أخبارنا المغربية
بقلم: محمد الطيار
هناك أسئلة تبرز بقوة خاصة على اثر الهجمات الإرهابية التي استهدفت المدنيين بمدينة السمارة. لماذا تأخر إدراج تنظيم البوليساريو في قائمة التنظيمات الإرهابية طيلة العقود الماضية؟ ولماذا يعجز المنتظم الدولي على محاسبة البوليساريو والجزائر ويكتفي فقط بإصدار التصريحات والتقارير المحدودة؟ ولماذا لم يتم بعد فتح ملف استهداف المدنيين في مخيمات تندوف وفي الصحراء المغربية، وكلها جرائم صريحة ضد الانسانية؟ وهل يشكل ذلك ترجمة لاستراتيجية معتمدة من طرف الدول الغربية تستهدف إطالة عمر النزاع وإبقاءه في منطقة رمادية؟
اسبانيا لا زالت تتقاعس عن القيام بتوجيه الإتهام إلى تنظيم البوليساريو، ولازالت الساحة السياسية الإسبانية ترفض مأْسسةَ النقاش في الموضوع، ليس فقط بسبب الموقف المساند للبوليساريو من طرف عدد من الأحزاب الراديكالية في اليسار وبعض الأوساط الأخرى في اليمين، ولكن أيضا بسبب مراهنة جهاز المخابرات الإسبانية، كما هو الحال بالنسبة للمخابرات الفرنسية، طيلة العقود الماضية، على إضعاف المغرب باستعمال ورقة الإنفصال في أقاليمه الجنوبية، والقيام باحتضان نشطاء البوليساريو وتمويلها ومساندتها بتوظيف المجتمع المدني والإعلام.
ولماذا أفلتت الولايات المتحدة الأمريكية تصنيف البوليساريو تنظيما إرهابيا؟، وهي التي دأبت على وضع قائمة خاصة بالمنظمات الارهابية. ويطفو هذا السؤال على السطح بشكل ملحوظ خاصة بعد اعترافها بشكل رسمي بمغربية الصحراء، وحيث أصبحت مصالحها الوطنية مرتبطة بالمغرب أكثر من النظام العسكري الجزائري، مما يجعل قيام واشنطن باعادة ملف استهدافها من طرف مليشيات البوليساريو إلى الواجهة أمرا مطلوبا، وهي التي تسببت بشكل مباشر في قتل 6 مواطنين أمريكيين على الأقل، 5 في عملية إسقاط لطائرة، و1 في السجن بعد اختطاف من مطار هواري بومدين بالجزائر.
خاصة وأن الشروط المطلوبة من طرف المشرع الأمريكي والمؤسسات الأمريكية بشكل عام في تصنيف أي جماعة على أنها إرهابية متوفرة في تنظيم البوليساريو، ومن أهمها تورط الجماعة أو أعضائها في هجمات تتسبب في مقتل أو استهداف مواطنين أمريكيين، أو وجود أدلة على أن هذه الجماعة تآمرت أو تتآمر لقتل أو استهداف أمريكيين.
المدنيون المغاربة الصحراويون أول ضحايا إرهاب البوليساريو
استهداف المدنيين المغاربة يشكل وحده جريمة مكتملة الأركان ضد الإنسانية وخرقا سافرا وخطيرا للقانون الدولي الإنساني ولكل المواثيق الدولية لحقوق الإنسان ولكل ما أصدرته الأمم المتحدة في مجال حقوق الانسان منذ قيامها .
الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها مدينة السمارة بالأقاليم الجنوبية المغربية خلال شهري أكتوبر ونونبر من سنة 2023، سبقتها عمليات إرهابية أشد فتكا قامت بها البوليساريو في حق المدنيين بهذه المدينة من خلال هجومات متكررة مابين سنوات 1979 و1983 ، ونفس الأمر حصل في عدد من المدن والبوادي الصحراوية منذ افتعال النزاع من طرف نظام معمر القدافي البائد والنظام العسكري الجزائري. فالهجمات الأخيرة ليست إلا حلقة من حلقات من سجل البوليساريو والجزائر المروع والحافل بالجرائم الإرهابية، خاصة مابين سنوات 1976 و1983حيث تم استهداف المدنيين في بلدات عوينة يغمان، لبيرات والمحبس وابطيح وبوعراع وبوجدور والمسيد وطاطا واقا وفم الحصن ومحاميد الغزلان، وفي مدن طانطان وأسا والزاك. حيث تم قتل العديد من المدنيين العزل، والاستلاء على ممتلكاتهم، واغتصاب النساء، واختطاف العديد منهم ونقلهم واحتجازهم في مخيمات تيندوف.
لقد تم القيام بعمليات استهدفت خطف العديد من المواطنين المغاربة الصحراويين، من مدن الأقاليم الجنوبية ومن بوادي الصحراء، منهم العديد من الفتيات والنساء المتزوجات اللواتي تم خطفهن كسبايا. وتم اختطاف شيوخ وأعيان القبائل وتحطيم رمزيتهم بإخضاعهم لفترات تدريب مهينة وحاطة بالكرامة في مدرسة 12 أكتوبر، وإجبارهم فيها على حلق لحاهم، قبل أن يوزعوا كحراس وبوابين والقيام بعمليات الكنس وتنظيف المراحيض. وتم كذلك تهجير سكان الأرياف خلال سنتي 1980-1981، من مناطق شمال موريتانيا، ومن الحدود المالية الجزائرية، حيث تم نقلهم بالترغيب والترهيب إلى مخيمات تندوف
.
وعانت النساء والفتيات طيلة العقود الماضية من الاعتداءات الجنسية المتكررة والتعذيب والإجهاض، والاتجار بالرضع المولودين من حوادث الاغتصاب أوعلاقات خارج الزواج مع المسؤولين من “البوليساريو” أوعسكر الجزائر.
لا زالت إسبانيا تتقاعس
إسبانيا لا زالت تتقاعس في القيام بتوجيه الإتهام إلى البوليساريو رغم قيامها بتبني موقف مساند للمغرب في قضية وحدته الترابية، فقد قامت البوليساريو في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي بهجمات عديدة ضد الصيادين والمدنيين الكناريين خلفت عددا من الضحايا وصل إلـى 289 ضحية تم الاعتراف بهم كضحايا إرهاب وهناك أزيد من النصف لم يتم العثور عليهم.
وقد أدرجت الجمعية الكنارية لضحايا الإرهاب، البوليساريو ضمن الجماعات الإرهابية، التي عانت منها إسبانيا، وكشفت أن البوليساريو هي ثاني حركة إرهابية تسببت في أكبر عدد من الضحايا في إسبانيا بعد منظمة إيتا الباسكية، كما صنفت الحكومة الاسبانية سنة 1985 البوليساريو حركة ارهابية، وطردت ممثليها بموجب قرار اتخذته الحكومة، التي كان يقودها آنذاك فيليبي غونزاليس، كما طردت السلطات الإسبانية ممثل البوليساريو بمدريد، أحمد بخاري، وأغلقت مكاتبه بإسبانيا، ولكن إلى حين!!!!، فقد اكتفت فقط بطرد ممثلي البوليساريو كإجراء بسيط، رغم ثبوت تورطها في مقتل البحارة الإسبان، مما يؤكد مراهنة اسبانيا على البوليساريو.
Karim
المصلحة من تحرك العالم
المغرب لا يمكنه ان يعتمد على الآخرين في الدفاع عن وحدة اراضيه و لقد اثبت لنا التاريخ ذلك، الدول الغربية تحركها المصلحة فقط و يستغلون هذا الملف من اجل استغلال المغرب، المغرب الآن بدأ يشتغل على توظيف الملف لصالحه و ليس ضده و نتيجة ذلك كان هو اعتراف و دعم اغلب العواصم الغربية لسيادة المغرب على صحراءه، الآن على المغرب ان ينتقل للسرعى القصوى من اجل انهاء الملف في الامم المتحدة و الا ينتظر مساعدة من احد