سعدون: المالكي ونعيمة البدوية…من صُنّاع الجدل إلى قدوة مزيفة تُغري الناشئة بحلم الثراء السريع

المحامي الصوفي يفجّر السرّ: لماذا غابت نعيمة البدوية عن جلسة قاضي التحقيق بالبيضاء؟ ملف بدون أي تنازل

رئيس مصلحة العلاجات التمريضية بـCHU يكشف آخر المستجدات بخصوص حالة المصابين في فاجعة فاس

رغم هول الفاجعة.. سكان حي المسيرة بفاس يقدّمون الدعم بالوجبات للسلطات وفرق الإنقاذ

الشرطة السينوتقنية تواصل سباق الزمن بين الأنقاض بحثا عن ناجين وضحايا فاجعة فاس

جيران ضحايا فاجعة فاس: منازل عمرها 24 سنة وحتى المدفع ما يطيحهومش بجوج هادشي غريب

تراجع أداء نادي اتحاد طنجة .. مسؤولية من ؟

تراجع أداء نادي اتحاد طنجة .. مسؤولية من ؟

الصادق بنعلال

 

 

دخل فريق الاتحاد الرياضي لطنجة ( فرع كرة القدم ) نفقا مظلما إثر سلسلة من الإخفاقات المدوية ، بعد أن بصم على مشاركة متميزة ، طيلة مراحل الموسم الماضي ، و مستهل الموسم الحالي من الدوري " الاحترافي " المغربي ، ليبدأ خط العودة إلى الوراء بصورة مقلقة و مستفزة ، بالنسبة للمتتبعين للشأن الرياضي المحلي و الوطني . و إذا كان من الطبيعي و المعتاد في مختلف البطولات الدولية ، أن يمر نادي كروي مهما علا شأنه ، من مرحلة الفراغ  و العجز عن مواصلة أطوار المنافسة الرياضية ، لأسباب مبررة ، إلا أن أزمة نتائج فارس البوغاز هي نتيجة حتمية لسياسة تسيير إداري هاوي موغل في العشوائية و الارتجال .  ندرك أن فريق الاتحاد حديث العهد بقسم الأضواء ، و أننا لا ننتظر منه المعجزات و حصد الألقاب الوطنية و القارية لأول وهلة ، و لكننا في حاجة ماسة إلى مساهمة فنية مشرفة ، و تدبير إداري محترف و محكم ، خاصة و أن النادي الكروي يمثل تطلعات و آمال مدينة استثنائية ، و جماهير رياضية غير مسبوقة وطنيا و ربما عالميا .

و في اللحظة التي كنا ننتظر قرارات عقلانية حاسمة تعيد قطار النادي إلى سكة الأداء الرياضي المتوازن ، و مصالحة الجماهير الغفيرة ، التي طالما عبرت عن مساندتها  الجارفة لناديها الأزرق داخل القواعد و خارجها ، فوجئ الرأي العام ببلاغ يقضي بفسخ عقد الإطار الفني عبد الحق بنشيخة ، في لحظة مفصلية من الدوري الوطني ، دون أن يكون هناك أي داع أو سبب مباشر لهذه الإقالة بالغة الغرابة في عالم كرة القدم المغربية و الأجنبية . صحيح لقد تم إقصاء نادي الاتحاد من مسابقة الكاف ،   و بشكل عاكس أفق انتظار المساندين و المناصرين للنادي داخل و خارج الوطن ، غير أن الإخفاق الإفريقي لا يمكن أن نتخذه مبررا لاتخاذ قرار إزاحة المدرب  الكفء ، إذ لا أحد من المتتبعين للشأن الرياضي كان ينتظر أكثر مما أنجزه النادي في أول مشاركة قارية له ، بل يمكن القول دون مبالغة إن نقطة التحول المفجعة كانت الإقصاد المر من نصف نهاية كأس العرش على يد فريق من القسم الوطني الثاني ، و أمام حوالي خمسين ألفا من المشجعين !

و إذا كانت الهزيمة جزءا لا يتجزأ من المنافسات الرياضية ، فإن عجز النادي عن تدارك معالم الأزمة   لتصحيح الأخطاء ، و تجاوزها نحو الأفضل هو الإشكال الجوهري ، و هنا بالضبط ظهر تخبط المكتب المسير لنادي اتحاد طنجة لكرة القدم ، و عدم قدرته على إيجاد البدائل و الخطط الكفيلة بوضع حد لغرق سفينة الفريق ، و فضّل حلّ الهروب إلى الأمام ، و المتمثلَ عادة في إقالة المدربين !

و بناء على ما سبق ، يمكن القول إن ما يعيشه نادي الاتحاد من نتائج فنية غير مرضية ، و المتعارضة مع طموحات الساكنة الطنجوية الطموحة إلى الإنجازات الرياضية المحترمة ، هو نتيجة حتمية لتدبير إداري غير مسؤول ، و غير مدرك للسياق التاريخي المشجع لمدينة طنجة ، التي تستعد عبر إقلاع تنموي شامل للحاق بالمدن المتوسطية الفاعلة . و على هذا الأساس يُفترض أن يُعاد النظر الجذري في عمل المكتب المسير للنادي ، و إعفاءِ كل عضو ليس له علاقة بالوعي الرياضي الجاد ، و العمل على إنجاز مخطط استراتيجي حاسم ، يهدف بالدرجة الأولى إلى بناء فريق كروي منافس وطنيا و قاريا ، و لن يتحقق ذلك إلا بالبرمجة العلمية الهادئة ، و احترام مجالات التأطير الفني و الإداري و الصحي .. و الانكباب على تكوين لاعبين محليين شباب ، و الإقدام على الانتدابات الناجحة ، أي لاعبين أكفاء يجمعون بين صغر السن و الأداء المتميز ، و إطار فني وازن يشتغل بأريحية و ضمن أهداف متوسطة و بعيدة الأمد ، أما النتائج و الألقاب الوطنية و القارية فما هي إلا نتيجة لعمل جاد و مضني ، و سنوات من الاشتغال المتبصر و الاجتهاد اللامحدود و التنافس الشريف !


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة