الرئيسية | أقلام حرة | المسؤولية و المجتمع .. سر نهضة الامم

المسؤولية و المجتمع .. سر نهضة الامم

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
المسؤولية و المجتمع .. سر نهضة الامم
 

ادراك الذات و فهم تفاصيل المجتمع و العمل على  تحفيزه و خدمته هو ما يصطلح عليه باالاحساس بالمسؤولية، فهذا المصطلح ليس بالامر الهين و السهل بقدر ما له من اهمية كبرى و حقيقية في بناء المجتمعات و النهوض باوطان على مستوى جميع القطعات .

 

و هنا يجب ان نتوقف لاننا بحاجة لنفهم ماهية هذه المسؤولية  و كيفية السبيل لها ، فعندما نتحث عن المسؤولية فهو مفهوم كبير جدا و قد نقصد به المسؤولية الاسرية او ربما الفكرية او المهنية او العلمية او ربما هي المسؤولية  المجتمعية.. الى غير ذلك من المسؤوليات ، لكن ما يربط بين كل هاته العناصر هو امتلاك هذا الاحساس  معرفة الدور الملقاة على عاتقنا في اي مجال نمارسه و ضمن المحيط الذي ننتمي له .

 

فالاب مسؤول عن بيته و ابنائه و المعلم مسؤول عن تلاميذه  و المفكر مسؤول عن افكاره و المهندس مسؤول عن بنائه و الوزير مسؤول عن قطاعاته و عامل النظافة مسؤول عن حيه و الشرطي مسؤول عن امن وطنه و الطبيب مسؤول عن صحة مرضاه و الحاكم مسؤول عن رعيته  .

 

و هاته المسؤولية لا يمكنها ان تتعز و تكون قوية الا بوجود ضمير انساني و فهم عميق للدور الذي يجب ان يمارس في سبيل بناء وطن سليم . فانعدام المسؤولية و تلاشي الضمير الانساني يجعل من الانانية و الجشع يستوطن مكانها .

 

فعندما يتحمّل المرء المسؤولية الكاملة عن حياته و ارضه  و محيطه يصبح حراً تماماً، فيتمكن من اتّخاذ القرارات الايجابية الهادفة  والقيام بالأمور التي يرغب بها أو عدم القيام بما لا يحبه  او فيها ضرر على المجتمع ، وسيتعلّم من أخطائه ويتحمّل عواقب أفعاله.

 

و عندما يكون الشخص مسؤولا ، يكون مدركاً بأن ما يحصل  هو نتيجة قراراته، وبالتالي سيصبح أكثر حذرا وحرصاً عند اتخاذه أيّ قرار، وسيكون حريصاً على أن تتوافق الأمور التي يفعلها مع الأهداف التي يطمح لتحقيقها، وسيسعى إلى تلافي العواقب والأمور السلبية التي قد تؤدي للفشل أو إلى التراجع عن النجاح والوصول للأهداف

 

المسؤولية هي قيمة من أهم القيم التي تساعد على النجاح في الحياة، وهي تعني أن يكون الإنسان مكلف بتأدية واجب معين يمكن أن يلقي على كاهله، ويكون محاسبا عليه وعن نجاحه من الطرف الآخر، هناك اهمية كبيرة على تحمل المسؤولية سواء كان على المستوى الفردي أو المستوى الجماعي، وهما أساسيان في بناء الأمم والحضارات، وفي بناء المجتمع ككل

 

مشكلتنا في هذا الوطن اننا لا نبالي و لا نهتم ونرفع شعار انا و من بعدي الطوفان ، مشكلتنا اننا جميعنا  نحب هذا الوطن لكننا لا نعمل لنثبت هذا الحب ، فرق شاسع بين الشعور و اثبات هذا الشعور ، و اثباته يكون بالتضحية و نكران الذات و الحرص على خدمة الاخر اكثر من الذات نفسها . ان نحرص على تعلم الاخر و سلامته و امنه و كرامته و حريته ، اكثر من ان نكون حريصين على ان امتلاك هذا لانفسنا ،  

 

اننا نرى ان الإنسان اذا يصيب عضو من أعضائه  و مرض فان سائر الجسد يتألم له ، ولا يقتصر الألم على العضو المريض، وقد ينتهي ذلك بالموت، فتسلب الأعضاء كلها ما فيها من حياة، فأعضاء الجسم كلها متضامنة، يتأثر سائرها بما يصيب أحدها.

 

 وقد قيل مرة  أن معدة الإنسان قالت: إني أهضم الغذاء كله، وأتعب في ذلك، ولا يصيبني منه إلا القليل، وقال القلب: إني أوزع الدم على سائر الجسد، ولا ينالني منه إلا قطرات، وقالت القدم: إني أسعى في الأرض شرقا وغربا لكسب القوت، مع أن حظي من ذلك العناء قليل، وهكذا...،  فأضربت الأعضاء عن العمل، فبعد مدة أحست المعدة بألم الجوع، وأحس القلب بالضعف، وأدرك كل عضو أن خيره في أن يعمل له ولغيره، فعادت جميعها إلى العمل..

 

 

مجموع المشاهدات: 358 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة