الرئيسية | قضايا المجتمع | بعد الخطاب الملكي الحازم...هل يتجه المغرب لفرض حظر للتجول وحجر صحي ثان لوقف زحف الجائحة؟

بعد الخطاب الملكي الحازم...هل يتجه المغرب لفرض حظر للتجول وحجر صحي ثان لوقف زحف الجائحة؟

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
بعد الخطاب الملكي الحازم...هل يتجه المغرب لفرض حظر للتجول وحجر صحي ثان لوقف زحف الجائحة؟
 

بقلم: منير الحردول

أمام تزايد حالات الإصابات المؤكدة بالفيروس المستجد، وتناسل أعداد المخاطين الذين بدأت تعج بهم الكثير من المستشفيات، والفنادق، و المراكز، والداخليات، وغيرها من المواقع المحاطة بالحراس، والمكلفة ماديا والمجهدة بدنيا، للصفوف الأمامية، التي تسهر ليل نهار على التصدى لهذه الجائحة، و التي يجهل لحد الآن المسار الذي سوف تتخذه مستقبلا، أمام غياب دواء فعال أو علاج ناجع، رغم سماعنا لأخبار مثيرة متواترة هنا وهناك، حول التوصل للقاحات واعدة، لكن غير مضمونة العواقب مستقبلا على جسم الإنسان الهش!

 

ومع تواصل اتساع رقعة الإصابات التي بدأت تتخطى المئات يوميا، والضغط المستمر على الاقتصاد وقطاعات بعينها، كالصحة والأمن والسلطات الداخلية التي تعمل جاهدة على محاصرة الوباء، في وضع اتسم برفع كلي للحجر الصحي على كافة ربوع التراب الوطني، وما صاحب ذلك بالسماح بالتنقل بين المدن والأقاليم والجهات، وعودة الحركية لأغلب الأنشطة الصناعية والتجارية والخدماتية، لكن ليس بالدينامية المعروفة و المعهودة سابقا.

 

وفي ظل الإكراهات والإرغامات المختلفة التي تواجه الدولة، وكيفية التوفيق بين وقف زحف الوباء القاتل، والسماح باستمرار دوران عجلة الاقتصاد المتعثر، لتفادي الكثير من المآسي الاجتماعية المرتبطة بالإغلاق التام، كالحاجة والفقر وقلة ذات اليد وانعدام الدخل وغيرها من أحزان الجوع والخصاص المادي والمعنوي المتعدد الاتجاهات والأبعاد.

أصبحت خيارات الدولة معقدة للغاية، في ظل مفارقة حتمية مؤلمة، وقد يصبح هذا الألم مرعبا في حالة استمر الوباء في الزحف على أغلب المناطق، فكورونا الفيروس المتجدد القاتل يزحف، والخوف من الثالوث المرتبط بالحياة اليومية والمعيشة لعموم المواطنات والمواطنين، أمسى يترنح بين خيارات التوقف الدوري، أوالاستمرارية المحفوفة بالمخاطر. هذا الثالوث يمكن تلخيصه في ضمان استمرارية الأنشطة الاقتصادية، والاجتماعية، أو العودة للحجر الصحي!

فصناع القرار كان الله في عونهم، في هذه الظروف الدقيقة للغاية.

ففي إطار المواطنة الفاعلة، ونكران الذات المفعمة بالأمل للخروج من هذا الوضع الشبيهة بالمأزق، نحن أمام خيارين أحلاهما شديد المرارة. فالخيار الأول هو التفكير في حظر التجول القسري والدوري، أما الخيار الثاني والذي حذرت منه الهيئات الطبيية ومنظمة الصحة العالمية، والذي ينطوي على المغامرة، والدخول للمجهول أمام العجز، من خلال نهج سياسة مناعة القطيع المرعبة!

 

ولعل تفكير الدولة في هذين الحلين، أو اللجوء إلى حلول أخرى، هو من الصعوبة بمكان، فلو تم اللجوء لحظر منظم والصارم، يتم تطبيقه بصفة دورية، لمدة محددة في المناطق الموبوءة لمدة 15 يوما قابلة للتجديد، لكن بعد تنظيم محكم، وتزويد جميع الأسر والأفراد بالحاجيات الغذائية والطبية الضرورية، للمكوث في منازلهم في فترة الحجر الحظري القسري، مع ضرورة إعفاء الأسر والمناطق المستهدفة منه من واجب آداء فاتورتي الماء والكهرباء في هذه الفترة، شريطة التوعية القبلية لهذه الإجراءات بواسطة الآلة الإعلامية الرسمية للاستعداد لتقبل هذا النوع من الإقامة الجبرية، كحل موضوعي قادر حلى محاصرة الفيروس، وضبط المصابين، وسهولة الوصول إليهم، في فترة الحظر الشامل، هذا الحظر رغم صعوبته لكن من المحتمل أن يساهم في لجم بعض مظاهر الاستهتار بالاجراءات الاحترازية العديدة، في المقابل يسمح بعودة الأنشطة الاقتصادية والخدماتية المتنوعة للحياة ،مادامت مدة هذا الحظر قصيرة، على أن يطبق هذا النوع من الحظر المتشدد فقط على المناطق التي تعرف إصابات كبيرة، وحتى إن تم تعميمه على كامل المناطق مدة محددة في9 أيام أو 15يوم، وهي المدة التي تجمع بين حضانة الفيروس وظهور أعراضه النهائية.

 

ولعل تجربة حظر التجول، في المناطق الأكثر من حيث تفشي الفيروس، ستكون مناسبة وغير مكلفة كثيرا، لكن وبدون شك له تبعات متعبة جدا، للأجهزة الأمنية والعسكرية والطبية، ويحتاج لتصميم، وتخطيط، وتدقيق، وانتشار، لضبط هذا الاستهتار، وفي حالة تكللت هذه الاستراتيجية بالنجاح، ستكون سابقة للبلاد، ومفخرة للعباد والوطن، في محيط لا زال شديد الهيجان.

أما! وفي حالة اختلطت الأوراق، وبدأ الفيروس في الزحف على العالم بما فيه بلدنا، فسياسة مناعة القطيع، ستكون خطرة جدا، وغير دقيقة رغم توقعات الخبراء، واسقاطاتهم الاحصائية من حيث نسبة الإماتة والفتك، وقدرة الشعب على اكتساب مناعة محتملة، ضد فيروس يجهل عنه الكثير.

فوضعية النظام الصحي تسائل مدى قدرة استيعاب الكم الهائل من الضخايا، خصوصا من ذوي الأمراض المزمنة، وضعفاء اللجهاز المناعاتي، و القدرة على مدى تحمل الرعب والخوف من الأعداد المتزايدة للضحيا من جميع الأعمار!

لذا، فخير ما يمكن فعله في هذه الفترات العصيبة، والتي لا زالت فيها سفينة البلاد تلتطم بأمواج عاتية، هو ما حث عليه صاحب الجلالة في خطابه ليوم أمس، أي الالتزام بالتدابير الاحترازية، وتفادي الأماكن المزدحمة، والتخلي عن فكرة الجولان والاستجمام بدون مبالاة، ونكران الذات من خلال احترام التباعد الاجتماعي، وتجنب الزيارات العائلية المبالغ فيها.

 

مجموع المشاهدات: 12150 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (10 تعليق)

1 | محمد
انا لا أفهم لماذا المدرعات والدبابات العسكرية في الشوارع؟! هل يريدون الحرب مع الشعب او تخويفهم كما العادة؟
مقبول مرفوض
0
2020/08/21 - 10:52
2 | متتبع
مصلحة عامة
العالم كله مصاب بدون أعراض. لافاءدة من تضخيم الأشياء المغرب كباقي دول العالم يعرف تفش للوباء. يجب توعية الناس على التعايش مع الوباء وذالك بالأخذ باسباب الوقاية والسلامة الصحية. بالمقابل يجب اخذ الدرس بأن الاعتماد على الاطقم الطبية المدنية مضيعة للوقت والمال والاستمر في الدوران حول حلقة مفرغة من الاضرابات والتسيب والهروب من العمل للاشتغال في المصحات والعيادات الخاصة. الحل هو تعميم المستشفيات العسكريه باطقم عسكرية منضبطة تعمل تحت الضغط وفي كل الظروف الصعبة بجد وبدون انتظار بريم او غيره
مقبول مرفوض
0
2020/08/21 - 11:10
3 | الصنهاجي
اصلهم كاموني
يوجد بعض المغاربة اصلهم كاموني، كثيري الاستهتار
مقبول مرفوض
0
2020/08/21 - 11:44
4 | مغربي روفولي،
بركات العيد الكبير أخنوش
حين بح صوت العاقلين بضرورة الغاء عيد الاضحى باعتياره خطر. قنبلة موقوتة ستكون حصيلتها كارثية في تفشي الوباء وفرصة للجائحة ان تحرق الاخضر واليابس في ظل هذه الجائحة .. استنكر المسؤولون وخصوصا الوزير الوصي على القطاع وأكد بالحرف انه سيتم الشروع في ترقيم الماشية المخصصة لغيد الاضحى . الإجراء الذي بذر على خزينة الدولة ملايين الدراهم . اذن التفكير و التركيز كان لملئ الصناديق وعدم تفويت هذه الفرصة .حاى ولو كانت على حساب صحة واستقرار المغاربة. اطن لما الجزع والدهشة فالتوقعات كانت تشير إلى هذه الحصيلة في ظل تعنت وشجع و عدم كفاءة ىالمسؤولين. بجب المحاسبة أولا من أوصلنا إلى هذه الوضعية الكارتية . بقرارات غير حكيمة . و انفرادية . اما بخصوص العودة الى الحجر الصحي الكامل .فالجواب في نفس الخطاب . لا يمكن للدولة ان تدعم الى مالا نهاية . .... مستحيل مستحيل مستحيل
مقبول مرفوض
0
2020/08/21 - 11:58
5 | العطار
نتيجة حتمية و متوقعة
هل يمكن توعية شعب في بضعة ايام خاصة وان هذا الشعب ضحية سياسة نعرفها لعقود ؟الجواب اكيد لا يقول المثل: هل يصلح العطار ما افسده الدهر؟
مقبول مرفوض
0
2020/08/21 - 12:07
6 |
الفرامل
واش عمرك ستي سي سيارة بلا فرامل هذا هو حال كورونا الى مادرناش الفرامل لتحركاتنا وكبحنا الاستهتار بداخلها وطبقنا الاجراءات بحدافرها ل راه كورونا غاد تسحق وتدهش كل واحد لي لقاتو في طريقها. الدولة مع عندها مدير المستشفيات عمرت والاطباء عياو واللقاح مزال بعيد وكورونا لنا بالمرصاد والله يحفظ السلام
مقبول مرفوض
0
2020/08/21 - 12:16
7 | رضى
الدولة مسؤولة ايضا
لا يمكن ان نلوم المواطن وحده الدولة تتحمل النصيب الاكبر من السؤولية وذلك بسبب القرارات الارتجالية والغير المحسوبة العواقب.
مقبول مرفوض
0
2020/08/21 - 12:42
8 |
اجلسوا في بيوتكم. ..هذه فرصة لحفظ القرآن وصحيح البخاري ومسلم. ..وموطأ الإمام مالك. ... كفاكم من ضياع الوقت في الشوارع. ..كذلك الجلوس مع الأولاد والوالدين. ....
مقبول مرفوض
0
2020/08/21 - 01:20
9 | مواطن
متتبع
هل مصر احسن حالامن المغرب؟؟ رغم ارتفاع عدد الاصابات الحياة الاقتصادية تستمر بدون مشاكل. المشكل عندنا هو ضعف وأحيانا غياب العناية الصحية بالمصابين في المستشفيات الشي الذي رفع من نسبة الوفيات
مقبول مرفوض
0
2020/08/21 - 01:22
10 | Moh
هناك اتفاقية تعاون بين المغرب والصين اظنها ستفيد كثيرا...ومهما كانت تكلفة الاستعانة بالصين فلن تكون اكثر من تكلفة التخبط بامكانيات تقنية وعلمية ومالية جد جد محدودة...وقد تؤدي بالبلاد الى الافلاس والتدمير...لبنان اليوم قررت حجر عام ..ولكن لبنان مشاكلها اكبر بكثير من مشاكلنا ...وهي تلعب اي ورقة تجنبها ولو المزيد من اقل الاضرار(الضرر الكبير هو الطائفية والاستقرار السياسي الهش)نحن افضل حالا ويمكننا ان نقترض...ولكن من جهة تقرضنا المال والتجربة ولا توجد دولة نجحت في تدبير ازمة كوفيد باقل الخسائر من دولة الصين ولعل الجهات العليا في البلاد فاطنة لذالك وتوجت مبكرا لابرام اتفاقية اللقاح المأمول
مقبول مرفوض
0
2020/08/21 - 03:20
المجموع: 10 | عرض: 1 - 10

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة