الركراكي يؤكد: أمرابط عنصر أساسي ونحتاجه في قادم المباريات

الركراكي: المغربي ممكن يتقلق عليك فالصباح، ولكن فالليل يوقف معاك ويعرض عليك

رغم الفوز أمام زامبيا.. لاعبو المنتخب المغربي يرفضون تقديم التصريحات للمنابر الإعلامية

بنصغير يتحدث عن لحظة عناق اللاعبين للركراكي بعد تسجيل الهدف الثاني

الركراكي: الجمهور هو لي ربحنا اليوم ..ودبا بطولة جديدة غتبدا فحال كأس العرش

أول ظهور لحكيمي في كأس إفريقيا بعد العودة من الإصابة

عيد الفطر في لندن

عيد الفطر في لندن

يوسف غرادي

 

كان ذلك اليوم مضببا و رمادي اللون كعادته ،استيقظت مبكراً هذا الصباح لكوني كنت على موعد بالغ الأهمية مع رجل أجنبي ، جرت العادة أن استيقظ في الصباح الباكر عندما كنت في المغرب من اجل الذهاب رفقة أبي إلى المصلى لكن العيد في مدينة الضباب له نكهة خاصة ، فإنه ديمقراطي حتى النخاع و لا يفرق بين احد إلا بالعمل و المثابرة.

هرولت مسرعا نحو المحطة لكي الحق بالقطار لأن قاموس هذا الرجل الأجنبي كان خال من شيء اسمه عيد الفطر أو عيد الأضحى أو أي شيء له علاقة بنا ،نحن المسلمين ، بينما نحن عارفون أعيادهم أكثر منهم بل ذهبنا لحد الاحتفال معهم بأعيادهم و كذلك تذكيرهم بها إن نسوها ..كان هذا اليوم يصادف أول عيد اقضيه بعيدا عن أحضان الوطن شاءت الأقدار أن يكون جميع أصدقائي الذين أتقاسم معهم الشقة ذلك اليوم في العمل ، فلم أجد أحدا من أهل الدار ، وجدت فقط رسالة نصية قصيرة من احد أصدقائي يقول لي فيها " إنه يوم العيد ، فعيد مبارك سعيد' ، رغم انني لست سعيد ". كان هذا اليوم يصادف أول عيد اقضيه بعيدا عن أحضان الوطن.

و أنا في طريقي إلى ملاقاة الشخص الأجنبي ، كنت أبحث بشغف في شوارع اوكسفورد عن رائحة العيد ،عن حُنُوّ أمي ، عن " تدويرة " ابي ،عن دعابة إخواني ، عن نكت أصدقائي ، عن فتيات الحي اللاتي يكن في هذا اليوم كالثريات ، عن شخص أعرفه و ارتمي في أحضانه و اقول له " عيد مبارك سعيد و كل عام وأنت بألف خير " رغم آن الأحضان بين الرجال ممنوعة في بلاد المهجر. فلم ترمق عيناي سوى صديقاً لي كنت التقيته في وقت سابق ، كان مدثرا بلحاف أسود و بيده اليمنى سيجارة يقاوم دموعه بها و في يده ليسرى كوبا من القهوة السوداء المقطرة بقطرات الغربة و أنين درويشيات الوطن و التي كلما قرأتَها ، إلا و خرجتَ بدرس عن ما هو الوطن.

التقيت بالرجل الأجنبي ، تَجاذَبْنا أَطْرافَ الحديث ، ثمِ ذهبت بعدها الى حال سبيلي ، و بعد المشي لمسافة جد طويلة أدركت أنني وصلت إلى " هايد بارك " و إلى يومنا هذا لا أعرف أي طريق سلكته و لا كيف وصلت إلى هذا المكان الفسيح البديع ﻷن جوارحي كلها كانت في حضرة الوطن .

خالجني شعور بالوحدة عندما جلست فوق كرسي المفضل في حديقة " هايد بارك " ، فتحت محفظتي التي لا تفارقني حتى و انا نائم خوفاً من سرقة مباغتة او حضور صاحب البيت فجأة ﻷنه لم يكن على علم بوجودي رغم أنني كنت أدفع فاتورة الكراء بشكل منتظم كل شهر و لكن نظرا لغلاء الكراء اضطرت لاقتسام الشقة مع عدة أصدقاء و عدم ابلاغ صاحب المحل بالعدد الهائل من المغاربة الذين كانوا يزينون المكان .

فتشت في حقيبتي مرة أخرى املاً بأن اعثر على شيء أسد به الظمأ ،فوجدت عصيري المفضل، فبدأت ارتشفه رويداً رويداً.

و أنا لوحدي أتأمل هذا المكان المَهِيع ،انتباني حنين جارف للوطن و العائلة و الأصدقاء و لكل شيء يذكرني بالمغرب. فما أغلى الوطن . و بعدها ببضع ثواني ، اخدت هاتفي و اتصلت بنور قلبي , أمي , و ما إن سمعت صوتها الدافئ بالمودة و الحب الخالص ، الا و الدمع من مقلتي انهمر و الشوق الى تقبيل رأسها و يدها زاد أكثر فأكثر . تمالكت نفسي و ضحكت ضحكة المكتوي بنار حب الوطن و في نفس الوقت كنت أحس بفؤادي سوف ينفجر ، فصوتها الشجي كان و مازال يبعثر كياني من الداخل...انتهت المكالمة و رجعت للعمل و العيد في المغرب بالكاد ابتدأ ‘’من يوميات مهاجر مغربي في لندن ‘’


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات