الركراكي يؤكد: أمرابط عنصر أساسي ونحتاجه في قادم المباريات

الركراكي: المغربي ممكن يتقلق عليك فالصباح، ولكن فالليل يوقف معاك ويعرض عليك

رغم الفوز أمام زامبيا.. لاعبو المنتخب المغربي يرفضون تقديم التصريحات للمنابر الإعلامية

بنصغير يتحدث عن لحظة عناق اللاعبين للركراكي بعد تسجيل الهدف الثاني

الركراكي: الجمهور هو لي ربحنا اليوم ..ودبا بطولة جديدة غتبدا فحال كأس العرش

أول ظهور لحكيمي في كأس إفريقيا بعد العودة من الإصابة

هل نؤدّي حق نعمة الإسلام؟

هل نؤدّي حق نعمة الإسلام؟

الحسن بنونة

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة و السلام على خير المرسلين محمد بن عبد الله المصطفى الأمين

قال تعالى في محكم تنزيله

( وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها ) صدق الله العظيم

أجل لا يمكننا إحصاء نعم الله علينا وإن بدأنا العدّ من أول يوم ولدنا فيه إلى آخر رمق لنا في الحياة ، و من النعم الكبرى التي أنعم الله بها علينا نحن المسلمون ، نحن من وُلدنا في الدّيار الإسلامية ، هي نعمة الإسلام ، و مع ذلك فالمطلوب منّا أن نتعرف على ديننا أكثر و أكثر وأن نجعل همنا الأول في حياتنا هو البحث عن تعاليم الدّين الصحيح ، فبدون بحث ولا تعلم سوف نضل من ورثة الدّين على الآباء والأجداد ، فإن أصابوا أصبنا وإن و قعوا في خطأ أو شبهة أو بدعة وقعنا ، وهذا ليس من الحكمة .

فبمجرد ما يدخل الإسلام شخص غير مسلم ذكرا كان أم أنثى إلاّ و تجده يبحث و يجتهد في الإطلاع على تعاليم الإسلام ، ثم يطبق بالحرف هذه التعاليم وهمه الوحيد أن لا يقع في محرم أو مكروه أو زلّة ،فالبنت التي تدخل الإسلام أول ما تفعل لبس الحجاب ، ولا تهتم بردود الفعل لا من أسرتها ولا من صاحباتها أو المجتمع الذي تعيش فيه ، وفي المقابل نحن الوارثون لا نهتم حتى بأعظم الأركان ، فمنّا من لا يؤدي حق الصلاة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ أَسْوَأَ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ مِنْ صَلاتِهِ ) ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَكَيْفَ يَسْرِقُ مِنْ صَلاتِهِ ؟ قَالَ : ( لا يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلا سُجُودَهَا ) أي لا اطمئنان في الركوع ولا في السجود .

نعم ، ورثنا الدّن عن أبائنا ، هذا جميل لكن لا يمكن التوقف عند هذا الحد ثم نقول لقد وجدنا آباءنا هكذا يعبدون ، فربما وقع تحريف أو تغيير أو دخلت بعض البدع على الديّن ولم ينتبه أجدادنا ، فعلينا البحث والبحث الدقيق لتفادي كل الشبهات و المتشابهات و البدع ، فكما يقول العلماء ( الله يعبد بالعلم ولا يعبد بالجهل ) ونحن اليوم ليس لنا مبرر نبرر به جهلنا بديننا ، حيث أن الكتب الدينية المتوفرة في المكتبات لا تعد ولا تحصى ، وأن القنوات الدّينية دخلت علينا وأدخلت علينا العلماء الأجلاء من كل الدول الإسلامية إلى بيوتنا ، كما أن الشبكة العنكبوتية فتحت بابا كبيرا على مصراعيه يمكن لكل مسلم البحث على كل ما التبس عليه في أمر دينه ، وبمجرد ضغط خفيف على زر في لوحة الكتابة بحاسوبه . فهل لنا من عذر ؟

أخي الكريم أختي الكريمة ، نعمة الإسلام من النعم الكبرى ، ويجب علينا الشكر لله على أن هدانا لهذا الدّين القويم ، و حتى نكون من الشاكرين علينا أن نتفقه في ديننا قدر المستطاع ، بالجلوس مع أهل العلم ، أو مع الأسرة ونتدارس كتابا يهتم بشؤون الدّين فيما بيننا ،أو نشاهد شريطا لعلامة مرموق، أو نتفق على مشاهدة برنامج ديني جماعة ثم نناقش الموضوع لتتركز الأفكار والمعلومات في أذهاننا ، وعلينا كذلك أن ندعو إلى الله ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( بلّغوا عنّي ولو آية ) فمن أبنائنا وإخواننا من هم بعيدين كل البعد عن حقيقة الإسلام ، هم مسلمون طبعا لكن فهمهم للإسلام ليس فهما

صحيحا ، فمنّا من يقول : أنا أصلي وأصوم فأنا من أحسن المسلمين ، نعم إنك مسلم ، لكن الإسلام شمولي ، وشموليته تحوي العبادات والمعاملات و الاقتصاد و السياسة وكل متطلبات الحياة ، فضروري أن أتقن العبادات وأن أكون مطلعا على ترقيع الصلاة مثلا و على شروط صحتها ، ولكن ضروري كذلك أن أكون ملمّا بكيفية المعاشرة الزوجية ، والمعاملة مع الجيران ، وإن كنت تاجرا عليّ تعلم حقوق الزبون وعدم الوقوع في الغش ، وإن كنت عاملا علي الإخلاص في العمل ، وإن كنت رب معمل عليّ التعرف على معاملة المستخدمين ........و هكذا . وحتى أعطي نظرة على هذه الشمولية اقرأ معي ماذا وقع في عهد رسول الله من حبر يهودي كان يسكن جوار المدينة ، في مجمع مع يهود المدينة قال هذا الحبر وبنبرات صوت حقود : عجبا لأمر محمد لقد علّم أصحابه وأتباعه حتى الدّخول إلى الخلاء . أي ما ترك محمدا صلى الله عليه وسلم شيئا إلاّ وعلمه أتباعه ، حتى الهوامش من الأعمال . ألا يقول حبيبنا صلى الله عليه وسلم :( تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ) .

لكن للأسف الشديد جُلنا لا يعرف حتى شروط صحة الصلاة أو الصوم ، وجلنا لا يتعامل كما ينبغي مع جيرانه أو أبناءه وأهله ، و جلنا يغش و يكذب و يغتاب إخوانه المسلمين ، وجلنا يحاول الربح الكثير و السريع بالعمل البسيط ولو على حساب الآخرين ، فهل نعلم أن كل ما نقوم به سنحاسب عليه ،قال تعالى : ( من يعمل مثقال درة خيرا يره ومن يعمل مثقال درة شرا يره ) نعم سنحاسب عليه مرة واحدة والله أعلم ، أمّا المال سيحاسب عليه المرء مرتين ، من أين اكتسبه و فيما أنفقه .هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ثم هناك تصرفات يقوم بها البعض و تحز في النفس ، فمثلا في يوم الجمعة تمتلئ المساجد ويضطر الناس الصلاة خارج المسجد ، فأغلبهم يصلون تحية المسجد وهم خارجه ، وتحية المسجد لا تلزم إلاّ داخل أسوار المسجد ، فإن وجدت باحة داخل أسوار المسجد صليناها وإن كناّ في الشارع لضرورة الازدحام فلا تحية لمسجد . ثم هناك من يصلي تحية المسجد بمصلى العيدين ، وهذا خطأ ، فإذا أقيمت صلاة العيد بمسجد لضرورة مطر مثلا ، نعم نصلي تحية المسجد ، لكن في مصلى العيدين فلا .

هذه أشياء بسيطة يجب علينا معرفتها لكن وكما ذكرت سابقا و للأسف الشديد نحن لا نتفقه في ديننا ، ولا حتى نسأل عن أشياء غابت عنّا في أمور ديننا إمّا تكبرا أو حياء ، و القاعد ة الشرعية تقول : لا حياء في الدّين ،و يقول ربنا في كتابه العزيز ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )

لكل هذا ، وما هذا إلاّ قليل في بحر كبير ، أرجو من كل مسلم أن يتفقه في دينه، يقول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم : (من يُرد الله به خيرا يُفقهه في الدين) و أن يجعل كلً منّا ولو ساعة في كل أسبوع لمدارسة هذا الدين الحنيف حتى يعبد الله بالعلم و يبتعد عن العبادة بالوراثة حتى لا يقع في البدع و المنكرات ، فكم من منكر يحسبه البعض تقربا إلى الله و هو يبعدهم عنه ما بعدت السموات عن الأرض .

و بما أننا قد ودّعنا الشهر العظيم شهر رمضان المبارك شهر الصيام والقيام شهر العبادة ، وفيه يتزايد عدد زوار المساجد في كل الأوقات و خاصة في صلاة الفجر ، أتمنى و أرجو أن يضل كلً منّا على عهده مع الله ، وأن لا يترك أحدنا الصلاة في المسجد و على الخصوص صلاة الفجر ، يقول عزّ من قائل في محكم تنزيله : ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً ) الإسراء .

ختاما ما هذه إلاّ أسطر قليلة للتذكير و إنّ الذكرى تنفع المؤمنين ، فأسأل الله أن نكون جميعا من المؤمنين الصادقين ، لا يشوب إيماننا خلل ولا ذرة نفاق ، وأن يجعلنا ممّن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ويقرؤون و يبحثون و يسألون ، فنحن أمة اقرأ ، فهل نحن فعلا نقرأ ؟ و هل نؤدّي حق هذه النعمة الكبرى التي أنعم الله بها علينا؟ نعمة الإسلام ؟؟؟


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات