الجزائر تستدعي مجددا القائم بأعمال فرنسا

واصلت الجزائر تصعيدها غير المبرر ضد فرنسا، بعدما استدعت، يوم الاثنين، القائم بأعمال السفارة الفرنسية لديها، في خطوة تعكس تناقض مواقف النظام الجزائري الذي يهاجم باريس علنًا، بينما يسعى خلف ودّها في الخفاء.

واستمرت الخارجية الجزائرية في سياسة الهروب إلى الأمام، زاعمة في بيان رسمي أن الأمين العام للوزارة، لوناس مقرمان، استقبل الدبلوماسي الفرنسي وسلمه مذكرة شفوية تتضمن رفضًا قاطعًا لقائمة الجزائريين المرحلين، في محاولة واضحة للتنصل من مسؤولية استقبال مواطنيها المبعدين بسبب قضايا مختلفة.

واختارت الجزائر كعادتها سياسة التصعيد بدلًا من الحوار، متهمة فرنسا بـ"الابتزاز" و"لغة التهديد"، رغم أن نظامها نفسه قائم على القمع وتكميم الأفواه. فبينما تطالب باريس وغيرها باحترام حقوق الجزائريين المقيمين لديها، ترفض في المقابل استقبال المرحلين منهم، في ازدواجية تكشف هشاشة الموقف الجزائري.

وتفاقم التوتر بين البلدين بعد اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء، وهي الصفعة التي لم يستطع النظام الجزائري استيعابها، فراح يفتعل الأزمات مع باريس في محاولة يائسة لاستعادة هيبته المفقودة. لكن فرنسا، التي دعمت تبون سابقًا، لم تعد مستعدة لمجاراة تناقضاته السياسية.

وتورط النظام الجزائري في أزمة دبلوماسية جديدة، بعدما رفض معالجة ملف الترحيل عبر القنوات المعتادة بين المقاطعات الفرنسية والقنصليات الجزائرية، ليواصل سلوك العناد والمكابرة بدلًا من تحمل مسؤولياته كدولة ذات سيادة، كما يدعي دائمًا.

ويتجه المشهد نحو مزيد من التوتر، لكن الواضح أن الجزائر تجد نفسها في عزلة دبلوماسية متزايدة، بعدما فقدت دعم حلفائها التقليديين، وأصبحت عاجزة عن التأقلم مع المتغيرات الدولية، خاصة بعد تنامي الدور الإقليمي والدولي للمغرب.