أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي
في مشهد لا يقل غرابة عن طبيعة الشاطئ نفسه، تحول شاطئ الحواض الواقع على أطراف بلدة الجبهة بإقليم شفشاون إلى ساحة احتلال مكشوف من طرف عصابات محلية، نصبت نفسها حامية لفضاء عمومي من المفترض أن يكون في متناول الجميع، حيث بات الشاطئ الذي تميز لعقود بفرادته الجيولوجية، لكونه مغطى بالكامل بحجارة الصوان الصلبة بدل الرمال، اليوم تحت قبضة منطق الغلبة، حيث يتم استغلاله بشكل غير قانوني من قبل مجموعات فرضت سطوتها، فشيدت الأسوار الحجرية على امتداد واجهته البحرية، وقسمته إلى مربعات مؤدى عنها، يمنع الجلوس فيها إلا بمقابل مادي.
ويفاجأ الزائر لهذا الشاطئ، الذي يبعد حوالي 125 كلم عن تطوان و128 كلم عن شفشاون، بأشخاص يفرضون كراء المظلات والكراسي بأسعار مبالغ فيها، دون سند قانوني أو مراقبة من السلطات المحلية، مما خلق حالة من التذمر وسط المواطنين الذين تقاطروا عليه بحثا عن فسحة للراحة في أحضان الطبيعة، حيث وصف الكثيرون الوضع بـ"الاحتلال"، الذي يجد المصطاف نفسه فيه مضطرا لدفع مبالغ قد تصل إلى 250 درهم فقط من أجل الوصول إلى موقع معين على الشاطئ عبر قارب صغير، في ظرف لا يتجاوز ثلاث دقائق، في استغلال فج لحاجة الناس إلى الترفيه، وأداء مبلغ آخر للحصول على مكان متقدم عل الشاطئ.
وعكست تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي حجم الاستياء، فمنهم من استرجع ذكريات الماضي حين كان الشاطئ هادئا ونظيفا ومفتوحا للجميع، لا يتجاوز عدد العائلات فيه خلال ذروة الصيف أصابع اليد، إلى أن حل زمن "المربعات" الحجرية والمراقبة، حتى أن البعض تحدث عن مناوشات كلامية مع مستغلين "باردين الكتاف" منعوه من الجلوس على حجر الشاطئ بدعوى أن المكان "محجوز"، في حين اشتكى آخرون من الغياب التام للمرافق الأساسية، كدورات المياه والنظافة، في مقابل أسعار لا تعكس مستوى الخدمات.
ورغم أن موقع الحواض يتميز بعزلة نسبية ومياه فيروزية نقية بعيدة عن التلوث، إلا أن مظاهر الفوضى والابتزاز بدأت تسيء إلى سمعته التي راجت مؤخرا بين محبي الاستكشاف والطبيعة، خصوصا أن المنطقة أصبحت مقصدا لبعض نجوم الرياضة والفن الذين يبحثون عن هدوء البحر وهمس الصخور، ليظل من المؤسف أن تتحول هذه القيمة البيئية والجمالية إلى مسرح لانتهاك حق المواطن في الوصول المجاني والمتساوي إلى الشواطئ، مما يستدعي تدخلا عاجلا وحازما من السلطات المختصة لفرض احترام القانون، وهدم الأسوار الحجرية، وردع كل أشكال الاستغلال غير المشروع، وإعادة الاعتبار لواحد من أغرب وأجمل شواطئ الشمال المغربي.

عادل
نخالة
انا ذهبت إلى شاطى الحواض، الشهادة لله لم يفرض علي احد المظلات والكراسي، ونثبت مظلتي في المكان الذي اريد، اما القارب فذلك برغبة الناس ولةىيفرضونوعليهم شيئا. سير قلب على الخدمة النقية اما هادسي غير التخربيق عندك