دويتشه فيله
فنادق خالية ورحلات ملغاة ومعالم سياحية مغلقة، فيروس كورونا يشل السياحة العالمية. ومنذ الآن يتوقع القطاع السياحي خسائر بمليارات اليورو، أوروبا في مواجهة أكبر أزمة، فمنذ انتشار الفيروس في ايطاليا بقيت وجهات سياحية محبوبة خالية في الغالب من البشر. وفي البندقية وميلانو تبقى المتاحف والمسارح والمعالم السياحية مغلقة وتم إلغاء الأنشطة الكبرى. وحتى في فرنسا ظل متحف اللوفر مغلقا ليومين متتاليين، لأن العاملين توقفوا عن العمل تخوفا من عدوى محتملة.
وفي المانيا يزداد القلق بعد إلغاء معرض السياحة الدولي في برلين بسبب تبعات الحجوزات الملغاة من شرق آسيا. والمكتب الألماني للسياحة ينطلق من حقيقة أن ليالي المبيت من الصين ستتراجع بين 17 و 25 في المائة. وبما أن السياح من الصين يساهمون في العائدات بنحو 8 مليارات يورو سنويا، فإن الخسارات ستطال هنا السياحة بشكل قوي.
"سنشعر بالتأكيد بهذه الانتكاسة"، يقول ماتياس شيمر، مدير أعمال تسويق مدينة هايدلبيرغ في حديث مع دويتشه فيله. فالمدينة تُعد أحد الأهداف المحبوبة لدى السياح الصينيين في المانيا. ويقول شيمر بأنه لا توجد إلى حد الآن أرقام، لكن المؤكد هو "أننا لن نقدر على تعويض هذه الخسارة".
البلدان الآسيوية أكثر تضررا
ويبقى الوضع في آسيا أكثر تأزما منه في أوروبا، لأن 90 بالمائة من نحو 150 مليون رحلة سياحية صينية إلى الخارج تتوجه إلى بلدان آسيوية. والسياح الصينيون تحولوا هناك إلى عامل اقتصادي حاسم. وبما أن غالبية شركات الطيران أوقفت رحلاتها إلى الصين فإن الضيوف أصحاب القوة الشرائية من الجمهورية الشعبية يبقوا بعيدين وجهاتهم السياحية.
وأعلنت جزيرة بالي الاندونيسية بأنه تم إلغاء 40.000 حجز في الفنادق، واليابان معنية أكثر، إذ أن الضيوف من الصين شكلوا في عام 2018 نحو ربع مجموع 32 مليون زائر أجنبي. والكثير من الآثار يتم الآن زيارتها فقط من طرف سياح من أوروبا وأمريكا الشمالية ـ بالرغم من أن عددهم تراجع بسبب فيروس كورونا.