الرئيسية | سياسة | صديق الملك يعتبر "هاجر الريسوني" ضحية قوانين جائرة ويتساءل:هل أصبحت لنا شرطة أخلاق وأبواق للتشهير والافتراء والاختلاق؟

صديق الملك يعتبر "هاجر الريسوني" ضحية قوانين جائرة ويتساءل:هل أصبحت لنا شرطة أخلاق وأبواق للتشهير والافتراء والاختلاق؟

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
صديق الملك يعتبر "هاجر الريسوني" ضحية قوانين جائرة ويتساءل:هل أصبحت لنا شرطة أخلاق وأبواق للتشهير والافتراء والاختلاق؟
 

أخبارنا المغربية:أبو فراس

قال "حسن أوريد" صديق العاهل المغربي والناطق الرسمي السابق باسم القصر الملكي، إن هاجر ضحية قوانين متجاوَزة بل جائرة، كما قال الباحث أحمد عصيد، وضحية تأويل معين للقانون، مؤكدا على أن كل تطبيق اختزالي للقانون ليس دليلا على حالة القانون.

وتساءل الكاتب قائلا:هل هان علينا هذا المنزع لكي تصبح لنا شرطة أخلاق ومُطوِّعين وحِسبة، فضلا عن أبواق التشهير والافتراء والإختلاق؟

وهذا النص الكامل لما كتبه "حسن اوريد":

لا أظن أن مغربيا مفعما بقيم الحرية والكرامة لا يشعر بالحزن مقرونا بالامتعاض لقضية هاجر الريسوني. 

المسألة ليست فيما إذا اجترحت هاجر الريسوني ما يُنسب لها أم لا، ولكن فيما نجم عن القضية من تشهير وضرب قرينة البراءة عرض الحائط وتعسف في استعمال النصوص، وعدم احترام السرية في البحث. 

ما لازم قضية هاجر الريسوني لا يسيء لها وحدها، بل إلينا جميعا، ولصورة للمغرب كنا نفاخر بها، ونُغبَط عليها..

من أي مرجعية نعتمدها، نجد دوما حيزا يصون حميمية الأشخاص، إما من منطلق الحرية الفردية، كما في المرجعية الحديثة، وإما من المرجعية الإسلامية التي تشجب التنابز، وأكل لحم المسلم لأخيه، و تدعو لحرمة الإنسان في نفسه وعرضه وماله، وتجعل حرمته أعظم عند الله من حرمة البيت الحرام، كما جاء في الأثَر، وإما من منطلق المذهب المالكي الذي يعتمد قاعدة درء المفسدة مقدم على جلب المنفعة، (ولا أدري أي منفعة يمكن أن تُجلب في الحالة هذه) وفيما تواتر من تقاليد مغربية راسخة حول ستر الأعراض، وستر ما ستره الله، كما يردد المغاربة...

ظلت السلطات المغربية من خلال أجهزتها الأمنية دوما حذرة فيما يخص الحياة الشخصية للأفراد، ولم تقتحمه، ولم توظفه. 

ويذكر الجميع كيف تم تدمير الأفلام التي صورها الضابط ثابت لضحاياه، صونا للأعراض. وسبق لجريدة لومند أن نشرت قبل سنوات ما جرى لوزير فرنسي في فندق المامونية بمراكش من شجار مع خليلته، مع الضرب والجرح، وكسر لأمتعة الفندق. تسترت الأجهزة الأمنية عن الحادثة، ولم يتسرب شيء مما قام به هذا المسؤول الفرنسي. ولولا ما نشرته لومند في صفحة كاملة لم يكن ليعرف. وأذيع لاعتبارات سياسية مرتبطة بسياق فرنسا. كان الجزاء سياسيا، ووُضع حد لمسار لذلك الطبيب الذي كان يتقلد منصبا سياديا. تصرفت الأجهزة المغربية حينها بمهنية، ويُحسب لها ذلك.

أين نحن مما صاحب قضية هاجر من هذا كله؟

ما الذي قد يعاب عليها ؟ أنها أحبت. وهل الحب فساد ؟ وهل نضرب صفحا عن واقعنا الذي تتداخل فيها مؤثرات عدة، لم نفكر فيها بعمق، وبقينا حبيسي أحكام جاهزة، وفق قوالب قائمة، وظل القانون متخلفا عن الواقع.

مشكلتنا هو أننا نعيش تداخل مرجعيات فيها القديم والحديث، التقاليد والقيم الحديثة، مع ما يؤدي ذلك من انفصام، واعتقدنا أنه بالتلفيق يمكن أن نتجاوز التناقضات الناجمة عن هذا التداخل. وإذا كان ينبغي المحاكمة فلْنحاكم الواقع بتناقضاته، واختلالاته، ومآسيه. ثم أليس الأجدى عوض الحكم أن نفهم هذا الواقع ونتجاوز اختلالاته.

لسنا معصومين، ومن المُسلم به أن نخضع للقانون حينما نجترح ما يخالفه، لكن ماذا حينما يكون القانون متخلفا عن الواقع، وماذا حينما يكون تطبيق القانون اختزاليا حسب الظروف والأشخاص والحالات ؟ وماذا حين يكون منطوقه منافيا لروحه، أو حين يتم التعسف في تطبيقه أو تأويله؟ كان يتم تجاوز الاختلال ما بين النصوص والواقع، بالتحايل أحيانا من قِبل المواطنين، والتغاضي من قبل السلطات. وهو الأمر الذي لم يعد ممكنا، لأن على النصوص أن تتلاءم والواقع، وليس هناك ضمانة كي لا تتعامل السلطات بمزاجية وانتقائية.

لا يمكن أن نضحي بالواقع من أجل نصوص تجاوزها الواقع. ولا حاجة للأمثلة التي يظهر فيها التضارب ما بين النصوص والواقع، وما بين الخطاب والسلوك...

هل الحب فساد؟ النص القانوني كما وُضع، في سياق معين، يربط "الفساد" بعلاقة خارج الزواج. لكن هل الواقع يطابق هذه الصورة ؟ هل العلاقة التي تنتسج بين فتاة وفتى، في إطار الحب، وتتطور إلى زواج فساد ؟ أو لا يكون فسادا الإعضال والعنف والاغتصاب في دائرة الزواج ؟ ألا ينبغي والحالة هذه تعريف الفساد؟

هاجر ضحية قوانين متجاوَزة بل جائرة، كما قال الباحث أحمد عصيد، وضحية تأويل معين للقانون. كل تطبيق اختزالي للقانون ليس دليلا على حالة القانون.

لقد طُرحت قضية تقنين الإيقاف الاختياري للحمل قبل أربع سنوات من لدن الطبيب منير الشرايبي في شجاعة نادرة. لقد اختار هذا الطبيب أن يضع حدا للنفاق وما يترتب عن ذلك من مآسي... وتم إجهاض هذه البادرة كي نعيش هذا التذبذب وما يتمخض عنه من مأسي اجتماعية والغموض الذي يوظَّف حسب الحالات.

ما طالب به الدكتور الشرايبي هو تقنين الإيقاف الاختياري للحمل، حسب الحالات، ليس من أجل التسيب أو التحلل الخلقي...لم يزعم أحد أن المسألة سهلة بالنظر إلى من قد يتمسك بفهم حَرفي للنصوص الدينية، لكن ذلك لا ينبغي أن يصرفنا عن مآسي الواقع، المترتبة عن فهم جامد للنصوص، لطرح النقاش، من كل الشرائح، بما فيهم العلماء، إذ لم يعدم المغرب علماء متنورين يحسنون تأويل النصوص وقراءة الواقع... وضاعت تلك الفرصة للنظر للواقع، وها نحن اليوم نؤدي ثمنها. ولا ينبغي أن نُضيعها اليوم.

شيء ما خُدش في هذا الزجاج البلوري لبلد استطاع دوما أن يوفق بين العقل والتقاليد، وألا يوظف العقل للإجهاز على التقاليد أو يستخدم التقاليد لمحو العقل...استطاع ذلك لأنه الوريث الشرعي للأندلس، في نزوعها العقلاني، في احترامها للآخر، في تسامحها.فهل هان علينا هذا المنزع لكي تصبح لنا شرطة أخلاق ومُطوِّعين وحِسبة، فضلا عن أبواق التشهير والافتراء والاختلاق؟

أين نحن من صورة البلد الذي احتضن أبناءَه من كل المشارب، يصون عقيدتهم، ويحفظ كرامتهم، ولا يثلب أعراضهم، ويقبل منهم حرية الفكر واختلاف الرأي؟

لقد سقطت من أيدينا، في هذه النازلة، ورقة كنا نفاخر بها.. فعسى أن نتدارك هذا الزيغ صونا لصورة بلد يريد أن يشق طريقه نحو الحداثة دون أن يفرط في تاريخه ومقوماته الحضارية.

مجموع المشاهدات: 19721 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (11 تعليق)

1 | سعيد
قضية هاجر الريسوني باختصار شبيهة لقضية بوعشرين وهي كلاتي الدولة بكل اجهزتها الامنية تكون على علم بكل التحركات والتجمعات وكذالك سلوكات ونزوات غالبية المواطنين وحينما يقتضى الامر. ( طول لسان ) مثلا يتم النبش في الملفات وبأدلة وحقائق دامغة ويتم الزج بالمعنى بالامر خلف القضبان. ويحق القول من بيت من زجاج لا يضرب الناس بالحجارة
مقبول مرفوض
-2
2019/09/10 - 03:57
2 | مغربي
اللهم أضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا منهم سالمين
لدار الدين يستهل العقوبة وحنا دولة اسلامية سنية وليس عندنا زواج المتعة
مقبول مرفوض
-5
2019/09/10 - 04:22
3 | باحجوب
شموخ
ما أحوجنا إلى امثالك استاذ حسن. كيف يمكننا أن نرقى الى هذا المستوى. صبرا سيدتي لا شك اننا بدأنا الهجرة مع هاجر.
مقبول مرفوض
1
2019/09/10 - 04:52
4 | Ahmed
زمن المسخ
كنا سابقا نانف التحدث في هذه المواضيع و نعدها عيب و من ابتلي بمثل هذه الحوادث يستتر اه يا زمن
مقبول مرفوض
0
2019/09/10 - 05:52
5 | محمد أحمد المختار
الكلمة الفصل للقضاء
الكلمة الفصل للقضاء(والا أخرجوا كل المغاربة المسجونين بالبراءة لفائدة الشك. )
مقبول مرفوض
-1
2019/09/10 - 06:55
6 | Slimane
الشعب
كل ما جاء في سطورك لا يسمو بالفكر الى موضعه...كنت مسؤولا وتوالت فضائحك وعنصريتك وتشددك..كلماتك تخفي مكرا وقد كنت دائما تكتب بمكر..هناك علماء ومثقفون يستحقون مناقشة الموضوع اما امثالك فليس لهم سوى التشدد العنصرية والمكر..
مقبول مرفوض
1
2019/09/10 - 07:09
7 | مواطن مغربي
بعض أجهزة الدولة أو بعض القوانين أصبحت تسخر لغايات معينة ومصالح لصالح فئات دون أخرى وضرب الخصوم وحتى لو كانوا ابرياء. هدا الوضع يفقد المواطن الثقة في مؤسسات بلاده ويفقد حتى الثقة والأمان في كل أجهزة بلاده وكأن كل شيء مفخخ. اما عن صورة البلد فهاته الحالات تعد تلطيخا وضرب لكل الجهود لصورة وسمعة البلد التي ماداب يزينها ويسوق لها في المحافل الدولية وهي صورة لا تليق به اصلا لا قبل ولا من بعد ما شهده من تقدم ورقي على عدة مستويات.
مقبول مرفوض
1
2019/09/10 - 07:14
8 |
Au nom de la liberte on doit tolerer la debauche et" قتل نفس بغير حق" c'est insense Le musulman le vrai agit au nom de Allah Treve d'hypocrisie
مقبول مرفوض
0
2019/09/10 - 07:35
9 | الفرار
لم يبقى أمام المغاربة الأحرار إلا بابا واحدا آلا وهو الفرار الى ااخارج.
مقبول مرفوض
1
2019/09/11 - 03:04
10 | ملاحظ
الكيل بمكيالين
بحسب السيد افعل ما شئت ما دام هذا فعلك مبررا بالحب، لا أدري مَن مِن المتنازعين يحتكمان إلى العقل، طالبي حرية المتحابين أم الدولة الساهرة على تطبيق القانون؟
مقبول مرفوض
2
2019/09/11 - 04:16
11 | Slimane12
لسنا مغفلين، كفى يا حسن
سي حسن، موضوعك ليس عن الأخلاق ولا القانون، وإنما عن مشروع قانون الإجهاض، وهدفك هو طرحه مرة اخرى في ايدي برلمانيين. نيتك يعلم بها الله، فلك الله يا حسن، أنت و أمثالك. شكرا للنشر.
مقبول مرفوض
0
2019/09/11 - 08:02
المجموع: 11 | عرض: 1 - 11

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة