الرئيسية | اقتصاد | قصة المغرب الحقيقية و أين تكمن أهميته بالنسبة لأمريكا!

قصة المغرب الحقيقية و أين تكمن أهميته بالنسبة لأمريكا!

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
قصة المغرب الحقيقية و أين تكمن أهميته بالنسبة لأمريكا! قصة المغرب الحقيقية و أين تكمن أهميته بالنسبة لأمريكا!
 

أفشين مولوي *

 

أفشين مولوي

خلال زيارة الملك محمد السادس إلى العاصمة الأميركية واشنطن، تركزت الكثير من تكهنات وسائل الاعلام والتحليلات والمناقشات حول الاستقرار النسبي في المغرب بمواجهة الانتفاضات العربية، والدور المحتمل للعاهل المغربي كوسيط في التحديات الرئيسية في الشرق الأوسط التي تواجه الولايات المتحدة الأميركية.
بالنسبة إلى واشنطن، المغرب هي الدولة العربية المستقرة والمعتدلة نسبياً مع احتمال أن تكون نموذجاً إقليمياً للإصلاح وقوّة من أجل الاستقرار. لكن هذا التحليل فشل في التقاط العنصر الأكثر ديناميكية وإثارة للاهتمام لمستقبل المغرب، وهو دورها المحتمل باعتبارها المركز التجاري لأفريقيا وموطناً لبعض من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم.
 
سعى مسؤولون مغاربة وأعضاء الوفد التجاري الذي رافق الملك في زيارته إلى واشنطن لتغيير سير المحادثة من سياق الاضطرابات في الشرق الأوسط إلى مستقبل أفريقيا الواعد.
 
نحن أفارقة
 
في العديد من المناقشات التي أجراها الكاتب مع أعضاء الوفد المغربي، لاحظ تكراراً في فكرة واحدة مفادها: "نحن أفارقة ويجب أن نلعب دوراً في مستقبل أفريقيا". هذه العبارة تردد صدى مقولة الملك الراحل الحسن الثاني الذي قال ذات مرة: "فروعنا تميل الى أوروبا، لكن جذورنا في أفريقيا".
 
على مدى العقد الماضي، كانت أفريقيا تشكل ستة من الاقتصادات العشرة الأوائل الأسرع نمواً، فالطبقة المتوسطة المتنامية في القارة تمثل فرصة كبيرة للشركات العاملة في تجارة التجزئة، والاتصالات السلكية واللاسلكية، الخدمات المصرفية، البنية التحتية والتأمين ومجموعة كاملة من القطاعات الأخرى.
 
هذا الواقع أثار اهتمام وانتباه كبار المستثمرين حول العالم. مجموعة كارلايل، واحدة من أبرز شركات الأسهم الخاصة في العالم أطلقت صندوق أفريقيا، في حين أن البنوك الاستثمارية العالمية حشدت مكاتبها في أفريقيا، كما أن شركات المستهلك من شنغهاي إلى شيكاغو تستهدف الطبقة الوسطى في أفريقيا وشركات المحاماة العالمية تضخ المزيد من الموارد إلى أفريقيا أكثر من أي وقت مضى.
 
وضع جيد
 
المغرب في وضع جيد يؤهلها للعب دور المحور والمدخل إلى الاقتصادات الافريقية النامية. وبالنسبة للشركات المغربية أفريقيا ليست "اكتشافاً"، فهذه الدولة هي ثاني أكبر مستثمر في القارة الأفريقية بعد جنوب أفريقيا.
 
العديد من الشركات المغربية تستثمر بكثافة في أفريقيا على مدى العقد الماضي. الخطوط الجوية الملكية المغربية تسيّر رحلات الى 36 وجهة في أفريقيا من مركز عملياتها في الدار البيضاء – مما يجعلها واحدة من أوسع الشبكات مقارنة بأي شركة طيران أخرى.
 
(التجاري وفا بنك) يدير واحدة من الشبكات المصرفية الأكثر شمولاً في أفريقيا، كما أن اتصالات المغرب تدير شبكة واسعة وقوية تغطي أفريقيا.
 
"المغرب هو أول بلد أفريقي"، قال إبراهيمي، رئيس مدينة الدار البيضاء المالية الجديد، مضيفاً: "نحن في وضع جيد يؤهلنا لنصبح مركزاً مالياً لأفريقيا. لدينا أصول مصرفية قوية - الثانية في أفريقيا – وقد استثمرت بكثافة في جنوب الصحراء الكبرى".
 
يقود إبراهيمي مبادرة حكومية لجذب الشركات العالمية لاقامة قاعدة عملياتها الأفريقية في الدار البيضاء من خلال سلسلة من الاستثمارات والحوافز القانونية والضريبية.
 
ونجحت هذه الخطة بالفعل في اجتذاب 30 شركة، بما في ذلك شركة بيكر العالمية للقانون، وشركة ماكينزي وبنك بي إن بي باريبا الفرنسي.
 
خيار بي إن بي باريبا هو الاكثر اثارة للاهتمام، نظراً لدور فرنسا نفسها كمركز لأفريقيا، لا سيما غرب افريقيا الناطق بالفرنسية.
 
باريس تسوق نفسها
 
لسنوات عديدة، تسوّق باريس نفسها للعالم كمركز لغرب أفريقيا، في حين تسعى مدن أخرى للعب دور المحور الأفريقي، من بينها نيروبي وجوهانسبرغ ودبي. ويشار الى أن طيران الإمارات يسير رحلات إلى اثنين وعشرين وجهة في أفريقيا.
 
مصطفى شراب، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة OCP المصدرة للفوسفات، وهي أكبر مصدر في العالم، قال إن شركته بدأت تستثمر بشكل أكبر في أفريقيا. وأضاف: "في الماضي، كان الانتاج الفائض فقط يذهب إلى أفريقيا، أما الآن فنحن نكرس إنتاجنا إلى السوق الأفريقية".
 
يشار إلى أن شركة OCP قد تكون الأكثر أهمية في المغرب، فهي تشكل 24٪ من مجموع صادرات البلاد، كما أن منتجاتها أساسية لمجال الزراعة في العالم، وبالتالي في تحقيق الأمن الغذائي العالمي.
 
وفقاً لشراب، فإن "80٪ من الأراضي الصالحة للزراعة في أفريقيا لا تزال غير مستخدمة"، مشيراً إلى أن أفريقيا كانت واحدة من أسرع المناطق نمواً في الشركة التي أرسلت منتجاتها لسنوات عديدة، الى الشرق والغرب، انما نادراً الى الجنوب.
 
وشدد شراب على أن الشركات الغربية ستحتاج إلى فهم السوق الأفريقية من الأرض، وليس من المؤتمرات في باريس أو لندن. واضاف "على سبيل المثال، لقد توصلنا الى تركيبة نوع جديد من الأسمدة التي تتكيف مع التربة الأفريقية".
 
شراب، وهو مدير تنفيذي سابق في (وورد بنك) يضحك عندما يرى مصطلح "الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" (MENA) المستخدم من قبل معظم المؤسسات الدولية. ويقول: "ما معنى هذا المصطلح؟ انه غير صحيح".
 
وتحدث شراب مؤخراً في جامعة هارفارد مذكراً جمهوره بأن 10 من الدول العربية الـ 22 موجودة في أفريقيا.
 
النفط والغاز
 
إبراهيمي وشراب أشارا أيضاً إلى أن توسيع الميناء والبنية التحتية للمطارات في المغرب يجعلها أكثر استعداداً وتجهيزاً للعب دور بوابة أفريقيا. لكنّ هناك عنصراً آخر يمكن أن يعزز موقف المغرب في هذا الإطار وهو النفط والغاز.
 
في الآونة الأخيرة، تشهد المغرب ذروة في مجال النفط والغاز، فهناك 10 منصات تنقيب عن النفط والغاز قبالة مياه المحيط الأطلسي للمغرب، وهذا أمر غير مسبوق. منذ عام 1990، كانت هناك 9 منصات فقط في البلاد، أما الآن فقد اجتذبت التكنولوجيات الجديدة والحفر في المياه العميقة عدداً كبيراً من شركات النفط والغاز العالمية.
 
هذه الاكتشافات الجديدة سوف تعزز استقرار الاقتصاد الكلي في المغرب وترسخ مكانتها كمركز تجاري واقتصادي لأفريقيا.

 

الكاتب أفشين مولوي هو باحث في جامعة جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة في واشنطن.

مجموع المشاهدات: 5711 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (3 تعليق)

1 | المهدي رقم 12
فروعنا تميل الى اوربا لكن جذورنا في افريقيا
تحية السلم والمسالمة وسلام تام بوجود مولانا الامام حامي حمى الملة والوطن والدين وامير المؤمنين ورئيس لجنة القدس الشريف جلالة الملك المعظم محمد السادس اعزه الله وبعد لم اكن مديرا لبنك او تاجرا اعد المال واحصيه ولست الا عبدا وكما عرفتم ،وحينما قرات الموضوع فانه تبين لي انه ذا اهمية بالغة التي تتقارن مع صلب الموضوع للاطروحة العلمية ولاستهل درسها ب"النظرية العلمية الاسلامية قولا وحكمة وصوابا من لدن مولانا الامام الراحل جلالة الملك المعظم الحسن الثاني رحمه الله قوله ذات مرة "فروعنا تميل الى اوروبا لكن جذورنا في افريقيا "فان تقبلتم بيان ما اتسق بهذا البيان الذي يمكن الاخذ به فان محدثة القرآن تبلوره وتمحصه لتجعله مجهرا للتنقيح في مجاله بين يدي الرئيس الامريكي ابوباما الحسين وتكون ايضاحاته البينة عبر الكمبيوتر وثم اصلاح حسن المعاش وانتشار الرخاء والامن والطمانينة لكون ان الاسلام مبني على الاعتدال والوسطية وقد قال الله "ومن كان غنيا فاليستعفف "صدق الله العظيم والنصر لمولانا الامام اعزه الله
مقبول مرفوض
1
2013/12/01 - 05:15
2 | عبد الله
المغرب هو قلب 4 قارات
للمغرب موقع استراتيجي مهم للغاية فهو نقطة وصل بين افريقيا واروبا وهو قبالة قارة امريكا من الغرب ومدخل شمال افريقا وقارة اسيا من الشرق عنده شريط ساحلي علي البحر البيض المتوسط وشريط ساحلي علي المحيط الاطلسي والمغرب فيه استقرار وامن وشعب مسالم يتكلم باللغة الفرنسية والانجليزية والعربية والاسبانية ويد عاملة نشيطة ومحترفة وادمغة في جميع المجالات محتاجة فقط للتوجيه والارشاد ونظام ملكي محسودين عليه بقيادة الملك محمد 6 نصره الله تاكدوا جيدا عاجلا ام اجلا سينظم المغرب للاتحاد الاروبي بطلب من هدا الاخير وسيصبح المغرب عضوا نشيطا في هدا الاتحاد فقط يجب علي المغرب ان يسيج الحدود مع الجزائر ومع موريتانيا ويحفر خنادق علي طول هده الحدود هل فهمتم الان لمادا يشكل المغرب عقدة عند حكام الجزائر ولهدا السبب حكام الجزائر يريدن قطع جدور المغرب الافريقية لكن لن يفلحوا
مقبول مرفوض
1
2013/12/01 - 05:18
3 | simo
golf
alah itwal lina fi 3mar maliknaaaaa
مقبول مرفوض
2
2013/12/01 - 09:21
المجموع: 3 | عرض: 1 - 3

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة