أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية : مـحـمـد اسـلـيـم
يواصل السيد عبد الإله بن كيران وحكومة المصباح حربهما الضروس، لكن بدل الوفاء بالوعد الإنتخابي، وتوجيه فوهة مدافعه جهة الفساد والمفسدين، فضل إعلانها حربا لا تُبقي ولا تذر، لكن على مواطنيه من محدودي الدخل فحسب، بعيدا عن التماسيح والعفاريت، والتي يبدو أنه عْطى حْمارو مْعاها (كما يقال في أحجياتنا الشعبية)... فبعد خرجاته الأخيرة والمتعلقة بإصلاح أنظمة التقاعد، وتلويحه بضرب مكتسبات الموظفين والأجراء المغاربة، والتي راكموها على مدى سنوات، وتحميلهم فاتورة لا ذنب لهم فيها، وهو ما خلف هرجا ومرجا في أوساط المعنيين، لم يعرف مآله بعد.. سارع بن كيران وبلا تأخر لتوسيع دائرة الغاضبين والمتضررين من سياسات حكومته من خلال سعيه الحثيث نحو إلغاء صندوق دعم المواد الأساسية، أو كما دأبنا على تسميته بصندوق المقاصة. إلغاء سيُسْهم لامحالة في الإتيان على ما تبقى من قدرات المواطنين الشرائية ـ المُنهكة أصلاـ وخاصة بُسَطاؤُهم. فأسعار السلع الأساسية، والتي تُشكِّل عصبا لحياة ذوي الدخل المحدود وهاجسا يوميا لهم، ستعرف إرتفاعات خيالية بل وميتافيزيقية أحيانا، مما سيعمل حتما على تفقير الفقراء أكثر فأكثر... فحسب مصادر إعلامية متطابقة سينتقل ثمن قنينة الغاز من فئة 12 كلغ من 40 إلى 120 درهما (وهو ما
علق عليه أحد المراكشيين الظرفاء بالقول: أن ماء الدوش سيكون حارقا حينها) أما الغازوال فسيصبح ثمنه في حال إلغاء نظام الدعم 11 درهما، وكلنا يتذكر ما حصل منذ أشهر لما زيد في سعره درهم واحد، وقال السيد رئيس الحكومة أن الأمر لا يعني أغلب المغاربة، ولا يهم سوى أصحاب السيارات، لتعرف أسعار النقل الحضري زيادات أثرت على ميزانيات الأسر.. وليتبين بالملموس أن ماقيل لا يغدو سوى تبريرا، والحكومة الحالية تتقن لغة التبرير أكثر من إتقانها شيئا آخر... أما السكر ـ وهو مادة دأب المغاربة على إستهلاكها، بكثرة علّها تُعينهم على تحلية مرارة عيشهم ـ فستعرف إنتقالا صاروخيا من 6،5 درهم إلى 11 درهم... هي نماذج لزيادات قال عنها بوليف، أنها سترفع نفقات الأسر بمبلغ يتراوح بين 500 و 600 درهم فقط!!! (بشرك الله بالخير) ربما السيد الوزير غاب عنه أن هكذا مبلغ يشكل ربع أو ثلث الميزانيات الشهرية للعديد من الأسر، ولربما السيد الوزير إستهان بالمبلغ إنطلاقا من وضعه المادي كوزير، وليس من منظور عامل بسيط.. المهم أن السيد الوزير ووفاء لتلازم دوري البشير والنذير، تحدث عن حوالي ثلاثة ملايين أسرة مستفيدة من مساعدات مباشرة، أو سَمِّها كما شئت فالتسميات والحمد لله كثيرة، صدقة أو زكاة أو غيرها، مادام ربط الدعم بشروط مسألة خلافية لحد الساعة... وطمأن وزير الشؤون العامة والحكامة المواطنين إلى أن رفع الأسعار سيتم بشكل تدريجي، ووفقا لترتيب المواد حسب حجم إستفادتها من الدعم... وبالمقابل نجد عادل الدويري (وزير السياحة الأسبق) في منتدى باريس الإقتصادي، يحذر من نهج تقديم دعم مباشر للأسر، والذي ستكون له عدة مخاطر خاصة ـ يقول الدويري ـ أن الحزب الذي يقود الحكومة ينوي تقديم تلك المساعدات دون ربطها بمقابل معين أو تقييدها بشروط، وهذا ستكون له عواقب وخيمة على الإقتصاد الوطني... ويبدو أن الكثيرين سيفضلون حتما الحصول على دعم، بدل العمل في وظائف بأجور منخفضة، وبذلك سندخل دوامة أخرى يعلم الله منتهاها

´welah al3adim la3endik leha9...wehadchi li9edo yediro sidhom benkiran....la3anaho alah