عبد الحميد الحرشي
يقولون بالمثل الدارجي: " تعيش نهار تسمع خبار"، كنت اليوم كعادتي أتصفح الموقع الاجتماعي الفايسبوك فوجدت الناس يتكلمون عن وزارة الأوقاف أنها تريد إيقاف آذان صلاة الفجر، فقلت في نفسي إنها إشاعة فقط، ولكن عندما رأيت ورقة مصورة ومصدرها من وزارة الأوقاف تعجبت كثيرا لذلك، فقلت في نفسي: ما بال هذه الوزارة التي تطبق نصف إسمها؟ فمنذ أيام شاهدناها وهي توقف الأئمة والخطباء الممتازين، وأنها تغلق دور القرآن، واليوم نسمع أنها ترسل إلى المؤذنين لكي يقوموا بتخفيض المكبرات إلى الحد الأدنى أثناء أذان الفجر.
شيء عجيب وغريب صراحة تقوم به هذه الوزارة، هل هي حقا وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أم وزارة الأوقاف والشؤون العلمانية؟.
هل هذه الوزارة تعرف مهامها حقا؟ أليس من من مهام هذه الوزارة أن تشجع على فتح دور القرآن؟ أليس من مهام هذه الوزارة أن تكون الأئئمة والخطباء تكوينا صحيحا؟ أليس من مهام هذه الوزارة الاعتناء بأهل القرآن وتقوم بتكريمهم؟ أليس من مهام هذه الوزارة أن تقوم بتوعية الناس بدينهم؟ أليس من مهام هذه الوزارة تشجيع الناس وتحبيبهم للدين؟ أليس من مهام الوزارة جعل من المسجد مكانا للتربية؟ أليس من مهام الوزارة ترك المسجد دائما مفتوحا للتعلم في الدين؟ أليس من مهام الوزارة... إلخ.
قد يتعارض معي بعض الناس ويقولون لي: لا هي فقط قالت بتخفيض الآذان وليس إيقافه، وأجيبهم بأنه يجب عليكم تشخيص الأمور وقراءة الرسالة بتمعن وستعرفون مبتغاها. فعندما تقرأ عبارة " تخفيض المكبر إلى الحد الأدنى..." تعلم أنه يريدون توقيف الآذان وذلك بالتدريج، أي أن يخفضوا المكبرات الصوتية إلى الحد الأدنى لكي لا يسمع أحدا الآذان إلا من يوجد داخل المسجد، وهذا يعني أن الناس لن يسمعوا الآذان وبالتالي لن يأتي الناس إلى المساجد. ومن هنا نستنتج أن الوزارة تساعد الناس على الابتعاد عن المساجد، والغريب في الأمر أن هذه الوزارة لا تشتكي من الملاهي والسهرات وتقوم بغلقها من باب النهي عن المنكر، بل أنها تنهى عن المعروف وتأمر بالمنكر، وأفعالها دليل قولي، أليس غلق دور القرآن نهي عن المعروف؟ أليس التخفيض من مكبر الصوت في آذان الفجر هو أمر بالمنكر؟ وصدق من قال: "إن كنت في المغرب فلا تستغرب".
