الرئيسية | سياسة | هل أصبحت البوليساريو تعيش أيامها الأخيرة ؟

هل أصبحت البوليساريو تعيش أيامها الأخيرة ؟

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
هل أصبحت البوليساريو تعيش أيامها الأخيرة ؟
 

 

عادت جبهة البوليساريو مرة أخرى لتعيد نفس سيناريوهات التهديد والوعيد كما تعودت على ذلك منذ أمد بعيد ،موجهة بذلك رسائل إلى من تسميهم بالمحتلين ،وتعدهم بحرب مفتوحة والتي بدأت على ما يبدو مستعدة لها أكثر من أي وقت مضى على حد تصريحات زعيمهم الذي يبدو أن جبهته المزعومة وصلت إلى الطريق المسدود ،وأصبحت تئن من شدة الخناق الذي بدأ يضيق عليها منذ أن بدأت ثورات الربيع الديمقراطي ومنذ سقوط مساندها الرسمي معمر القذافي الذي كان دوما وأبدا يقدم لها الدعم الكافي لتبقى حلقة مظلمة في تاريخ الديكتاتورية ،وفي خدمة مصالحها،لكن على ما يبدو أن انتفاضة الشعوب خلطت الأوراق وأربكت جميع مخططات الانفصاليين الذين باتوا يبحثون عمن يدعم مشروعهم البائد بعد رحيل من كان يسمي نفسه ملك ملك إفريقيا الذي كان من بين من بدؤوا هذا الصراع ،والذي رحل عنه رغما عنه مخلفا بذلك وراءه إرثا عصيا يصعب حله.

جبهة البوليساريو تعودنا أن نسمع منها تلك الرسائل التي كلما سمعناها إلا واعتقدنا أننا أمام حرب عسكرية ستشتعل بالصحراء ،لكن من الواضح أن مثل هذه الرسائل لم ولن تأتي بجديد والحديث عن حرب في الصحراء تكون جبهة البوليساريو هي من تقرع طبولها هو ضرب من الخيال وحلم في واقع تعيش فيه هذه الجبهة أزمات خانقة ،منذ مقتل القذافي وهي تحاول إرسال رسائل إلى الجانب المغربي والتي مفادها أن الجبهة بخير وأن قوتها لن تنكسر بسقوط الزعيم الليبي ،لكن بالرغم من هذا كله فجبهة المرتزقة ربما في أيامها الأخيرة ،خاصة بعد أن فقدت الدولة المحورية في الصراع التي تحولت على ما يبدو من دولة مساندة للانفصاليين إلى دولة تعادي الانفصال بعد أن أظهرت علاقات الصداقة والود بينها وبين المغرب الذي كان دائما جنبا إلى جنب مع ليبيا في ثورتها والتي أدت في نهاية المطاف إلى مقتل القذافي ،تلتها اتفاقية رفع التأشيرة على جواز السفر المغربي،ليكون بذلك

المغرب قد أمن جانبا من الجوانب التي كانت تعتبر خطرا على أمنه وخطرا على وحدته الترابية في عهد العقيد الذي كان الداعم للانفصال بكل أنواعه.

فزعيم جبهة البوليساريو والبيدق الذي تحركه الجزائر كيفما شاءت وأينما شاءت لم يعد له خيار بعد المفاوضات التي يتشبث فيها الطرفان كل بموقفه دون تنازل سوى التصعيد الذي نعتقد أنه لن يأتي بنتيجة،لأن هذه الأخيرة لم ولن تخرج بشيء يذكر وأن الحديث عن تسوية للنزاع بات من الأمر المستحيل ،بعد أن سحب المغرب الثقة من المبعوث الأممي كرستوفر روس،وبعد أن اعتبرت البوليساريو ذلك يعيق المفاوضات ،عادت لتعيد الكرة مرة ثانية ،وتعود إلى فكرة حمل السلاح من جديد لتحرير أراضيها على حد قولها .ونحن بدورنا نزعم أن تلك المفاوضات كانت أكبر خطأ ارتكبه المغرب في تاريخه ،حيث ذلك التفاوض يعد بمثابة اعتراف لجبهة البوليساريو وإعطاء الشرعية لقضيتها التي لطالما اعتبرتها قضية عادلة ،أن تفوض أحدا ما يعني أنك تعترف به ولديك الرغبة في الجلوس معه على الطاولة ولديك الاستعداد الكامل بأن تخرج معه بحل يرضي الجميع.

بما أن الدولة المغربية قد سبق وأن تقدمت بطرح الحكم الذاتي والذي ترفضه الجبهة ومعها الجزائر رفضا تاما فإننا نعتقد وبكل أسف أن المفاوضات مع جبهة البوليساريو باتت مجرد مسرحيات هزلية لا أقل ولا أكثر ،يراد من خلالها إرضاء المجتمع الدولي الذي فشل حتى هذه اللحظة في إيجاد حل سلمي ونهائي يرضي الطرفين منذ عقود.فخيار الحرب الذي ترفعه البوليساريو والذي يتعارض مع قناعات المغرب والذي تعتبره خيارا أخيرا ،ليس معناه أن الدولة المغربية ضعيفة أمام خيار الحرب الذي ما فتئت البوليساريو تتبجح به في كل المناسبات،بل على العكس من ذلك فهذه الأخيرة لا تملك ولو واحد بالمائة مما تملك الدولة المغربية ،التي لديها ترسانة عسكرية قد تكون القوة العسكرية في شمال افريقيا في المستقبل على حد قول بعض التقارير العسكرية.هذه الرسائل التي تحاول فيها البوليساريو زرع الخوف والارتباك في صفوف المغاربة هو مجرد بروباغندا إعلامية سياسية هدفها إضعاف الموقف المغربي المتشبث بمغربية الصحراء والذي يرفض أي خيار غير خيار الحكم الذاتي الذي عبر عنه صراحة في كل المحافل الدولية وفي كل المناسبات.

إن خيار العودة إلى الحرب الذي دائما ما تجعله البوليساريو الحل الوحيد ضد ما تسميه تعنتا من طرف المغرب هو خيار نعتقد أنه ليس في يد جبهة البوليساريو التي لا تخطو خطوة إلا باستشارة من أسيادها ،بل الجزائر هي الدولة الوحيدة التي ستقرر ما إذا كانت تريد أن تدخل في حرب ضد المغرب تحت غطاء جبهة البوليساريو التي لولا الجزائر التي تساعدها بالمال والسلاح من أجل أن تبقى حامية للنظام العسكري الذي لعب دورا مهما في خلق مثل هذه الأزمات للبقاء في السلطة أكثر وقت ممكن وخوفا من الديمقراطية التي ترهبهم، لكانت في خبر كان وهذا ما وقع بالفعل مع جبهة الإنقاذ التي فازت في الانتخابات

سنة 1992 بعد أن انقلب عليها النظام وقضى بحل الحزب وشن حرب ضده مبررا ذلك أن جبهة الإنقاذ تهدد الديمقراطية وأعلن الحرب ضدها ليبقى الشعب الجزائري منذ ذلك الحين يعاني ويلات العسكر البغيض الذي لا زال جاثما على صدورهم.

فخيار الحرب والإعلان عن الحرب من طرف البوليساريو ما هو إلا دعاية جزائرية تحمل حقد دفينا منذ أن تم تقسيم الصحراء بين المغرب وموريتانيا والتي على إثره لم تستسغ الجزائر لذلك الأمر وصبت جام غضبها على المغرب محاولة استفزازه بأي طريقة كانت.وسببت بذلك في مأساة سيبقى التاريخ شاهدا عليها وإن وجدت الأطراف المتنازعة حلا نهائيا يرضي الطرفين.

مجموع المشاهدات: 5806 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (10 تعليق)

1 | saleh
اشم رائحة الباروددددددددددددد...
آعطونا شيئا جديدا...ولا تكرروا نفس العبارات...جبهة البوليساريوا تعيش ايامها الاخيرة....مات اللدي يدعم البوليساريوا.....علما بان القدافي ترك الجبهة في منتصف التمانيينات اي1984...ولم تعد له علاقة بها..والمغرب كان حينها من اقوى الدول العربية...وجبهة البوليساريوا حينها كان افرادها لا يتعدى عددهم بضع مئات بحيت كانوا ياسروننا كالغنم ...ولولا فكرة الحسن الثاني بوقف اطلاق النار...لا سامح الله لكانوا الان يصولون ويجولون في جنوب المغرب..خلاصة القول ...لا خير في الحرب حتى وان كنت قويا لانها لا تجلب الا الويلات والفقر والجوع....ثم لا تغركم تقارير اسرائيل بان المغرب سيكون اكبر قوة في شمال افريقيا في المستقبل لان من يصدق دلك سوف يكون من السذج......لان ميزانية الجار الشرقي العسكرية هي ضعف ميزانية المملكة العسكرية بثلات مرات....ومآالصفقات الكبيرة التي سمعنا بها ولا زلنا نسمع عنها الا خير دليل على دلك ......واخرها تلك الصفقة الكبيرة مع المانيا والمقدرة ب14 مليار دولار..رقم خيالي...الرجاء النشر وشكرا.
مقبول مرفوض
-9
2012/08/07 - 06:36
2 | مصلح
إلى من سمى نفسه saheh
اعرف يا صالح أنه مهما كانت ميزانية الجزائر فلن تاخذ لا الجزائر ولا البولزايو حبة رمل واحدة لان القضية قضية كل المغاربة، وانه لايمكن لاي نظام في المغرب أن يفرط فيها. من جهة اخرى فالجزائر اخذت أكثر من 900 الف كيلومتر من اراضي المغرب بالصحراء الشرقية دون وجه حق فان المستقبل كفيل بان يحكم بيننا وبينهم ورغم أن الدولة لا تطالب بها الان الا انها ان شاء الله لا بد ان تعود للسيادة المغربية لانها ارض تاريخية للمغرب حكمها منذ عصر المرابطين انتهاءا بعهد الحماية الغاشم. أما الصحرواويين فهم مخيرون بين أمرين: الاول أن يقوموا بواجب المواطنة، الثاني أن يغادروا صحرائنا التارخية ان لم يعجبهم الامر لانها ارض امازيغية مغربية. فهل فهمت ذلك يا صالح فان لم تفهم فاقرأ عن الدول التي حكمت المغرب من المرابطين إلى العلويين لتكتشف بنفسك حقيقة الامر، أما الجزائر فلم تكن يوما دولة كانت عبارة عن امارة تابعة للترك فجاءت الحماية فسرقت اراضي المغرب وكونت الجزائر فعوض ان تشكر فرنسا الان على صنيعها تسبها بدون سبب وهي التي جعلت منكم دولة.
مقبول مرفوض
5
2012/08/07 - 07:24
3 | عبدالله
انكشف الغطاء
السر في كون الخلايا التي كونتها الجزائر و البوليزاريو في الداخل المغربي سقط القناع عن أغلبها ، و لم تعد مجدية لأن الله تبارك وتعالى أفشل مخططاتها التي أقل ما يمكن وصفها به أنها كانت جهنمية ، لكن الإرادة الإلهية كانت أكبر و أعظم . فالمغرب بلد الأولياء و الصالحين . لست لا طوباويا و لا مثاليا و لكن عن حقائق و معاينة فمن شاء اغتقد و من أبى فالله لا يهدي إلا من يشاء .
مقبول مرفوض
4
2012/08/07 - 10:55
4 | عبد السلام الصروي
بوليزبال
صراحة لا أعرف ماا هي القوة التي تملكها جبهة بولي زبال ـ، فالجزائر التي تعول عليها كثيرا سيأتي يوما تتخلى فيه عنها،ـ ونهايتها قريبة إنشاء الله
مقبول مرفوض
1
2012/08/08 - 12:18
5 | saharui
طنجة
اللهم جنبنا الحروب.لانها لا تجلب الا الخراب.
مقبول مرفوض
1
2012/08/08 - 01:27
6 | صحراوي واعتز
عيشوا...واتشوفوا....يا مغاربة
اطلبوا ربكم ان لا تعود الحرب من جديد لانها هذه المرة وان عادت سوف لن توقفها لا امم متحدة ولا فرنسا ولا غيرها وسوف تاتي على الاخضر واليابس ولن يوقفنا شيء حتى تتحرر كامل تراب الصحراء الغربية منكم يا غاصبين او نموت شهداء..وهو احب الينا من ان نعيش مع مستعمر لم يرحمنا طوال 40 سنة.....وان عدتم عدنا...انشروا...انشروا من فضلكم...لان الامر يعنينا ايضا.
مقبول مرفوض
-8
2012/08/08 - 01:41
7 | zirawi
ila sahib9 sir alhmar rak ma3rfch lmgharba
مقبول مرفوض
0
2012/08/08 - 02:34
8 | مع الحق
حقيقة
الهم انصر اخواننا في البورزاليو من فضلك يا ملك اعطي حق صحراى لاخواننا المقمين بالتندوف
مقبول مرفوض
0
2012/09/03 - 01:04
9 | مع الحق
حقيقة
ان شالله الصحراى الغربية
مقبول مرفوض
0
2012/09/03 - 01:04
10 | أمازيغي
الصحراء مغربية
الصحراء المغربية وستبقى إنشاء الله مغربيةـ إلا أن يلد الله الأرض ومن عليها ـ
مقبول مرفوض
0
2014/11/15 - 10:41
المجموع: 10 | عرض: 1 - 10

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة