
1
2017/04/03 - 01:23
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة