قصتي مع "جزائري" بمطار محمد الخامس.. "قالوا لي غير توصل للمغرب قول ليهم خاوة خاوة"
أخبارنا المغربية: عبدالاله بوسحابة
تزامنا مع تواجدي أول أمس الأربعاء بمطار محمد الخامس الدولي بالبيضاء، أين كنت في انتظار أحد أقاربي الوافد على المغرب من الخارج، تقدم نحوي شاب في عقده الثالث مستفسرا عن مرآب السيارات، وقد تبين لي من خلال لكنته البارزة أنه جزائري، فسألته: أأنت جزائري؟ فأجابني مبتسما ووجهه مملوء بالرعب، نعم أنا جزائري، قبل أن يحاول المسكين تبرير مواقف حكام بلاده، حيث قال لي: "خاوتي المغاربة قالوا لي ملي توصل للمغرب قول ليهم خاوة خاوة، غدي يتهلاو فيك".
تابعت قسمات وجهه مندهشا من الخوف الذي سكن جسده، وقد بدا لي كالفار من "العار"، فأجبته بدم بارد بعد أن ابتسمت في وجهه: "مرحبا بيك خويا هدي بلادك، الباركينغ من هذا الطريق"، وقد أشرت إلى اتجاهه، بعدها تمالك الرجل أعصابه، وصار يحاورني، محاولا بذلك تفسير ما يقع من توتر في العلاقات بين المغرب والجزائر، حيث أكد لي أن الشعب الجزائري لا علاقة له بحماقات جنرلات العسكر الحاكم، وأن الجزائريين يحبون إخوانهم المغاربة حبا كبيرا، حينها استطردت الحديث، وقلت له: "شوف خويا، حتى حنا كنحبو خوتنا الجزائريين، وتأكد أنك عمرك تشوف من المغاربة شي حاجة خايبة مهما وقع ويقع".
وبعدما جددت الترحيب به، ابتسم الرجل بدوره في وجهي، وسألته إن كان في حاجة إلى أي مساعدة أيا كانت، فشكر لي حسن معاملتي له، فقلت له بكل حب: "هكذا سيعاملك كل المغاربة.. فكرمهم يعلمه العالم بأسره"، قبل أن ينصرف لحال سبيله، وهو سعيد جدا بعد أول لقاء له مع مغربي بعد ولوج التراب الوطني.
هي رسالة حاولت من خلالها أن أذكر إخواننا في الجزائر، أننا شعب لازال متمسكا بروابط المحبة والعروبة والإسلام الذي يربطنا بجيراننا في الجزائر، وأن كل ما يتم حشوه في عقولهم عبر إعلامهم المأجور يبقى مجرد ترهات وكلام فارغ لا أساس له من الصحة.
عدد التعليقات (8 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟