مهتمون: لا يمكن تنزيل وإنجاح مشروع "النموذج التنموي" بنفس الوجوه السياسية

أخبارنا المغربية: عبدالإله بوسحابة

في الوقت الذي استبشر عموم المغاربة، خاصة العارفين منهم بالشأن الاقتصادي والاجتماعي -استبشروا" خيرا، بما حمله مشروع النموذج التنموي الجديد، من أخبار سارة، بفعل ما تضمنه هذا الورش الضخم من مشاريع كبرى، بوسعها انتشال فئات عريضة من المجتمع المغربي، من براثن الفقر والقهر والتردي، نحو أفق ومستقبل جميلين، تعالت أصوات عدد من المهتمين والخبراء، مؤكدة أنه يستحيل تنزيل وإنجاح هذا المشروع الذي يرهن مستقبل المغاربة، بنفس الوجوه السياسية التي تبث بالملموس فشلها وعدم قدرتها على تحمل المسؤولية، بل منها من تورط في قضايا الفساد ونهب المال العام.

واعتبر الجميع أن المسؤولية اليوم، بعد أن وضع الملك مستقبل البلاد على السكة الصحيحة، تقع أولا على عاتق الاحزاب السياسية، المطالبة بوضع قطيعة مع الماضي البئيس، عبر تنخيب الكفاءات الشابة التي بوسعها مجاراة إيقاع طموحات الملك والشعب، حيث اعتبروا أنه من العبث بما كان أن تعتمد هذه الأحزاب خلال المرحلة المقبلة على نفس الوجوه المرفوضة من الملك والشعب، خاصة أولئك الذين تبث تورطهم في ملفات الفساد ونهب المال العام، من الذين لازالت قضاياهم رائجة في المحاكم.

ومن جهة ثانية، فإن المسؤولية تقع أيضا على عاتق الشعب، المطالب اليوم بضرورة الفصل في اختيارات، بين حسن اختيار من يمثله، أملا في غد أفضل، أو الرضوخ لسلطة المال وشراء الذمم التي ستقود البلاد إلى نفس المصائر السابقة.

وبين الطرحين السابقين، أضحى من المؤكد جدا، أنه يستحيل تنزيل هذا الورش الملكي الضخم، بنفس الوجوه التي تولت المسؤولية في الحكومات السابقة، التي أغرقت البلاد والعباد في بحر لجي من المشاكل والانتكاسات الاقتصادية والاجتماعية.. لأجل ذلك، صار من اللازم القول بأن استمرار "عزوف" الناخبين عن التصويت خلال الاستحقاقات المقبلة، لن يفرز إلا نفس الوجوه المرفوضة من الشعب، والتي كانت سببا في هلاكه، والمؤكد أن الجميع مدعو اليوم إلى التفكير بصوت عال وموحد من أجل غد أفضل كما يحلم به كل مغربي ومغربية في جميع ربوع المملكة.