الرئيسية | قضايا المجتمع | "الريحاني" معلقا على اغتصاب وقتل "حنان": بلاغات الأمن الوطني وقصائد الشعراء وتضامن البؤساء وبكاء الفاشلين لن يغير في الأمر شيئا

"الريحاني" معلقا على اغتصاب وقتل "حنان": بلاغات الأمن الوطني وقصائد الشعراء وتضامن البؤساء وبكاء الفاشلين لن يغير في الأمر شيئا

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
"الريحاني" معلقا على اغتصاب وقتل "حنان": بلاغات الأمن الوطني وقصائد الشعراء وتضامن البؤساء وبكاء الفاشلين لن يغير في الأمر شيئا
 

*سعيد الريحاني

الحيوان الذي ظهر في شريط فيديو وهو ينهش لحم السيدة حنان، وما أكثر هذه الحيوانات التي تعيش بيننا. لم يغتصب حنان وحدها، بل إنه استعماله الأسلوب المخزني في استعمال القنينة ايام سنوات الرصاص يجعل من الجريمة رسالة لمن يهمه أمر المستقبل.

الحيوانات الأخرى التي كانت توثق لحظة انتهاك جسد انسانة عارية معزولة، عارية مثل الحقيقة، لم ترتكب فقط جريمة الامتناع عن تقديم مساعدة لشخص في خطر، بل هي الخطر نفسه، وبعض الذين شاهدو الشريط ببرودة دم قد تكون لهم نفس الخصائص الإجرامية.. طالما أن التهمة هي التلذذ بمشاهدة اغتصاب امرأة.. 

مهما كان العقاب الذي سيلقاه هذا الكلب.. والكلب له سبعة أرواح.. فإن السكوت عن هذه الجريمة دليل على اغتصاب جسد مجتمع بكامله... دليل على فقدان جماعي للوعي بمخاطر المرحلة المقبلة حيث تنتحر الإنسانية فينا مقابل فسح مجال أكبر للهمج الذين يحسمون الخلافات والانتخابات والتصويت على الدستور بطرق بدائية..

صدق أو لا تصدق، الهمج مواطنون مثلنا يأكلون ويشربون ويتجولون بكل حرية في الأسواق، ويدافعون عن حقهم في الوجود وحقهم من حقوق الإنسان.. وأكثر من ذلك هناك من يوظف مئات السنوات من الدراسة والبحث الأكاديمي لتبرير جرائمهم مقابل الاستفادة من حصص "الجهل المقدس"، والنتيجة " تنمية التخلف" بدل تنمية الإنسان.

بكينا من أجلك يا حنان وهذا أضعف الايمان، إن لن يكن هو الكفر عينه .. ولكن التاريخ لا يرحم ولترقد روحك بسلام.. أما النخوة فعليها السلام.. ولا سلام إلا بعد الحرب.

بلاغات الأمن الوطني وقصائد الشعراء وتضامن البؤساء وبكاء الفاشلين..لن يغير في الأمر شيئا إذا لم نبدأ معركة "بناء الانسان" وهدم قلاع الجهل..إنها رسالة المخزن أكثر من كونها رسالة للمواطنين العزل.

*رئيس تحرير أسبوعية الأسبوع الصحفي

 
مجموع المشاهدات: 9849 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (6 تعليق)

1 |
المسألة مرتبطة بعلم النفس من جهة مبدأ الفردنة في كيفية استقلال الفكر بتناغم مع الطمأنينة المتولدة عن الإحساس بالمسؤولية اتجاه الذات و الاخر . و مرتبطة من الجهة الثانية بعلم الإجرام من ناحية اتخاذ القرار الشخصي المتناغم مع معطيات تطبيق ركائز الحياة العامة المقننة لعقل الذات في بنية مجتمعية تحترم الجزئيات التشاركية و تعتبر المؤشرات الوجدانية لدفع بنهج ينجح نتائج الشعور بالتكامل الطبيعي المحمود انطلاقا من رصد المحيط الفكري للوقائع والمستجدات المحتمل
مقبول مرفوض
1
2019/07/20 - 10:10
2 | abdou
كيف ؟
تضامن البؤساء وبكاء الفاشلين انت تنعث من تضامن مع حنان بالبائس ومن بكى جراء ماشاهده من صور مروعة بالفاشل ؟ صراحة لم أفهم قصدك
مقبول مرفوض
1
2019/07/21 - 04:12
3 | عبدو
الوحوش البشرية
في المغرب خصو يطبق الاعدام بنادم ضسر البراهش ضسرو التهراس السيبة تيتعداو على القوات العمومية هادشي بزاف التحرش الاغتصاب الناس خارجا مع ولادها تيتكرفسو البشر طغا
مقبول مرفوض
1
2019/07/21 - 04:22
4 | جوطي عبد السلام
شكر
الله يحفظك ويزيد في حلمك على هذا المقال الرائع والدامغ.
مقبول مرفوض
1
2019/07/21 - 04:28
5 | Abo Ayoub
السلام.
اذا تكلم الحكماء سكت الرعاع. اصبت يا استاذ.
مقبول مرفوض
1
2019/07/21 - 05:12
6 | كلمات في الصميم
أحسنت القول وشرحك لماذا رأيناه دليل على الويع الذي تتحلى به
مقبول مرفوض
2
2019/07/21 - 10:07
المجموع: 6 | عرض: 1 - 6

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة