بعد احتجاجات جيل Z ... فيدرالية اليسار تعلق مشاركتها في مشاورات الانتخابات التشريعية

أعلنت فيدرالية اليسار الديمقراطي تعليق مشاركتها في المشاورات الجارية مع وزارة الداخلية بشأن الانتخابات التشريعية المقبلة، احتجاجاً على ما اعتبرته في بيان رسمي "قمعاً ممنهجاً" و"عنفاً غير مبرر" طالا مسيرات احتجاجية سلمية نظّمها مواطنون وشباب بعدد من المدن المغربية .

وأكدت قيادة الحزب، في بلاغ لها صدر مساء السبت، أن التدخلات الأمنية، وفق تعبيرها، تحوّلت إلى "مطاردات واعتقالات في الشوارع"، مبرزة أن من بين المعتقلين أعضاءً من المكتب السياسي للحزب وشبيبته، بينهم الكاتب الوطني للشبيبة وعدد من المناضلين المحليين .

وشدد الحزب، في السياق ذاته، على أن "أي حوار أو تشاور بشأن مستقبل العملية الانتخابية يفقد معناه ومصداقيته في ظل انتهاك الحقوق الأساسية للمواطنين"، مؤكداً أن بناء ديمقراطية حقيقية "لا يمكن أن يتم على أنقاض الحريات وتكميم الأفواه"، معتبراً أن المقاربة الأمنية المتبعة تعكس، بحسب تعبيره، غياب إرادة سياسية للإصلاح، وتُعمّق أزمة الثقة بين المواطنين والمؤسسات .

كما عبر المكتب السياسي للفيدرالية عن أسفه إزاء ما وصفه بـ"الواقع المقلق"، مشيراً إلى أن استمرار الاعتقالات واستعمال القوة ضد المتظاهرين يؤكد، حسب تعبيره، إصرار الدولة على التعامل مع الحركات الاجتماعية بمنطق أمني، لا يفضي إلا إلى مزيد من الاحتقان والتوتر .

وأضاف البلاغ أن الحزب كان يأمل أن تمثل المشاورات الجارية بشأن الانتخابات فرصة لإرساء مناخ سياسي سليم وضمانات فعلية لنزاهة الاستحقاقات المقبلة، غير أن التطورات الأخيرة دفعته إلى التريث، مشدداً على أن "اليد ستبقى ممدودة لكل حوار جاد ومسؤول يقود إلى تغيير حقيقي"، لكن "من غير المقبول أن نكون شهود زور على مشهد سياسي يتجاهل صرخات شبابنا في الشوارع" .

وطالب الحزب، في ختام بيانه، بالإفراج الفوري عن كافة المعتقلين على خلفية الاحتجاجات الأخيرة، مؤكداً أن الأولوية القصوى، في الوقت الراهن، ليست الدخول في سباق انتخابي، بل الدفاع عن كرامة الشباب وحقهم في التعبير السلمي والنضال من أجل مغرب يتسع للعدالة والحرية والمساواة .

ودعا البلاغ ذاته مختلف القوى الديمقراطية والحقوقية إلى التكتل من أجل مواجهة ما وصفه بـ"الانتهاكات الجسيمة للحريات"، والعمل على بناء جبهة وطنية للدفاع عن الحقوق والمطالب المشروعة .

وكانت السلطات قد أفرجت عن المحامي فاروق المهداوي، عضو المكتب السياسي لفيدرالية اليسار الديمقراطي، إلى جانب عدد من الشباب الذين تم توقيفهم مساء أمس السبت ، أثناء احتجاجات "جيل Z" التي شهدتها مدينة الرباط.