الرئيسية | أقلام حرة | حيازة السلاح الأبيض بالمغرب.. حرية تقتل

حيازة السلاح الأبيض بالمغرب.. حرية تقتل

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
حيازة السلاح الأبيض بالمغرب.. حرية تقتل
 

آفة السرقات والتهديدات والاعتداءات بالسلاح الأبيض، ليست وليدة الساعة، بل هي متعارف عليها من قبل الشارع المغربي ب"الكريساج"، ولكن ما جعلها تطفو إلى السطح هو انشار فيديوهات توثق بالصوت والصورة، ظاهرة السرقة والأذى التي يتعرض لها مواطنون عزل أمام الملأ.

إلى حدود الآن لا تزال جرائم "الكريساج" تمثل كابوسا يوميا مخيفا بالنسبة إلى ملايين المغاربة، الذين يتعين عليهم أن يمارسوا رقابة مسبقة على توقيت وخارطة تنقلاتهم، حتى لا يصبحوا بدورهم ضحايا لآلاف المنحرفين والمجرمين، الذين يتلذذون برسم "توقيعاتهم" الدامية على وجوه الأبرياء أو قتلهم في بعض الأحيان بدم بارد في حال إبدائهم نوعا من المقاومة.

الاعتداء البشع الذي تعرض له شرطي، يعمل بولاية أمن فاس زوال أمس السبت الأخير، على يد أشخاص مجهولين وذلك خلال تدخله لإنقاذ مواطن من "الكريساج"، أعاد جريمة القرب إلى الواجهة، وكشف مدى تأثير مثل هذه الجرائم على إحساس المغاربة بالأمان.

إعادة تمثيل مثل هكذا الجرائم، بغض النظر عن هذا الإجراء في حد ذاته، عوض أن تبث للرأي العام رسالة طمأنة ذات مفعول مؤقت، كرست الانطباع السائد لدى المغاربة بأن "الحاضي الله" بعد أن تحولت السرقات تحت التهديد إلى وباء معد يمكن أن يقع في كل مكان وفي أي وقت، بل صارت وسيلة مفضلة لدى شريحة مهمة لإثبات الذات، وتصفية الحساب مع المجتمع، بوحشية وعدوانية، صرنا نتقاسمها جميعا بجرعات مختلفة.

 

في بلد يعاقب فيه سارق "صندلة ميكة" بسنة نافذة، ومغتصبو الأطفال بوقف التنفيذ، صار مطلوبا اليوم وبإلحاح، تشديد العقوبات على حمل الأسلحة البيضاء. كما صار لزاما تجسيد دور الردع والزجر، الذي تمثله العقوبات من خلال جعل السجون محطة للتكفير عن الجرائم المرتكبة، وفرصة لاكتساب القدرة على الاندماج، بعد التخلص من جينات البلطجة، والعربدة، وسفك الدماء، وترويع الناس، لا فترة عطلة للراحة، والاستشفاء، والأكل ب"التريتورات"، على حساب المغاربة، قبل العودة من جديد للبحث عن ضحايا آخرين، في دوامة ربما لا يراد لها أن تنتهي.. 

 
مجموع المشاهدات: 24254 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة