الرئيسية | قضايا المجتمع | جدل أضحية العيد يعود من جديد.. أهي سنة تعبدية أم فرض اجتماعي؟

جدل أضحية العيد يعود من جديد.. أهي سنة تعبدية أم فرض اجتماعي؟

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
جدل أضحية العيد يعود من جديد.. أهي سنة تعبدية أم فرض اجتماعي؟
 

بقلم: عبد الرحمان أيت المقدم

نتفق أولا على أنه يسهل على الفقيه اوالمفتي أن يقول للناس بأن هذا الأمر حرام، كمن يفتي بحرمة الربا، لكن في نفس الوقت يصعب عليه إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تؤدي بالبعض " مكرها" على الاقتراض، (وإن كان مفهوم الربا في حد ذاته من أصعب وأعقد المفاهيم الشرعية تحريرا وتحديدا)؛ لأن إيجاد الحلول للمشاكل الاجتماعية يتطلب إفراغ الوسع في جمع كل النصوص الشرعية المتعلقة بالنازلة وتكييفها تكييفا سليما تحقيقا للمناط من جهة، واستخراجا للحكم الشرعي جلبا لمصلحة او درءا لمفسدة محققة أو محتملة التحقق من جهة أخرى. 

والمتأمل في أحوال الناس والعادات التي تصاحب ذبح أضحية العيد، يجد أن هناك عددا لا يستهان به من المسلمين قد لا يؤدي أحد أركان الإسلام أو كلها، كالذي يترك الصلوات المفروضة والمعتبرة عماد الدين، لكن تجده يحرص كل الحرص على شراء أضحية العيد، فلو كان يخشى من العقوبة الدينية لما ترك الصلاة المكتوبة وتشبت بأداء سنة قد لا يترتب عن تركها مع العجز عن شرائها أي إثم أو عقوبة دينية؟ 

فالعقاب الذي يخشاه أمثال هؤلاء إنما هو عقاب اجتماعي أسري محض، فكيف إذن يمكن ان تقنع مثل هذا، خاصة وأن من يخاطبونه بسنية أضحية العيد على المنابر او القنوات التلفزية هم أول من يبادر بشراء أفضل وأجود الأكباش لإدخال الفرح والسرور والبهجة على أبنائهم وأسرهم؟

فمسالة أضحية العيد شئنا أم أبينا أصبح يغلب عليها الطابع الاجتماعي أكثر من الطابع الديني، لأنه يصعب على أي واحد منا كيفما كانت محدودية دخله أن يترك أبناءه يوم العيد بدون أضحية. فما العمل إذن؟

 قد يكون الحل الأنسب لتجاوز الإحراج الذي قد يسببه عدم شراء أضحية العيد لشريحة عريضة من المجتمع، متمثلا في تتظافر ثلاثة شروط أساسية فيما بينها، وهي أن يتم توفير مناصب الشغل لكل المواطنين، شغل يضمن لهم كرامتهم ويصون حقوقهم في العيش الكريم. والشرط الثاني او الحل الثاني بعد ذلك يأتي من المؤثرين الدينيين وممن هم منتصبون للدعوة والإفتاء؛ كأن يعلن بعض الدعاة ورؤساء المجالس العلمية مثلا بأنهم لن يضحوا هذا العام تخفيفا على من صار يعتقد اجتماعيا بفرضيتها.

والشرط الثالث أن يصدر ولي أمر المسلمين جلالة الملك أمرا يعطل فيه أضحية العيد، خاصة في الحالات التي يعم فيها القحط والجفاف والغلاء وارتفاع الأسعار كعامنا هذا.

وأما الإفتاء باقتناء أضحية العيد عن طريق الاقتراض، حتى وإن كان القرض قرضا حسنا، فلن يزيد المواطن إلا تأزما وافتقارا.

 

مجموع المشاهدات: 6633 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (9 تعليق)

1 | Hicham ben taieb
باراكا
عيينا بصراحة.انا ومرتي موظفين و ماقدرناش نشريو العيد.. غلاء المعيشة هلكنا ولينا طالبين غي التعادل و شوف تشوف.. احسن حاجة الانسان يستغني على اي فرض اجتماعي يسبب ليه فكارثة مالية أو ذل السؤال.. قدرت نقنع الزوجة و الاولاد، ولكن الوالدين.... الوالدين مايبغوش يخليوك ترانكيل.. الوالدة يمكن تمشي تسلف و تجيبلك باش تعيد!!!! تقوليها مابغيتش، تزعف و تغضب..
مقبول مرفوض
-7
2022/07/04 - 01:08
2 | العيدي
حقيقة لا جدال فيها
الذين يدعون الناس إلى عدم التكلف على أنفسهم بالقروض لشراء الأضحية لأنها سنة على من استطاع هم اول من يشترون الاكباش الغالية ل إفراح عائلاتهم وأطفالهم.هذه المناسبة لاتنفع فيها النصائح خاصة لمن عنده أطفال الذين سيرون لجيرانهم اكباش ماهو مطلوب من رجال الدين اليوم والمؤثرين هو دعوة المحسنين بالتعاطف مع الاسر الفقبرة بالدعم سواء بالقليل او الكثير فمن فرج على مسلم كربة في الدنيا فرج الله عليه كربة يوم القيامة .
مقبول مرفوض
1
2022/07/04 - 01:28
3 | مغربي قديم
ماذا سيقع تحت ملك الله لو الغيت أضحية العيد هذا العام
على الدولة ان تتدخل لإلغاء العيد وكفى المومنين شر القتال انذاك سيعرف الشناقة وتجار المناسبات ان عليهم احترام المغاربة احسن جواب هو خليه يبعبع
مقبول مرفوض
20
2022/07/04 - 01:56
4 | مغربي كادح
مغرب النفاق
لا اكراه في الدين المغاربة لا يهتمون بالاصل الصلاة الصوم الزكاة الحج ويهتمون بالتهافت على شراء كبش كبير ليس تقربا لله عز وجل بل للتباهي وارضاء الخواطر ولو كلف الأمر الدخول تحت قرض
مقبول مرفوض
20
2022/07/04 - 02:00
5 | abousuhail
لاحول ولاقوة الابالله
الغريب فالامر كتلقى الرجل منا يجمت شتات نفسه السنة كلها ويوفر مئتين الى خمسمائة درهم في الشهر لأجل عطلة الصيف ولدى اقتراب العيد الذي هو هدية لله تعالى تجده يشتكي من الازمة وقلة المال. أليس الاحرى ادختر اىمال لهدية الله ام فتن الدنيا اولى. كلامي لا يدخل فيه من لا حول ولا قوة لهم. لكن البقية جعلوا الكماليات ضرورية والاضحية صارت من الكماليات . لا حول ولا قوة الا بالله
مقبول مرفوض
7
2022/07/04 - 03:16
6 | Ahmed
سنة غير مؤكدة
الله يرحم الملك الحسن الثاني كان يحسم في هذا الأمر بكل شجاعة وذلك بإلغاء ذبح أضحية العيد، كان قرار إيجابي جدا يصب في مصلحة شريحة واسعة من المواطنين باستثناء السلفيين المتشددين.
مقبول مرفوض
3
2022/07/04 - 04:50
7 | المغربي س
عيد الجهلة
عيد الأضحى ليس سنة و لا فرض الاضحية خاصة بالحجاج اما الباقي فلا اضحية و لا هم يحزنون انما هو البيع و الشراء الاقطاع يتحكم في العقول الجهلة صحابة رسول الله كانوا لا يضحون و منهم ابو بكر و ابن عباس و هذا في ثراتهم المكتوب فاي تناقض في الاراء هذا .
مقبول مرفوض
-5
2022/07/04 - 05:16
8 | خالد بنسبدي
رأي
أكثرية الناس كيلقاو الحل مصاريف العطل و فلوس العيد كاتجيب لهم السخفة...
مقبول مرفوض
-3
2022/07/04 - 07:58
9 | فاطمة
ناس وناس
كل شيء انقلب في هذا الزمان ،بعض الاشخاص يشترون هواتف بالاف وتجهيزات بالملايين و... وعندما يأتي عيد الاضحى يقولون ليس لنا قدرة على شراء الكبش، انا اتكلم على هذه الفئة، اما من هو فعلا لا يستطيع فلا تجب عليه الأضحية بتاتا
مقبول مرفوض
2
2022/07/04 - 11:22
المجموع: 9 | عرض: 1 - 9

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة