الجماهير التونسية تشعل الأجواء قبل مواجهة أوغندا في كأس إفريقيا بالملعب الأولمبي بالرباط

تزامنًا مع احتضان المغرب لمنافسات "الكان".. مناطق تطالب بحقها في النقل التلفزيوني

فأل خير.. مغاربة دالاس بأمريكا يحتفلون بفوز الأسود داخل مطعم الياسمين على إيقاع الدقة المراكشية

الجماهير المغربية والجزائرية تتجمع في ملعب طنجة الكبير لمساندة المنتخب السنغالي أمام بوتسوانا

الجماهير السنغالية تتوافد على ملعب طنجة وتطلب من الجماهير المغربية الدعم أمام بوتسوانا

حافلات نقل الصحافيين لتغطية مقابلة تانزانيا ونيجيريا بملعب فاس

عيوب الديمقراطية !

عيوب الديمقراطية !

مصطفى الديماني

 

يكثر دائما الحديث عن ” الديمقراطية ” سواء على الصعيد العالمي بشكل واسع أو على الصعيد العربي الإسلامي بصورة أضيق. هذا النقاش الطويل الأمد حول موضوع الديمقراطية بإعتبارها صورة للنظام السياسي الامثل و الأفضل ، يبقى نقاش دون أهمية أكاديمية و موضوعية إذا لم يتم إستحضار العديد من الأسس و الشروط العلمية و الواقعية التي من دونها يصعب تحقيق الديمقراطية في مجتمع سياسي ما .

لقد دأب المفكرين و الفلاسفة منذ قرون نحو البحث عن صيغة أفضل و نموذج أمثل للحكم، تلك الصيغة التي تحل المعادلة ذات الطرفين: الحاكم من جهة و المحكوم من جهة أخرى.  و نحن لن نخوض في التعاريف المتعددة لمفهوم ” الديمقراطية ” التي وضعها أولئك الباحثين بمختلف مشاربهم و تصوراتهم الفكرية و مذاهبهم ، و إنما يروم الموضوع إلى إلاجابة على السؤال التالي : هل الديمقراطية شيء مقدس ؟

تعددت أنماط و أشكال نظام الحكم في الدولة حسب المجتمع و تطورت عبر التاريخ  ، فقد كانت السلطة في حقب تاريخية معينة ذات مرجعية دينية ، فالحاكم يستمد السلطة من الله  و لا يمكن معارضته و هو ما عبرت عنه نظرية الحق الالهي ، في حين كان البعض – الحكام – يستمد شرعيته بناءا على شخصيته و كاريزميته و على تقاليد و أعراف المجتمع ، إلا أن أبرز الأسس التي لقيت صدى عند المفكرين و حتى الشعوب هو الأسلوب العقلاني و القانوني عن طريق الإنتخاب المحكوم بمبدأ الديمقراطية .

تتميز الديمقراطية بأنها تعبير عن إرادة الأفراد في مختلف المجالات ، فوصول شخص معين وتسلمه مقاليد الحكم يظل رهين بالإجابة عن حاجيات الأفراد و مطالبهم ، فقراراته لا يجب أن تكون إنفرادية و شخصية . و من هذا المستوى من التحليل يلاحظ أنه في داخل نفس المجتمع هناك عدة إرادات و ثقافات و هيئات مختلفة فيما بينها من حيث المصالح ، و عندها وجب مراعاة هذه التناقضات المجتمعية عند إتخاذ القرارات ، وهذا هو الإشكال الأول للديمقراطية أي صعوبة تحقيق التوازن بين مختلف التصورات و المصالح المجتمعية.

كذلك و بغض النظر عن شكل النظام السياسي و الإيديولوجية التي يرتكز عليها ، فإن الديمقراطية تواجه مأزقا دائما هو إستحالة  إتخاذ القرارات داخل الهياكل التنظيمية بإجماع الآراء ، لذلك يتبلور القرار في النهاية في أغلبية تساند هذا القرار و أقلية تعارضه ، أي أن الاغلبية تمارس كبتا لرأي الأقلية بصورة أو بأخرى و هذا هو التناقض الثاني للديمقراطية.

و إذا ما إعتبرنا القرارات المتخذة من طرف الحاكم أو ممثل الشعب بكونها ديمقراطية و معبرة عن إرادة الأفراد ، فالديمقراطية من هذا المنطلق تقع في أزمة أخرى و هي أن أغلبية الأفراد ليست بالضرورة قادرة على إتخاذ قرارات سليمة و جيدة ، فمثلا قد يطالب الرأي العام الوطني بإتباع سياسة خارجية معينة تجاه قضية محددة أو دولة معينة لكن قد يكون القرار هنا خطأ جسيما و فادحا و هذا هو التناقض الثالث.

و في سياق أخر ، فالديمقراطية تواجه كذلك مشكلة أخرى ، تتعلق بعملية إنتخاب و إختيار ممثلي الأمة ، و نفترض هنا أن الإقتراع مر في أجواء تطبعها النزاهة و الشفافية و المصداقية ، فقد يكون من أصبح يمثل الأفراد ليست له القدرة على تسير شئون الدولة و ليست له الكفاءة و الخبرة اللازمة  لذلك  ، أي أن الشرعية  لوحدها غير كافية و هذا هو التناقض الرابع.

أما إذا ربطنا الديمقراطية بممارسة الحريات ، فإننا سنكون أمام مشكلة أخرى تتعلق بالتوازن بين الحريات الفردية و الحريات الجماعية ، فمن المعلوم أن الحرية الفردية داخل المجتمع الواحد تنتهي عند ما تهدد مصالح الأخر أي أنها حرية نسيبة و غير مطلقة ، و هنا إشكال أخر للديمقراطية فممارسة الحرية عن طريقها تظل ناقصة و مقيدة  و هذا هو التناقض الخامس.

 

و مما سبق ، فتحقيق الديمقراطية بمفهومها الإيجابي يجب أن يكون مرتبطا بعدة عوامل و شروط أساسية ، أولها أن يكون من يمثل الأمة و الأفراد من ذوي كفاءة علمية و خبرة ، علاوة على شرط أخر يتمثل في وعي المجتمع و نضجه السياسي حتى يتم القضاء على منطق الولاءات الضيقة ، إضافة إلى الأخذ بآراء و تصورات المعارضة و أخذها بعين الإعتبار أثناء عملية إتخاذ القرارات.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة