أشيبان.. واقعة "ريم شباط" بعثت منهج "البصري" من قبره

تصدرت النائبة البرلمانية "ريم شباط" عشية أمس الإثنين، المشهد السياسي، بعد أن عبر عن استنكارها الشديد للطريقة التي تم بها حجب مداخلتها الأسبوع الفارط من قبل المسؤولين عن البث التلفزيوني لجلسات البرلمان، في إشارة منها إلى المشهد الذي رفعت خلاله لوحة تضمنت صورة تختزل معاناة ساكنة فاس مع إشكالية النقل.

مسلسل الاحتجاج على الإخراج التلفزيوني لجلسات البرلمان لم يقف عند هذا الحد، حيث عبر عدد من النواب المنتمين لأحزاب الأصالة والمعاصرة (أحمد التويزي)، العدالة والتنمية (عبد الله بوانو)، و فيدرالية اليسار الديمقراطي (فاطمة التامني)، عن استنكارهم الشديد للكيفية التي يتم بها نقل وقائع الجلسات عبر التلفزيون المغربي، بل منهم من وجه تهما بالتحكم في الإخراج.

في ذات السياق، تفاعل "خالد أشيبان"، الباحث في الاقتصاد، مع هذا الموضوع الذي أثار جدلا واسعا، حيث نشر بالمناسبة تدوينة عبر حسابه الفيسبوكي، جاء فيها: "ما أزعجني كثيرا في قضية ريم شباط ليس هو موقف رئيس مجلس النواب، لأن الأمر يتعلق بتأويل قانوني للنظام الداخلي يمكن لكل طرف أن يدلي بدلوه فيه، رغم أنني أعتبر أي تكميم لصوت المعارضة هو ضرب لجوهر الديمقراطية التي لا زلنا في مدخل بابها".

وتابع قائلا: "لكن ما يعتَبر في نظري خطير جدا ولم ينتبه له الأغلبية، هو ما فعله مخرج الجلسة الذي غيَّر وجهة الكاميرا عندما أرادت النائبة ريم شباط رفع لافتتها"، مشيرا إلى أن "هذا يعتبر اجتهادا غير مقبول من طرف تقني ليس من حقه تحت أي ظرف أن يلعب دور الرقيب".

كما شدد "أشيبان" على أن "البرلمانية تتحمل مسؤولية كلامها وتصرفاتها، وهي تمثل من أعطوها صوتهم (ولو كانوا قلة)، وتمثل مؤسسة تشريعية مستقلة عن باقي السلط، وبالتالي ما فعله المخرج، الذي أخرج منهج إدريس البصري من قبره وتعسف على النائبة وعلى المسار الديمقراطي ومارس اختصاصا ليس من حقه، هو أخطر ما في الأمر"، مشيرا إلى أن ما وقع "يمكن أن يظهر الأمر بسيطا، لكنه تصرف خطير يعكس عقيدة مترسخة في الكثير من الأذهان".

في سياق متصل، أوضح المتحدث ذاته أنه: "يمكن فهم تصرف رئيس البرلمان، رغم اختلافي معه، لأنه على الأقل شرح وجهة نظره وأعطى مبررات يمكن التفاعل معها سلبا أو إيجابا، وهذا يدخل في صلب العمل البرلماني"، مشدد على أن: "ما فعله مخرج الجلسة (أو من أعطاه تعليمات بذلك) هو ذبح للدستور ولاختصاصات البرلمان ولمسار ديمقراطي يحاول المغاربة أن يقطعوا أول خطوة فيه منذ 1999".

ولفت "أشيبان" انتباه الجميع أن "مهمة التلفزة هي نقل الجلسات بكل شفافية ليتمكن المواطن من تقييم عمل من أعطاهم صوته"، مشيرا إلى أن "هناك مؤسسات يمكن اللجوء إليها في حالة أي تجاوز"، موضحا أن "قرار وجود تجاوز ليس من اختصاصات من يشرفون على التلفزيون، حيث قال في هذا الصدد: "كاين نظام داخلي للمجلس، وكاينة محكمة دستورية تحكم بين المؤسسات، وكاين صناديق الاقتراع في آخر المطاف، والتلفزة يجب أن تبقى على نفس المسافة من الجميع!".